من دون مقدمات اتخذ قراره بالرحيل ومفارقة هذا الكوكب المليء بالمتاعب والأعباء المالية والأسرية، بعد أن أصابته حالة من الاكتئاب أفقدته صوابه، وجعلته يكفر بالحياة، ويقدم على الانتحار والفرار من جحيم الأرض.
رجل طاعن في السن بملابس بسيطة وملامح أجهدتها التفاصيل، ظهر كـجثة هامدة مشنوق بحبل معلق في شجرة بحي الشرابية بمحافظة الإسكندرية، وسط حالة من الغموض.
هو لم يكن شابا في سن العشرين يعيش حالة حب وأجواء رومانسية وفجأة انصرفت عنه حبيبته فقرر الانتحار، كما أنه لم يخبر عنه أنه على قائمة المطلوبين للعدالة، وكذا لم يكن مهددًا من الجماعات التكفيرية التي انضم لها بأحد البلدان العربية، فالرجل مواطن بسيط تجاوز الخمسين من عمره، لا ناقة له ولا جمل بالسياسة والأحداث، كل ما كان يشغله هو إطعام "كوم لحم" كان معلقا برقبته في ظل انهيار الحالة الاقتصادية ومحدودية الدخل وانتحار البدائل.
البعض أكد أن الرجل السكندري كان مديونا ببضعة آلاف من الجنيهات لأحد أقاربه، فقرر الانتحار بعد أن تفرقت به السبل وفشل في جمع الدين.
بينما توقع البعض أنه مواطن كادح شأنه شأن ملايين المصريين، شقت رأسه فاتورة الكهرباء والمياه مع الارتفاع المتوالي لأسعار اللحوم والخضر التي لم تعد في متناول اليد، لذا قرر التخلي عن كامل مسئولياته والتزاماته باللجوء إلى الموت.
"الرجل مات كافرًا.. لا بل مات مسلما.. هيروح النار..لا هيدخل الجنة"، كلها تكهنات واستنتاجات لاحقت كل من شاهد صورته، وهو معلق في حبل المشنقة الذي أعده لنفسه خصيصا لينهي حياته بيده.
يذكر أن حالة من الحزن والدهشة سيطرت على الشارع السكندري تحديدا منطقة الشرابية، بعد العثور على رجل مسن نصب لنفسه مشنقة وتعلق بها حتى فارق الحياة وسط تساؤلات لم تجد أي إجابات.
