الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وصايا سائق مخضرم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لأننى أقود سيارة خاصة منذ أكثر من ٤٠ سنة، وشاهدت القاهرة تزداد ازدحامًا كل شهر تقريبًا، لذلك تدربت على كظم الغيظ، ولأننى لا أؤمن بكلمة «خصوصيتنا» إلا فى المرور، فإليك يا عزيزى بعض النصائح التى يجب أن تضعها نصب عينيك عندما تقود سيارتك فى شوارع القاهرة العامرة أو فى أى عاصمة من عواصم المحافظات.
ولأننا قد قبلنا أن يكون نهر الشارع الذى هو بين رصيفين (إن وجدا) فكل المركبات وحتى السائرين على أرجلهم يستعملون نهر الشارع، ولذلك سأفند لك عزيزى القارئ الموضوع، وأرجو ألا تظن أننى أتهكم والعياذ بالله، بل أضع قانونًا جديدًا للمرور لأن لنا «خصوصيتنا» التى لا يجادل أحد فيها فى موضوع المرور.
النصيحة الأولى، إذا كان أمامك بعض الشبان واستخدمت آلة التنبيه فلن يكترثوا لك، وإذا لا قدر الله احتكت مرآتك بذراع أحدهم يلتف الجميع حولك ويجيبونك بعد أن تقول «أطلقت آلة التنبيه عدة مرات».. «ما الدنيا واسعة قدامك»، وفر على نفسك آلة التنبيه وحاول أن تسير بتمهل حتى تفرج. النصيحة الأولى مكرر، إذا كان شاب وفتاة يسيران فأغلب الظن أن الشاب يتوق إلى معركة لإثبات شجاعته ورجولته أمام «الحتة» وستكون أنت الضحية، والنصيحة هنا هى النصيحة الأولى بالضبط.
النصيحة الأولى مكرر تانى، عندما يعبر أحد الشباب الطريق أمامك فلا بد من أن تنظر إلى عينيه وإلى لغة وحركات جسده، لأنه سيفاجئك بالنزول والعبور راكضًا مستخدمًا عادة التوقيت الخاطئ للعبور والسرعة غير المناسبة لتفاديك، ونصيحتى هنا هى أنه إذا رأيت أحد الشباب يستعد للعبور فاستعد بالفرامل وهدئ السرعة (غير عابئ بمن خلفك)، أما السيدات فينقسمن إلى قسمين الأول سيدة مكفهرة الوجه لا تنظر إليك بل ترفع يدها دليلاً على أنها تعبر وعليك أن تهدئ أو تتوقف، بل على السيارات جميعًا أن تحترم إشارة يدها وتمتثل بالوقوف التام لأنها ستتبختر بخطوات تشبه خطوات ملكة إنجلترا، والقسم الثانى سيدة أو فتاة ترمقك بنظرة توسل واستعطاف وعندما تهدئ سرعتك قد تكافئك بإشارة من يدها، أما الرجال الكبار فى السن فهم أسلس المشاة، فقد يرفع العصا أو العكاز لأعلى ويتحين الفرصة لخلو الشارع نسبيًا للعبور. النصيحة الثانية، إذا رأيت فى المرآة دراجة نارية عن يمينك وأخرى عن يسارك وهم يزعقون بآلة التنبيه فلا تميل على أحدهما لكى يعبر الآخر لأن الآخر سيقع لا محالة، بل حافظ على اتجاهك وتلقى بعض الشتائم فهى أسلم من أن يقع أحدهما ولا تغفر لنفسك هذا الفعل.
النصيحة الثالثة، الميكروباصات لا تعرف شيئًا عن قواعد المرور ولا أولويات السير ولا الشارع الرئيسى أو الشارع الجانبى، ولا تعرف أنه يجب إعطاء إشارة التوقف التام قبل أن تتوقف، أيضًا لا تعطى إشارة بالانحراف يمينًا أو يسارًا على اعتبار أن أى سائق منهم هو معلم ومن عفاريت الأسفلت وأن الذى يقود خلفه يجب أن يكون قارئاً جيداً لأفكاره، أيضًا هو يؤمن أن من يقود عربة ملاكى هو «سيس وأمه جابتهاله»، ولا يؤمن أن الطريق اتجاه واحد لأنه يظن أن البلد بلده.
النصيحة الرابعة، ابعد عن التكتك وغنيله، خاصة إذا كان الذى يقوده تحت سن العاشرة لأنه سيفاجئك بكل ما لا تتوقعه، ولا تحاول إفهامه أو التحاور معه فسيصيبك بكم هائل من الشتائم، والحمد لله أن فلاشة الأغانى الهابطة على أعلى درجة صوت فلن تسمع أو تفسر أغلب هذه الشتائم، وكل ما سيحدث هو ارتفاع ضغط دمك وقد يؤدى علو الصوت إلى أمراض العصب الحائر واضطراب الهضم وتلعن اليوم الذى اشترت لك والدتك هذه السيارة.
ونشكر كل من لم يقترح قناة للمراكب أو مهبط للطائرات فى الشارع القاهرى الذى يجمع بين المارة والسيارات الملاكى والتاكسيات والأوتوبيسات والميكروباصات والمينى باصات والتكاتك وما قد يأتى به العلم مستقبلا.
وللنصائح بقية.