السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مراكز بحثية: انشقاق الآلاف عن "البغدادي"

البغدادي
البغدادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في عام واحد، فقد تنظيم «داعش» الإرهابى، ٣ من كبار قادته، آخرهم أبومحمد العدنانى مسئول الإعلام والدعاية، وسبقه أبوعمر الشيشانى وزير الحرب، وأبوعلى الأنبارى المتحدث باسم التنظيم، ليتداعى الكيان الإرهابى ويتعرض لخسائر كبيرة في الأراضى وفى الأرواح، سببت الكثير من الانشقاقات في صفوف العناصر التي سرب بعضها معلومات ووثائق تخص «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وبحسب ما ذكرت وكالة أعماق التابعة للتنظيم في بيان أمس، فإن لـ«العدنانى» أهمية خاصة لدى الدول المحاربة للتنظيم، لكونه وهو آخر من تبقى على قيد الحياة من الأعضاء المؤسسين لداعش، إلى جانب أبوبكر البغدادى زعيم التنظيم. وكان العدنانى المسئول عن الهجمات في الخارج، كونه رئيس العمليات الخارجية في التنظيم.
وبمقتله، ثار تساؤل عما إذا كانت كثرة المنشقين والحصول على معلومات ووثائق سببا في القضاء على هؤلاء القادة، إذ أعلن عدد من المراكز البحثية، وتصريحات قادة التحالف الدولى، أن عدد المنشقين يقدر بالآلاف، ولعل هؤلاء هم السلاح المطعون الذي قد يقضى على «داعش»، حيث تكمن خطورتهم في أنهم يكشفون العديد من المعلومات المهمة عن قادة التنظيم وأماكن وجودهم، والأسلحة المستخدمة.
واللافت للانتباه أنه بعد تماسك «داعش» في بعض المناطق وانتشاره في سوريا والعراق وليبيا، وأصبح من الصعب القضاء عليه عسكريًا إلا بعد الحصول على معلومات من داخل التنظيم، بعدها بدأ الاهتمام بالحصول على هذه المعلومات، من خلال الحصول على وثائق كثيرة، ولكن كانت الضربة الأقوى كانت في بداية مارس من العام الجارى، وذلك بالحصول على معلومات مهمة من خلال تسيير أحد المنشقين وثائق تدل على معلومات شخصية عن ٢٢ ألف مسلح من تنظيم داعش، الأمر الذي يشكل مادة دسمة لأجهزة الاستخبارات الغربية، التي يمكن أن تكشف عن معلومات لم تكن متاحة لهم من قبل.
أهمية الوثائق أنها تشكل ما يشبه الصندوق الأسود في الطائرات، ذلك أنها تكشف تفاصيل مهمة بشأن عناصر التنظيم، وإلى أي البلدان ينتمون، حيث أظهرت أن الغالبية العظمى منهم تنتمى إلى ٥١ دولة، بينها بريطانيا والولايات المتحدة وكندا، عدا دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتضمنت الوثائق أسماء وأرقام هواتف وكنيات (أسماء حركية) لـ٢٢ ألف شخص من المنضمين إلى التنظيم، إضافة إلى صلاتهم العائلية، كما كشفت عن هويات عدد من المقاتلين في صفوف داعش لم تكن معروفة سابقا في بريطانيا وشمالى أوروبا، وكثير من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والولايات المتحدة وكندا.
واستكمالًا للضربات التي تلقاها التنظيم، ظهرت إحدى الوثائق المسربة في يوليو من العام الحالى، بعدما استولت قوات سوريا الديمقراطية على ١٠ آلاف وثيقة تعود لتنظيم «داعش» عند أطراف مدينة منبج بريف حلب شمالى سوريا، بحسب تصريحات عدد من المسئولين العسكريين، فإن هذه الوثائق يتم الاستفادة منها من حيث التوصل إلى الإمدادات التي تسند التنظيم في المعارك العنيفة، إضافة إلى معرفة طرق تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا عبر الحدود، وذلك من خلال التعامل مع شبكات كبيرة تسهل عمليات تنقلهم. ولفت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت اكتشاف نقاط ضعف تنظيم «داعش»، مما يسهل عملية القضاء عليهم وتحرير مناطق سيطرتهم على الأراضى السورية.