الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

كيف تهزم واشنطن الشعوب العربية من الداخل؟

البيت الأبيض
البيت الأبيض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما تناقل إلى أذهاننا، فى العقود الأخيرة، مصطلح «نظرية المؤامرة»، الذى أصبح شائعًا، فى ظل الأحداث العالمية، التى لا يمكن الحكم عليها، من خلال التحقيقات والروايات الرسمية، حيث إن تفسيراتها تبدو غير منطقية حتى لعقول العامة من شعوب العالم.
ورغم أن ذلك المصطلح، ظهر فى مقال، فى فترة العشرينيات، إلا أنه أصبح أكثر تداولاً فى ستينيات القرن الماضي، وربما كان من أبرز الأعمال الفنية، التى تطرقت لتلك المعضلة، هو الفيلم الأمريكى الذى حمل نفس المصطلح «نظرية المؤامرة»، أو«Conspiracy Theory»، الذى صدر فى عام ١٩٩٧، وقام ببطولته النجم ميل جيبسون، والجميلة جوليا روبرتس، والذى كان يدور حول قصة سائق أجرة، يؤمن بأن كثيرًا من الأحداث العالمية، مؤامرات حكومية. واللافت أن قاموس أكسفورد، أضاف ذلك المصطلح، فى نفس العام الذى عُرِضَ فيه فيلم جيبسون.
ويكشف المركز الكندى «جلوبال ريسرش»، فى تقرير له، أمس، بمناسبة الذكرى الـ١٥ لأحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، التى تحل بعد أقل من أسبوعين، تحت عنوان «نظرية المؤامرة والحقيقة»، كيف تصل الولايات المتحدة إلى الشرعية فى كل ما تقوم به، عن طريق ما يسمى بـ«اختلاق العدو»، وجاء الوهم الكبير الذى يتمثل فى أن الحرب هى السلام، وأصبحت الحقيقة «نظرية المؤامرة».
ووفقًا للتقرير؛ فإن الاستعداد للحرب بسبب تهديد الحضارة الغربية، وما أعلنته واشنطن تحت ما يدعى بـ«الحرب على الإرهاب»، من أكبر الأوهام التى نشرتها، حتى تستطيع التدخل العسكري، وغير العسكري، فى جميع أنحاء العالم، فهم وضعوا على عاتقهم مسئولية الحماية، والحرب هى الحل، من أجل دوافع إنسانية، ووسائل الإعلام الأمريكية تقرع الطبول، وتدعم الأجندات الخفية، لمافيا السياسة والسلاح والاضطرابات فى العالم.
وكان واحدا من الأهداف الرئيسية للدعاية للحرب، هو «اختلاق عدو»، مثل تنظيم «القاعدة»، وتنظيم «داعش» الإرهابي، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، والغرض من ذلك هو الغرس ضمنيًا، من خلال التقارير الإعلامية المتكررة، داخل اللاوعي، فى المجتمع الدولي، فكرة أن المسلمين يشكلون تهديدًا لأمن الغرب وأمريكا.
ومن خلال الوهم؛ تم شن حروب على عدة جبهات، وكانت روسيا والصين والشرق الأوسط، فى الوقت الراهن، هى الأهداف الرئيسية، من خلال عدة خيوط؛ الأول: زرع فكرة كراهية الأجانب، وجدول الأعمال العسكرية، حيث ترتبط موجة كراهية الأجانب، الموجهة ضد المسلمين، والتى اجتاحت أوروبا وأمريكا، وهى جزءٌ من أجندة تعمل على تشويه صورة العدو المزعوم، لكن الحقيقة هى أن التهديد الفعلى للأمن العالمي، ينبع من تحالف الولايات المتحدة والناتو وإسرائيل.
