الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

ثورة ضد "تشميع" مراكز الدروس الخصوصية

يقودها المدرسون وأولياء الأمور

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحمد أبوالقاسم ورامى القناوى وسارة نصر وأمنية بكر وفاطمة جابر وحسنى دويدار وعمرو عابد وإسلام الخياط وأحمد عبدالخالق وسمير إبراهيم وأحمد محمود وأمل أنور ومحمد عزام
الأهالى لوزير التعليم: «اعقلها.. وبعدين اقفلها»
«مدرسون»: مراكز الدروس الخصوصية تصلح ما أفسدته «الدولة».. ووجودها يساهم فى زيادة الدخل القومي
تغيير المناهج وإلغاء إجازات المدرسين وعودة مجموعات التقوية والرقابة على جميع المدارس أهم طلبات أولياء الأمور
صوت نفير سبق أن سمعناه، لكن حربا لم تقم، ونصرا لم يحقق، وحتى تلك اللحظة لا يستطيع أحد أن يجزم لمن الغلبة فى معركة الحكومة ضد «مراكز الدروس الخصوصية»، لأن أولياء الأمور يحاربون فى الجبهتين، يهتفون بالقرار ويقذفون تنفيذه بـ«الطوب»، ربما لأنهم يدركون أن جثامين المدارس الحكومية تحتاج معجزة من السماء لتدب فيها الحياة من جديد، وربما تجد مفارقات عجيبة وهى أن المسئول الذى يطبق قرار الغلق غير مقتنع به. «البوابة» طافت المحافظات رصدت الانفعالات وحالات الغضب والثورة فى بعض المحافظات، وبرغم ذلك اتفق المختلفون على صحة القرار واختلف المتفقون على توقيته.. وتوفير البديل.. وتأهيل المدارس.. ورفع أجور المعلمين.. وغيرها من الأمور التى رصدناها فى هذا التقرير.. 
الدقهلية: توفير البديل أولا
سادت حالة من الغضب بين أولياء الأمور والطلاب بمحافظة الدقهلية، عقب تصريحات وزير التربية والتعليم بإغلاق كل مراكز الدروس الخصوصية، وحملات محافظ الدقهلية بالتنسيق مع الجهات المعنية، والتى نتج عنها غلق ٣٠ مركزا. 
وأكد أولياء الأمور أنهم لا يعترضون على جوهر القرار، لكن قبل أن تفكر الحكومة فى إغلاق «سناتر» الدروس، عليها أن توفر البديل وهو انتظام الدراسة فى المدارس وعودة مجموعات التقوية، وذلك لن يتأت إلا بالرقابة الشديدة ومنع إجازات المدرسين.
قنا: شر لابد منه
الأسرة القناوية ليست أفضل حالا من غيرها، بل مافيا الدروس الخصوصية استطاعت أن تنفذ فى قلب الصعيد، حيث تغيب الرقابة عن المدارس الحكومية، مما اضطر الأهالى للجوء إلى الدروس الخصوصية التى تأكل دخولهم القليلة، حفاظًا على مستوى أبنائهم التعليمى وحرصًا منهم على تفوقهم فى المراحل التعليمية المختلفة، وكأنه كما قال بعضهم شر لابد منه.
وقال على محمد، موظف: «ابنى الأكبر طالب ثانوى يأخذ دروس فى جميع المواد وبعض المواد يأخذ درسين فيها لتحسين مستواه لذا فله ميزانيه خاصة كل شهر تتعدى ١٠٠٠ جنيه، وأنا موظف عادى». 
الجيزة: لا تراجع عن الغلق
أكدت «علا الشيخ»، والدة طالبتين فى مرحلة الثانوية العامة، أنها تضطر للجوء للمراكز الخصوصية فى بعض المواد نظرا لارتفاع أجور المعلمين فى المنازل، مؤكدة أن هناك بعض المدرسيين يقومون بالذهاب للمدرسة صباحا والتوقيع بها بالحضور، ثم يتوجهون إلى المركز الذى يعملون به، تحت علم مدير المدرسة.
وأضافت، أنها ترفض قرار غلق المراكز التعليمية نظرا لعدم وجود تعليم حقيقى فى المدارس» على حد قولها.
