الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أبومحمد العدناني.. "صوت داعش"

 أبو محمد العدناني،
أبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم في حلب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش المتطرف مقتل أبومحمد العدنانى، المتحدث باسم التنظيم فى حلب.
وقالت الوكالة، فى بيان لها، اليوم الثلاثاء: إن "أبومحمد العدنانى الشامي" قتل "أثناء تفقده العمليات العسكرية فى ولاية حلب".
وفي حين لم تورد وكالة أعماق مزيدًا من التفاصيل حول ظروف مقتله، أفادت بعض الأنباء بأن التحالف الدولى استهدف سيارة كان يستقلها ظهر الثلاثاء عند مفرق قديران على أطراف مدينة الباب.
مولده:
ولد أبومحمد العدنانى الشامى، المتحدث الرسمى باسم تنظيم داعش الإرهابى أو منجنيق الدولة كما يلقبه داعش، أو طه صبحى فلاحة، فى 1977 فى بلدة بنش قرب مدينة سراقب بمحافظة إدلب السورية، ولكنه سكن فى قضاء حديثة، أى مركز المدينة التى تقع فى محافظة الأنبار العراقية. 
حياته:
ووفقًا لرواية أعضاء بالتنظيم فقد تأثر منذ صغره بكتب شيوخ المذهب السلفى مثل ابن كثير ومحمد الشوكانى، كما أولى اهتمامًا خاصًا لكتب اللغة والأدب، وفى شبابه كان يتلقى دروسًا مع أقرانه من قيادات تكفيرية وجهادية بالعراق، منهم أبوميسرة الغريب أحد قادة تنظيم القاعدة، وأبوأنس الشامى مسئول اللجنة الشرعية لجماعة التوحيد والجهاد، بالإضافة إلى البغدادى نفسه. 
ولم يبدأ المشوار الجهادى للعدنانى مع تنظيم داعش، بل بدأ مبكرًا فى العام 2000 بمبايعته أبومصعب الزرقاوى، القيادة الجهادية فى سوريا فى ذلك الوقت، مع مجموعة من 35 شخصًا، وخططوا لقتال النظام السورى ولكنهم انتقلوا إلى العراق مع الغزو الأمريكى له وأسس الزرقاوى فى 2003 "جماعة التوحيد والجهاد" المعروفة بتكفيرها للشيعة والدعوة لإبادتهم بزعم أنهم "المتحالفون مع الغزاة الأمريكان"، ثم بايع الزرقاوى أسامة بن لادن وتم تأسيس "تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين" لينضم العدنانى إليه. 
وتم اعتقال العدنانى ثلاث مرات فى سوريا وسجنته القوات الأمريكية مرتين فى العراق، كان آخرها فى 2005 حيث تم إيداعه سجن "بوكا" المختص بسجن الإسلاميين المتشددين، واستخدم حينها اسمًا مزورًا هو "ياسر خلف حسين نزال الراوي"، وتم الإفراج عنه فى 2010 لعدم معرفة السلطات بأهميته كعنصر إرهابى بارز. 
نشاطه:
وفى أواخر 2011 أرسل البغدادى، كأحد قيادات القاعدة، العدنانى بالإضافة إلى أبومحمد الجولانى وحجى بكر وآخرين إلى سوريا تحت اسم "جبهة النصرة لأهل الشام"، وكان العدنانى مراقبًا على الجولانى بشكل سرى، وقال فى تقاريره عنه إن الجولانى يقرب منه الجهاديين السوريين على حساب "المهاجرين" من بلدان أخرى لخلق بيئة حاضنة له فى سوريا، وكذلك يقرب منه مخالفين لمنهج "الدولة الإسلامية" التى يزعمونها ويفكر فى الانشقاق عنها، ليعلن البغدادى قيام "الدولة الإسلامية فى العراق والشام" وهو ما فجر الخلافات العنيفة بين داعش والقاعدة. 
وظهر العدنانى فى مقطع فيديو رافضًا أوامر أيمن الظواهرى زعيم القاعدة بقاء جبهة النصرة فى سوريا وعودة داعش إلى العراق، ورفع للمرة الأولى شعار "الدولة الإسلامية باقية وتتمدد"، ثم ظهر فى تسجيل صوتى مهاجمًا الفصائل السورية المسلحة بعنف، بعد مهاجمتها لمقرات داعش، وأطلق عليهم منذ ذلك الحين لقب "الصحوات" نسبة إلى العشائر السنية التى أسست قوات مسلحة لمحاربة التنظيم فى العراق. 
وشنت قيادات القاعدة مثل هانى السباعى وطارق عبدالعليم بعدها هجومًا شرسًا على العدنانى واتهموه باتباع منهج الخوارج، ليرد بعض شيوخ داعش بالتعريف به وبمسيرته الجهادية، وفى رسائل إلى الظواهرى من قيادات للقاعدة، كشفها مؤخرًا قيادى بداعش يُدعى أبى ميسرة الشامى، اعتبرت القاعدة أن العدنانى يمثل "تيار الغلو" المتشدد فى التكفير داخل داعش، فى حين يمثل البغدادى "تيار الاعتدال". 
وأعلن العدنانى قيام "دولة الخلافة فى العراق والشام" فى 2014 ومبايعة أبى بكر البغدادى، زعيم التنظيم، فى مقطع فيديو تم تصويره على شريط حدودى بين سوريا والعراق مدعيًا توحيد المسلمين وكسر الحدود التى اعتبرها "صنم سايكس – بيكو"، واشتهر بتصريحاته اللاذعة من اللحظة الأولى لعمله متحدثًا إعلاميًا، مثل وصفه للرئيس الأمريكى باراك أوباما بـ "كلب اليهود". 
ظهر العدنانى فى العديد من المناسبات مهددًا دولًا مختلفة أو العالم بأسره، منها تسجيل صوتى له فى أبريل الماضى قال فيه: "إن كنتم تحلمون باسترداد الأراضى التى سيطرنا عليها، فإننا نريد باريس قبل روما وقبل الأندلس وقبل أن نسوّد عيشكم وننسف بيتكم الأبيض ساعة بيج بن وبرج إيفل، نريد أفغانستان والرياض والقاهرة وطهران والقدس وبغداد والدوحة وأبوظبى وعمان". 
وللعدنانى عدد قليل من الكتب فى شكل شعر منظوم أو نثر، منها كتاب ومنظومة شعرية حول فقه الجهاد، وكتاب "السلسلة الذهبية فى الأعمال القلبية"، و"معينة الحفاظ" الموجه لحافظى القرآن، وقصيدة "القاعدي" للرد على بعض منتقدى القاعدة إبان وجوده ضمن صفوفها.
كما قام بتدريس كتب العلوم الشرعية لأعضاء تنظيمى القاعدة وداعش خلال وجوده بهما، ومنها كتابه "فى فقه الجهاد ومسائله"، واهتم بشكل خاص بتدريس كتب حول قواعد الإيمان والكفر وحول اللغة والنحو، وتولى مناصب فى التنظيمات التكفيرية التى انتمى إليها، منها أمير حديثة بتنصيب من الزرقاوى، والمسئول الشرعى للقطاع الغربى من محافظة الأنبار، والمتحدث الرسمى باسم داعش فى العراق ثم فى العراق والشام ثم للتنظيم بأكمله.