وبحسب مايكل شوسودوفسكي، مدير مركز جلوبال ريسرش، فإن تلك الحرب بسبب أن الدول الإسلامية تمتلك أكثر من ٦٠٪ من إجمالى الاحتياطيات النفطية، وفى المقابل، لدى الولايات المتحدة بالكاد ٢٪ من إجمالى الاحتياطيات النفطية، فالعراق فقط لديه نفط أزيد خمس مرات من الولايات المتحدة، وحصة كبيرة من النفط فى العالم تقع فى أراضى المسلمين، وكان هدف واشنطن من الحرب هو سرقة تلك الاحتياطيات النفطية، ولتحقيق هذا الهدف، تستهدف الدول العربية والإسلامية من خلال: الحرب، العمليات السرية، عدم الاستقرار الاقتصادي، وتغيير الأنظمة.
وأوضح التقرير الكندي، أن الأحداث الكبرى فى التاريخ حركها السياسيون من وراء الكواليس، والغريب أن مصطلح نظرية المؤامرة، يختلف باختلاف الدولة التى تعرفها، فكان من الغرب أن يسقطوا ذلك المصطلح على الحكام العرب وأنهم هم من قاموا بالتآمر على شعوبهم، من خلال إجبارهم على العيش فى فقر، حتى لا يتسنى لهم الوقوف فى وجههم، أو معارضة قراراتهم، وأن الدول التى قامت بثورات الربيع العربي، شعرت فى النهاية بوجود تلك المؤامرة عليها، فانتفضت.
وجاء الرد من المركز الكندى على فكرة نظرية المؤامرة لدى الغرب، حيث إن الكثير من الشعوب العربية كانت تعيش فى رفاهية، فى الفترة التى سبقت الربيع العربي، وقد يكونون أكثر رفاهية من أى دولة فى العالم.
الفكرة التى تدور داخل الدول العربية نفسها، هى أن الغرب يتآمر عليهم، بداية من الانفتاح الاجتماعى والثقافى، الذى أدى إلى تدمير التقاليد العربية والإسلامية، وذلك عبر ترويج الأفلام والتقارير الإعلامية، التى تمجد فى الحضارة الغربية، وتوضح مظاهر معيشة أكثر رفاهية وديمقراطية من الدول العربية، والتى تعمل على غسيل مخ الشعوب العربية، وتجعلهم يكفرون بما يعيشون فيه، رغم أن الحقيقة أن أوروبا وأمريكا لا تحظى بنمط المعيشة ولا الديمقراطية التى يروجون لها، من خلال هوليوود، مثلاً أو من خلال الميديا.
ويشير التقرير الكندي، إلى أن أخطر نظريات المؤامرة، جاءت حول أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، حيث إن الرواية الرسمية غير مقنعة، كيف يستطيع مجموعة من الإرهابيين المنتمين للقاعدة، سرقة ٤ طائرات بدون طيار، من قلب البحرية الأمريكية، متجاوزين الإجراءات الأمنية، واستخدامها لتفجير برجى التجارة العالمية بنيويورك، وأيضًا اغتيال جون كينيدي، الذى دائمًا ما تظهر تقارير ووثائق جديدة، فى كل عام، لتضاف ضمن الوثائق العديدة، التى تؤكد تورط المخابرات الأمريكية «CIA» فى اغتياله، وذلك لأسباب: منها طلبه الإفراج عن ملفات «اكس فايلز» للحكومة الأمريكية، أو بسبب علاقاته مع الروس، أو ربما علاقاته النسائية.
أيضًا نظرية المؤامرة، حول وفاة أيقونة الجمال الأمريكي، مارلين مونرو، التى كان أشهر سيناريوهاتها اغتيالها عن طريق المخابرات الأمريكية، وذلك لمحاولتها كتابة مذكراتها، وهو ما يعنى أنه ربما كانت ستنشر أسرارا عرفتها من خلال علاقتها بجون كينيدي، الرئيس الأمريكى الراحل.
ليست وحدها نظريات المؤامرة، حول الاغتيالات والوفاة، أيضا حول وجود أشخاص على قيد الحياة، رغم إعلان وفاتهم، ومنهم عمر سليمان، والفيس بريسلي، وأسامة بن لادن.