فيما أكدت رشا جمال، والدة أحد الطلاب فى المرحلة الإعدادية أن أى مركز تعليمى يرفض تواجد أولياء الأمور أمام المركز، أو تواجد الطلاب أمامه ويقومون فى الفترة الحالية بتعيين أشخاص كل عملهم يتمثل فى أن يغلقوا باب المركز فى حال مرور حملة من قبل مديرية التربية والتعليم، مؤكدة أن المراكز التعليمية أقل ضررا من الدروس المنزلية. 
وعلى صعيد آخر، أكدت الدكتورة بثينة كشك وكيل وزارة التربية التعليم بمحافظة الجيزة، أن المديرية لن تتراجع عن موقفها من غلق جميع مراكز الدروس الخصوصية. 
أسيوط: بدونها لن ينجح أحد
أعرب أولياء أمور الطلاب بمحافظة أسيوط عن استيائهم من دعوات إلغاء مراكز الدروس الخصوصية، مؤكدين أنه بدونها لن ينجح أبناؤهم، بعدما أصبحت المدارس مضيعة للوقت، على حد قولهم، ورصدت جريدة «البوابة» آراء عدد من أولياء الأمور والطلاب والمدرسين بمحافظة أسيوط، حيث قال هيثم أبوالنصر ولى أمر ٣ طلاب: «إلغاء الدروس الخصوصية كارثة خاصة مع انهيار منظومة التعليم فى الوقت الحالي، ومن الأولى الإصلاح والارتقاء بالمنظومة التعليمية ورفع المستوى المعيشى للمدرس، ثم بعدها نتحدث عن إلغاء الدروس الخصوصية من عدمه».
وأشار أحمد نبيل مدرس رياضيات، إلى أنه على الدولة رفع مرتبات المدرسين للارتقاء بحياتهم حتى يستطيعون الاستغناء عن الدروس الخصوصية وتعود الأولوية للمدارس من جديد.
البحر الأحمر: أول انتصار
نجح طلاب محافظة البحر الأحمر، فى تحقيق انتصار فى الجولة الأولى فى معركة إلغاء الدروس الخصوصية، بعد أن نظموا وأولياء الأمور وقفة احتجاجية بميدان عبدالمنعم رياض، تحولت إلى مسيرة إلى ديوان عام المحافظة، اعتراضا على إلغاء الدروس الخصوصية من جانب وزارة التربية والتعليم، وإعادة الدروس مرة أخرى، وردد الطلاب وأولياء الأمور هتافات ضد وزير التربية والتعليم بعد قرار إلغاء الدروس الخصوصية.
كان معلمو المراحل التعليمية الثلاثة امتنعوا عن إعطاء الدروس، والتى بدأوها منذ مطلع شهر أغسطس الجاري، بعد أن نما إلى علمهم عودة العمل بالضبطية القضائية وتجريم الدروس الخصوصية، معتبرين أن تجريم الدروس الخصوصية وملاحقة المدرسين قانونيًا قرار فى غير محله، مضيفين أن المدرسين يراعون ظروف الطلاب بعد سوء الأحوال الاقتصادية لكون المحافظة سياحية ويعفون غير القادرين على السداد، كذلك يضعون أسعارا زهيدة للمرحلة الثانوية، فيما أكد عدد منهم أنهم لن يضحوا بأنفسهم وسمعتهم ليتم إلقاء القبض عليهم فى سيارة شرطة.
الغربية: عودة هيبة المدرسة لمكانتها
هدد معلمو الغربية، بالاحتجاج اعتراضا على قرار اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، بإغلاق كل مراكز الدروس الخصوصية بالمحافظة وتشميعها.
ويعلق أسامة إبراهيم، مدرس لغة عربية، بأن قرار التشميع، جاء مشابهًا لغلق منازل العمال المنافية للآداب، مؤكدا أن تلك المراكز تساهم فى زيادة الدخل القومي، عبر دفع الضرائب والأموال مقابل استهلاك الكهرباء والماء والاتصالات وغيرها من مرافق الدولة، منتقدا غياب التشريعات والقوانين وتضارب القرارات وغياب التنسيق بين الوزارات وقلة وضعف مرتبات المعلمين.
