الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

انتفاضة اللجنة القومية لاسترداد الآثارالمصرية المهربة للخارج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عام مضى على انتهاء المهلة التى قدمتها الحكومة البريطانية لمنح الفرصة لمصر لاستعادة تمثال سخم كا، بعد أن فشلت الحملة الدولية التى أطلقتها مصر لاسترداد الأثر العريق، تستعد اللجنة القومية لاسترداد الآثار المصرية فتح ملف تمثال "سخم كا" من جديد، للدخول فى مفاوضات مع المتحف الذى قام بشرائه خلال الفترة الماضية لإعادته، وكانت تلك القضية قد أثارت جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية، وسلطت الضوء على ملف الآثار المهربة للخارج.
تمثال "سخم كا" هو تمثال كبير الكتبة من عصر الأسرة الخامسة يرجع تاريخه لنحو 2400 قبل الميلاد،
وترددت أنباء كثيرة عن بيعه لأحد الملاك بقطر بعد ترحليه من بريطانيا بعد فشل مفاوضات وزارة الآثار لجمع التبرعات لإعادة شراء التمثال من جديد، وهو ما أثار حالة السخط الشديد داخل الأوساط المصرية من التفريط فى آثارنا المهربة للخارج.
ويعود خروج تمثال "سخم كا" الذى يمر عام على أزمة بيعه لعام 1850، حيث جذب نظر اللورد نورث هامبتون الذى زار مصر فى هذا التوقيت واستطاع الحصول عليه وعقب ذلك قام بنقله إلى بريطانيا بعد أن وافق على عرضه أو بيعه للمتحف البريطانى وفى عام 2012 اتفق ورثة "لورد هاينتون" مع إدارة المتحف على بيعه فى مزاد علنى وتقسيم المقابل المادى، وبعد الدعوات الكبيرة لوقف بيع التمثال تحركت وزارة الآثار لإطلاق حملة دولية لوقف بيعه، ولكنها لم تنجح بعد إعطاء الحكومة المصرية مهلة لعدم تصديرة بلغ ثلاث مرات لتنتهى فى 29 مارس وتفشل مصر فى جهودها بعودة التمثال. 
غياب الأدلة تضيع المطالبة بتمثال "كا نفر نفر".
تمثال"سخم كا" ليس هو الوحيد الذى تم تهريبه للخارج، ولكن تجلس على مائدة الأزمات أيضًا قناع السيدة "كا نفر نفر"، والذى خرج أيضًا من مصر بطريقة غير مشروعة، بعد سرقته من سقارة ليظهر عام 2006، ويعرض فى متحف "سانت لويس" وبظهوره قامت الحكومة المصرية بتقديم طلب للحكومة الأمريكية لإعادته، ليدخل فى نزاع قضائى، ويتم رفض الطعن المقدم من الحكومة الأمريكية ضد المتحف عام 2011 ليبقى فى المتحف الذى قام بعرضه، وفى هذا السياق أكد الدكتور شعبان عبدالجواد رئيس إدارة الآثار المستردة أن اللجنة القومية لاسترداد الآثار تدرس حاليًا ملف قناع "كا نفر نفر"، وأن مهمتها تتركز خلال الفترة المقبلة على تفعيل الملفات التى تم غلقها بعد الثورة، بالتزامن مع سنوات الانفلات الأمنى، ولمن لا يعرف معنى "كا نفر نفر" فاسمها "الكا الجميلة مرتين، وكانت تعرف بالسيدة غير المحنطة والملفوفة فى حصير من خوص النخيل وكان يغطى الرأس والكتفين قناع مطابق لأصل شكلها من الكرتون المجصص وقماش مذهب ومرسوم باللون ويظهر.
يعود فضل اكتشاف هذا القناع لعالم الآثار المصرى محمد زكريا غنيم فى عام 1952 فى محيط هرم الملك سخم خت الذى كشفه أيضًا ويعود لعصر الأسرة الثالثة، وهو مسجل فى سجلات سقارة بتاريخ 26 فبراير 1952 سجلات سقارة رقم 6 تحت رقم سجل 6119 بالصفحة رقم 19 وموثق بالصور فى كتاب "الهرم الدفين" لعالم الآثار المصرى محمد زكريا غنيم الذى اكتشف القناع واكتشف الهرم الملكى المدفون فى محيطه هذا القناع، والذى سرق من مكانه، ولم يظهر لسنوات طويلة إلا بالصدفة فى متحف "سان لويس"، ورغم طلب مصر من الحكومة البريطانية عودته لأرض الوطن، وتم رفع قضية بذلك من قبل إلا أن كل الجهود فشلت لرفض المتحف عودته، بل الطعن على حكم العودة ليظل القناع فى المتحف البريطانى.
