الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التحليل النفسي للشائعات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عدة كتب وأبحاث أجريت عن الشائعات وكيفية استخدامها، وخاصة في الحرب العالمية الثانية، تذكر المراجع أن المخابرات البريطانية هم أول من أنشأوا وحدة الحرب النفسية ويعمل به علماء نفس وأطباء نفسيون متخصصون في إطلاق الشائعات التي تصدر الإحباط والخوف لدى الأعداء، تطورت الحروب النفسية وأصبح يطلق عليها حروب السايبر cyberwarfare
تعد الحروب النفسية الآن مصطلحا قديمًا في مراجع علم النفس العسكري وقد تطورت المصطلحات وأصبحت تسمي في الثمانينيات من القرن الماضي تحت اسم العمليات النفسية، ثم في بداية التسعينيات إلى حرب المعلومات ثم العمليات المعلوماتية ودعم المعلومات وصولا إلى المصطلح الأخير إدارة الإدراك.
نأتي إلى أبسط تعريف للحروب النفسية وهي التطبيقات العسكرية لعلم النفس، وللدعاية ومحاولات التأثير على الروح المعنوية للجماعات المعادية والصديقة في زمن الحرب في هذه الحرب تكون هناك مواجهات عسكرية مباشرة ويحدث خلالها شائعات وقد بدأت تتطبق أثناء الحرب العالمية الثانية وأول من طبقها هتلر.
أما العمليات النفسية فهي عمليات مخططة وممنهجة يتم من خلالها اختيار معلومات محددة ومعينة وتوصيلها إلى الأعداء والحكومات الخارجية المضادة ويكون الهدف من هذه المعلومات هو التأثير نفسيا ومعنويا وعلى عواطف ودوافع الشعوب وبالتالي على صناع القرار، للقيام بتطبيق العمليات النفسية تكون هناك دراسة كاملة على طباع وعادات الشعوب وسلوكياتهم، وقد طبقت أُثناء الحرب الباردة وقد استخدمت بقوة أثناء الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، واستخدم دافع الديقراطية والتخلص من الإرهاب للعب على مشاعر وأخذ تأييد العالم للغزو.
أما حرب المعلومات فقد بدأت في نهاية التسعينيات ومع تطور تكنولجيا المعلومات واستخدام الحواسب الآلية في تخزين معلومات عسكرية واستخدام البنوك لشبكات إلكترونية، تم استخدام التكنولوجيا في اختراق وتدمير مواقع إلكترونية تابعة للبنوك وتابعة للبنتاجون وجهات حكومية ووضع بدلا منها معلومات مغلوطة وأوضح مثل لهذه الحروب هي الفيروسات التي تصيب آلافا من أجهزة الكومبيوتر بجانب الهاكرز.
نأتي إلى العمليات المعلوماتية وهي خطة ممنهجة مدروسة يتم استخدام التكنولجيا ووسائل التواصل الاجتماع في نشر معلومات كاذبة ومضللة أثناء الأزمات التي تتعرض لها البلاد من أزمات اقتصادية وثورات وحروب يكون الهدف من هذه المعلومات زيادة الفوضي والإحباط وبث الرعب وأبرز مثال وتطبيق ثورات الربيع العربي.
والجديد الذي يطبق الآن هو إدارة الوعي والإدراك ويتم استخدام أحدث وسائل غسيل المخ واللعب على العقل الجمعي وإثارة الرأي العام ويتم استخدام الدعاية والإعلام والمشاهير والأفلام والمسلسلات والصحف والمواقع الإلكترونية لتوجيه الرأي العام لمعلومة محددة وهدف معين وليس خفيا سيطرة المخابرات الأمريكية وعلاقتها الوثيقة بصناع الإعلام وصناع السينما في هوليود.
باختصار كل الحروب والعمليات تعتمد علي الشائعات وكيفية توظفيها.  
في ورقة بحثية حديثة تكلمت عن التحليل النفسي للشائعات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشرها وابتزاز الاشخاص وممارسة البلطجة عليهم، الدراسة أجريت في امريكيا بين طلبة المدراس المراهقين وأكد 60 في المئة من أجريت عليهم الدراسة انهم استخدموا الفيس البوك في نشر شائعات، وأكاذيب عن زملائهم وأنهم وقعوا في فخ نشر شائعات ومعلومات طبية وعسكرية وسياسية خاطئة .Facebook bullying: An extension of battles in school 20133
نشرت علم 2013.
ووجدت الدراسة أن اكثر الشائعات التي تنتشر شائعات موت المشاهير وإفلاس الشركات وانتشار الأمراض وارتفاع الضرائب، والفضايح الجنسية المفبركة، الدراسة تقول إن الشائعات تننتشر وقت الفوضى ووقت الأزمات، وأن الشائعات التي تنتشر سريعا عادة ما يكون 10 في المئة معلومة صحيحة والباقي معلومات كاذبة ويكون وراء النشر مؤسسات استخبارية أو مؤسسات اقتصادية هدفها ضرب الاقتصاد أو احداث فوضى.  
الدراسة طرحت سؤال لماذا يشارك جمهور التواصل الاجتماعي في نشر الشائعة بدون تقكير أو تدقيق، إجابة البعض
60 في المئة وجدنا المعلومة منشورة في موقع إلكتروني كبير، أو شخص شهير أو موثوق فيه نشر المعلومة.
 40 في المئة قالوا إننا وجدنا عددا كبيرا جدا ينشر المعلومة فنشرناها بدون تدقيق!  
البعض قال إن الموضوعات والشائعات تكون مثيرة وذلك ما يجعلهم يستمعون.
للأسف هذا ما يحدث في مصر الآن، شائعات يومية عن الجيش والاقتصاد والدواء وصحة المواطنين وعن علاقات مصر بالدول الخارجية، يسهم في نشر هذه الشائعات وخلقتها مجموعة أشخاص ومنظمات محترفة ومدربة علي اللعب على الدوافع النفسية للناس، ما يجعلهم في حالة خوف وهزيمة ويستخدم في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي وصل عدد المستخدمين لها في مصر الي حوالي 20 مليون مستخدم، أغلبهم ينشر بدون تدقيق وبعتمد على التعميم في التفكير.
نحتاج إلى وقفة وتوعية أكثر وتدقيق في المعلومة ومصدرها للقضاء على الشائعات التي أصبحت تهدد الأمن القومي.