من جانبه أكد اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، أن ظاهرة مراكز الدروس أصبحت غير شرعية، وأن جميع المحافظين ينفذون قرار الوزير، الذى اعتبره قرارا صائبا لعودة الطالب إلى المدرسة من جديد.
كفر الشيخ: الدروس كرها لا حبا
تسبب قرار محافظ كفر الشيخ اللواء السيد نصر، وقرار الدكتورة منى مصطفى وكيل وزارة التربية والتعليم، بغلق مراكز الدروس الخصوصية بالمحافظة، فى ثورة غضب بين الطلاب وأولياء الأمور، فضلاً عن المدرسين بالمحافظة احتجاجا على تنفيذ القرار بالفعل، فى ١٢ مركزا للدروس الخصوصية. وقال أحمد فرج، ولى أمر لأحد طلاب الثانوية العامة: «المدارس لا يوجد فيها تعليم وإذا وجد فيكون دون المستوي، والنتيجة هى ضياع مستقبل أولادنا».
وأضاف مدحت السيد: «نحن لا ندفع أموالا للمدرسين «الخصوصي» حبا فيهم ولا كتر فلوس كما يقولون، ربنا العالم إحنا بنجيب الفلوس دى إزاي، ولكن الكل يعلم بدءا من رئيس الجمهورية ومرورا برئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم والمحافظين، إن مفيش تعليم فى المدارس ومفيش رقابة، وإن المدرسين المتميزين والأكفاء واخدين إجازات مفتوحة علشان يدوا دروس خصوصية، بسبب تدنى مرتباتهم، فنضطر نضحى علشان خاطر أولادنا يقدروا يلقوا كلية مناسبة أو يصلوا لكلية من كليات القمة لأنها الوحيدة اللى بتعين فى الزمن ده».
وأكدت «فاطمة جابر، مدرسة «وأم لطالب بالثانوية، أن من يريد إصلاح منظومة التربية والتعليم فعليه أن يصلحها من أعلى وليس من أسفل الهرم، مضيفة ينبغى أن تكون المناهج مناسبة للطلاب وسوق العمل». 
"الشرقية" ترفض وتتحدى
فيما شهدت محافظة الشرقية بوادر أزمة جديدة بسبب قرار غلق مراكز الدروس الخصوصية خاصة بعدما بدأ الطلاب فى التعاقد مع المدرسين لبدء ماراثون الثانوية العامة.
وأكد أولياء الأمور أن القرارات غير مدروسة ويتخذها المسئولون دون إيجاد البديل أولا وكأنهم يعيشون فى دولة أخرى. 
أكد محمود لطفى مدير الشئون القانونية لمديرية التعليم بالشرقية أنه تمت معاينة ١٣ مركزا للدروس الخصوصية بمدينة الزقازيق بموجب الضبطية القضائية بينها عدد كبير بمنطقتى القومية وفلل الجامعة، وتم إعداد مذكرة للعرض على اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، بأسمائها لاستصدار قرار غلق نهائى لها، لافتا إلى أنه بذلك يكون وصل عدد المراكز الموصى بغلقها ١٨ مركزا.
سوهاج: النواب يتدخلون
تباينت الأفعال فى محافظة سوهاج، بعد قرار إغلاق مراكز الدروس الخصوصية، وإعلان عدد من المعلمين توقفهم عن إعطاء الدروس الخصوصية، مما أثار غضب الطلاب وأولياء الأمور وذلك لاعتمادهم الكلى على الدروس الخصوصية، وقام عدد من الطلاب فى محافظة سوهاج بتدشين صفحات على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تطالب الوزير بالتراجع عن القرار لحين إصلاح منظومة التعليم، وإعادة المعلم للفصل للشرح، بالإضافة إلى إنشاء مدارس جديدة لتقليل الكثافة فى الفصول لتسهيل عملية الفهم.