نفرتيتى الجميلة والسارق الألمانى.
لم تكف رأس نفرتيتى عن خلق حالة من الجدل للمطالبة بعودتها قبل الثورة لتتجدد المطالب مرة أخرى حاليًا مع تفعيل اللجنة القومية لاسترداد الآثار، والتى كانت تضعها ضمن الماستر بيس أو ما يعرف بالقطع الأثرية الخمس النادرة المهربة للخارج، والتى كان بينها رأس نفرتيتى الجميلة وحجررشيد، وخلال تلك الفترة كشف الدكتور زاهى حواس الآمين العام للمجلس الآعلى للآثار- وقتها- عن مؤامرة لعدم عودة رأس نفرتيتى بعد محاولات عديدة خاضها، وباءت بالفشل لرفض الحكومة الألمانية عودة التمثال والموجودة حاليًا فى متحف برلين مبررة موقفها بأن الطلب لم يحمل توقيع رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، وذلك ما عطل النظر إلى الطلب بجدية إلا أن المجلس الأعلى للآثار كان قد أكد على إرساله الطلب موقعًا بموافقة نظيف وطالبها باستعادة رأس نفرتيتى، وذلك بموجب المادة "13 ب" من اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" عام 1970 الخاصة، والتى تحظر الاستيراد والتصدير والنقل غير القانونى للممتلكات الثقافية.
وتعود قصة سرقة "نفرتيتى" كما وصفها "حواس" فى تصريحات سابقة أنها خضعت للتدليس من جانب العالم الألمانى "لوفيج بوخارت" الذى عثر عليها فى منطقة تل العمارنة بالمنيا عام 1912، وهو اللص الذى خطط لسرقة هذا التمثال النادر.. فعندما عثر على التمثال فى المنطقة التى كانت تشغلها ورشة النحت الملكية أيام اخناتون.. أخذ التمثال الجميل الملون من بين الرمال إلى خيمته حيث طلاه بمادة عازلة مثل الصابون أو الزيت تمنع التصاق الجبس بالألوان ثم رش على سطحه الجبس وهو سائل قبل أن يتحجر فأخفى معالمه ودفنه فى أرضية خيمته التى يقيم بها حتى انتهاء موسم الحفريات عام.. 1923 ولما أخرجه من تراب الخيمة كان الجبس الجديد قد جف وأصبح وكأنه قديم وحملت البعثة ما اكتشفته من آثار فى هذه الورشة الفنية إلى القاهرة لاقتسام المكتشفات.
كان الاتفاق أن تحصل مصر على الأعمال الفنية المهمة المكتشفة أما الأعمال غير المهمة أو المتكررة فيتم تقسيمها بين البعثة ومصلحة الآثار وحصلت مصر على عدد من التماثيل الحجرية الناقصة لنفرتيتى وإخناتون وبناته.. وكان من نصيب "بورخات" وبعثته التمثال الذى كان يبدو ناقصًا لرأس الملكة وقد ساعد على التفريط فيه أنه من الجبس.. أما التماثيل الحجرية الناقصة لإخناتون وأسرته فهى معروضة حاليًا بالمتحف. 
عندما عادت البعثة الألمانية إلى بلادها تم إزالة طبقة الجبس الجديدة ليظهر التمثال الملون الرائع تحتها وبمجرد الإعلان عن هذه التحفة النادرة أعلنت مصر احتجاجها وطلبت بإعادة التمثال المسروق الذى خرج بالتحايل وبطريقة غير شريفة. واستمرت المفاوضات حتى استولى هتلر على الحكم فى ألمانيا، فأعلن فى إحدى خطبه المدوية عام 1933 "أن نفرتيتى هى محبوبتى ولن تخرج من ألمانيا".. وتوقفت المفاوضات حتى عادت فى اجتماعات منظمة اليونسكو بباريس ضمن مناقشات إجراءات مقاومة تهريب الآثار وإعادة التماثيل واللوحات المسروقة.
وردًا على الأسباب التى أدت لتوقف اللجنة القومية لاسترداد الآثار المصرية عن المطالبة برأس التمثال، نفى شعبان عبدالجواد، مدير إدارة الآثار المستدرة ذلك، مؤكدًا فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن اللجان القومية لاسترداد الآثار تضع لها أولويات خلال الفترة المقبلة لتفعيل الملفات التى تم إغلاقها نظرًا لتوقف عمل اللجنة، وأن إرجاء ملف نفرتيتى حاليًا لا يعنى أن اللجنة ترفض إعادته للنقاش، ولكنه تؤجله لحين انتهاء الملفات التى لديها فى قائمة الأولويات، والتى من بينها قناع "كا نفر نفر".