الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مفاجأة.. "العدناني" توقع مقتله فى آخر تسجيل صوتي له

أبو محمد العدناني
أبو محمد العدناني القيادي الكبير بتنظيم داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن العام الجارى سيشهد النهاية الدراماتيكية لتنظيم الدولة «داعش» بعد الخسائر المتتالية التى تكبدها فى المناطق التى سيطر عليها فى كل من سوريا والعراق وليبيا.
ونجحت التحالفات العسكرية ضد التنظيم الإرهابى فى كشف استراتيجيات ميليشياته القتالية، ومن ثم التعامل معها بصورة استباقية، وهو الأمر الذى يؤكده الباحث فى شئون الإسلام السياسى مصطفى زهران.
ويرجع النجاح فى توجيه ضربات استباقية إلى «الدواعش» إلى الاستفادة مما عرضه أبومصعب السورى، القيادى بتنظيم القاعدة فى كتابه «حرب المستضعفين»، من تعليمات حول تشكيل الكتائب ما بين ٢٥٠ و٣٠٠ عنصر، وتقسيم الكتيبة إلى سرايا، إلى ما بين ٥٠ و٦٠ عنصرًا، وما إلى ذلك من معلومات عسكرية ساهمت إلى حد كبير فى تحديد خطط مواجهة التنظيم على الأرض.
ويضيف زهران أن العدنانى فى مقطعه التسجيلى الأخير كان يؤكد لمن حوله أن مقتل قيادات تنظيم الدولة لن يُؤثر كثيرًا فى مستقبل هذه الدولة الوليدة، حسب وجهة نظرهم، واستشهد بمقتل الآباء المؤسسين الزرقاوى وأبوعمر البغدادى والمصرى، وكأنه أراد أن يقول إن بمقتله- إن حدث- لن يغير فى المشهد شيئًا وستسير الدولة لمآلاتها حسب المتغيرات على المشهد أو بمعنى أدق وفق إطار سنة التدافع بين أهل الحق والباطل، حسب منظورهم. 
ويوضح أن تنظيم الدولة يخسر الأرض تباعًا، لكنه رتب أموره لهذه اللحظة منذ فترة طويلة فضلًا عن خبرته القديمة فى طوره التكوينى الأول والتى انحسر خلالها ثم أعاد تجميع نفسه وظهر بشكل أقوى بمراحل عن تمظهراته القديمة ما يعنى أنه من الأهمية بمكان ألا نعتبر فقدانه للأرض بصورتها القائمة دليلًا راسخًا على انتفاء التنظيم وانتهائه، وهو ما أفصح عنه العدنانى فى مقطعه الصوتى الأخير، والذى كان بمثابة خطبة الوداع التى كشفت عن واقع ومستقبل التنظيم فى المرحلة المقبلة.
ويؤكد أن التعليمات التى عرضها أبومصعب، تمنع الانتقال على شكل أرتال كبيرة، وإنما بمجموعات صغيرة، وعلى مراحل ومن طرق عدة، ويفضل المناطق الوعرة والنائية، إضافة إلى أنه يفضل الهجوم فى الليل، ويتجنب المواجهات المباشرة، ويعتمد على القناصة بشكل كبير، ويعتمد على الاتصال والتواصل بين كل مجموعاته، والهجوم بشكل مفاجئ.
وبحسب تقارير عسكرية، فإن الدول التى أعلنت حربها على داعش، فطنت إلى تلك الاستراتيجية التى يعتمدها التنظيم، فتم التضييق عليه جغرافيًا وهو بدا جليا فى الحرب الدائرة فى العراق وسوريا وليبيا، حيث بدأت المعارك بالسيطرة على نقاط وقرى محيطة بالمدن التى يسيطر عليها، وتم حرمانه من مراكز إمداده وبالتالى أصبح من السهل تآكل أراضيه.
وتضيف التقارير، أن القوات النظامية فى العراق والميليشيات الكردية، نجحت فى جر التنظيم إلى حرب الشوارع، وهى مما يتجنبه التنظيم دائمًا، كما هو الحال فى «كوبانى، الحسكة» واختراق منظومة الاتصالات للتنظيم، لحرمانه من التواصل بين مجموعاته وعزلهم.
ولا يعتمد تكنيك التنظيم القتالى على تعليمات أبومصعب، ففى كتاب لنصر بن على الأنسى، المحاضر فيما يسمى بالأكاديمية العسكرية الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة، تم طرح آليات المعارك المفتوحة، والجبهات الشبيهة بسوريا، وضرورة استغلال الأراضى المسطحة، لاستخدام الانتحاريين والانغماسيين، وهو ما فشل التنظيم فى تحقيقه، كما الحال فى سيناء.
وكان التنظيم فى سيناء يعتمد على عنصر المفاجأة فى الهجوم، وعلى استخدام الأنفاق بشكل كبير جدًا، وعلى استخدام عناصر موالية له، للمراقبة والرصد، واختراق المنظومة الدفاعية، لكنه دائما ما يهرب من المواجهة المباشرة، حيث نجح الجيش المصرى، فى الحد من استراتيجية التنظيم، عن طريق زيادة النقاط التفتيشية، والسرايا الموزعة بشكل هندسى، يصعب معه وصول الانتحاريين للكتيبة الأم، وتكبيده خسائر موجعة فى المواجهات المباشرة.