أهم ما ذكر فيه ووافقنا عليه عند التصويت على الدستور هو أن مصر دولة ديمقراطية مدنية حديثة تعتمد على مبدأين مهمين الأول هو التداول السلمى للسلطة والثانى هو الفصل بين السلطات، دعونا اليوم نتحدث بكل صراحة عن الفصل بين السلطات.
لدينا ثلاث سلطات رسمية، الأولى: السلطة القضائية، الثانية: السلطة التشريعية الممثلة فى مجلس النواب، والثالثة: السلطة التنفيذية الممثلة فى الحكومة، وهذا هو بيت القصيد فلدينا حكومة مسئولة عن إدارة الحقائق المختلفة منها الأمنية والاقتصادية والتجارية، كنت أتساءل هل هذه الحكومة حققت الحد الأدنى من طموحات الشعب المصرى؟ الإجابة لا.. لم تحقق هذه الحكومة حتى الحد الأدنى من طموحات الشعب والدليل ارتفاع سعر الدولار، وعجز موازنة الدين العام للدولة يزيد من عام لآخر أيضا، ليس هناك مستثمرون جادون نراهم سواء من الداخل أو الخارج ولا مصريون ولا أجانب والسبب أن هذه الوزارة طاردة للمستثمر الجاد بسبب البيروقراطية التى تتحكم فى الوزراء والمسئولين.. هل يتصور المواطن المصرى أن هناك مستثمرين جاهزين ومستعدين لضخ استثمارات بملايين الدولارات والإجابة دائما من الوزراء: نحتاج قرارا سياديا حتى نستطيع الموافقة.
الحقيقة أننى أرى أنه لا توجد أفكار جديدة وأن الوزارة تعمل على نفس الوتيرة التى كانت تعمل بها وزارات سابقة منذ عشرات السنين، لا يوجد فرق بين وزير حالى وسابق إلا فى المسميات فقط.. أما الأفكار والطموحات فللأسف لا تتوافق مع طموحات وأحلام كثير من فقراء هذا الشعب، تابعت خلال الأسابيع الماضية لجنة تقصى الحقائق المشَّكلة من نواب البرلمان لكشف الفساد فى محصول القمح، وكنت أتعجب من كم الفساد الذى كشفته هذه اللجنة وأتعجب أيضا من وزيرى التموين والزراعة اللذين يدافعان عن الفساد بشتى الطرق المشروعة واللا مشروعة وتمسكهما بالسلطة كى يبقيا فى منصبيهما ضاربين بالشعب المصرى عرض الحائط.. الحقيقة أننى أطلب من رئيس الوزراء وهو المسئول عن وزرائه إعادة النظر فى كثير من وزرائه، وكذلك تقديم كشف حساب للشعب المصرى عن ما حققته الوزارة خلال الشهور الماضية، وهل هذا يتوافق مع بيان الحكومة الذى قدمته لمجلس النواب كى يوافق مجلس النواب على هذه الوزارة؟ وأيضا هل هذا يتوافق مع خطة السيد الرئيس عبدالفتاح السياسى لنهضة مصر؟!
لا يعمل فى مصر إلا السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة وهناك بعض الوزارات أعتقد أن كثيرا منا راض عن أدائها مثل وزارة الكهرباء ووزارة الشباب ووزارة التخطيط، ورغم أن هناك بعض التجاوزات من وزارة الداخلية إلا أنها تعمل من خلال منظومة متكاملة، وأرى أنها حققت إنجازات فى الفترة الأخيرة منها تحجيم الجماعات الإرهابية فى سيناء والسيطرة على منابع التمويل الخارجى وحصر الأماكن والبؤر الإجرامية وتحقيق تواجد أمني.
وأخيرًا رسالتى لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل: إن لم يكن هناك تعديل وزارى قريب فأعتقد أن الشهر القادم على الأكثر سوف يكون هناك تعديل وزارى شامل.