من ناحية اخرى أصدر عدد من معلمي الثانوية العامة فى محافظة سوهاج بيانا، يؤكدون فيه توقفهم عن إعطاء الدروس الخصوصية فى مراكز الدروس الخصوصية، ولذلك حفاظا على كرامة المعلم، مؤكدين أنهم لن يقبلوا يوما أن يصبح المعلم متهما أمام القانون المصرى يحاكم ويُسجن، وأشار البيان إلى أن الدروس الخصوصية ساهمت فى تعليم الطلاب بالرغم أن ذلك من دور المدرسة فقط، لذلك تعتبر إصلاح ما أفسدته الوزارة من تردى فى التعليم، وأكد البيان أنه بعد قرار الوزير سوف يتوقف المعلمون عن إعطاء الدروس أى سيتوقفون عن إصلاح ما أفسدته الوزارة.
بينما تدخل عدد من نواب البرلمان فى محافظة سوهاج فى الأزمة، ولعبوا دور الوسيط بين مراكز الدروس الخصوصية ومحافظ سوهاج لإثنائه عن تنفيذ تكليف الوزير بإغلاق مراكز الدروس الخصوصية بالضبطية القضائية، وفى ذات السياق قال أحمد حلمى الشريف نائب مركز أخميم فى محافظة سوهاج، إنه بعد جهود من نواب سوهاج مع المحافظ قرر إلغاء تنفيذ الضبطية القضائية لضبط المعلمين إلا بعد موافقته شخصيا ووعد المحافظ نواب سوهاج حسبما أفاد نائب أخميم أنه سيقوم بتحويل كل من يضبط معلما يعطى دروس خصوصية دون أخذ إذن منه شخصيا للتحقيق.
بورسعيد: ثورة غضب
ردا على قرار إغلاق مراكز الدروس الخصوصية فى بورسعيد، روج أصحاب تلك المراكز على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أخبارا مغلوطة عن إقالة اللواء عادل الغضبان، تزامنا مع اقتراب حركة المحافظين التى سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة؛ وذلك بعد فشلهم فى إقامة دروع بشرية ببعض الطلاب وأولياء الأمور، الذين يتظاهرون يوميا أمام ديوان عام المحافظة.
من جانبه قال «أحمد الجمال»، أحد أولياء، إنه أسعده اتخاذ هذا القرار من قبل المحافظ ويتمنى أن يتم تفعيله واتخاذ الإجراءات اللازمة وأن يتزامن ذلك مع تجهيز المدارس وقيام المدرسين بدورهم داخل الفصول التعليمية.
وأضافت منى عبدالحليم، ولى أمر الطالب محمد حسن «بالمرحلة الإعدادية»، أنها تتمنى إلغاء الدروس الخصوصية تماما وعودة المدرسة للقيام بدورها كسابق عهدها، وأن تكون المجموعات المدرسية للطالب الضعيف فقط، وليس كما يحدث الآن بأن تكون الدروس الخصوصية أساسية للطالب فى جميع المواد.
من جانبه حمل محافظ بورسعيد على عاتقه مسئولية عودة العملية التعليمية على وجهها الأكمل؛ مؤكدا أنه تم تجهيز فصول المرحلة الثانوية على أعلى مستوى، بشراء مقاعد جديدة ليصبح لكل طالب مقعد مخصص له بإجمالى حوالى ٥٠٠٠ مقعد أسوة بغرف محاضرات الكليات وذلك بتكلفة ٢.٥ مليون جنيه. وأكد المحافظ خلال لقائه مع أولياء الأمور ونواب البرلمان الذى انعقد مساء أمس، أن هناك نظاما جديدا للتعليم سيتم اتباعه مع بداية العام الدراسى يجعل الطالب أكثر استيعابا بحيث يشتمل اليوم الدراسى على ثلاث فترات كل فترة ٩٠ دقيقة ويحصل الطالب على مادتين رئيسيتين، بالإضافة إلى مادة فرعية أو أنشطة حتى لا يتم تشتيت ذهن الطالب؛ بالإضافة إلى توفير ٤ مراوح لكل فصل وبروجكتور للشرح.
وأضاف «الغضبان» أن هذا القرار سيغرس روح الانتماء للوطن، والاستفادة من المليارات التى تنفقها الدولة على التعليم، وأنها بداية لإصلاح النشء وبناية عقول مستنيرة تستطيع الدولة أن تقيم من خلالها مشروعات قومية تضع مصر فى مقدمة دول العالم.