السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القمح مش لوحده.. الرز شاط.. والسكر غلى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السكر غلى.. ده اسم أغنية شعبية شهيرة لها تلميحات شعبية غير بريئة.. لا أعرف على وجه الدقة من هو صاحبها الأول.. أول واحد غناها يعنى.. لكننى أعرف أن عمنا الشاعر الكبير سيد حجاب -شفاه الله وعافاه- استخدمها منذ سنوات فى أغنية على لسان الراقصة والممثلة المعروفة «لوسى» فى أحد المسلسلات.. ليس مهما اسمه إيه.. المهم إن السكر غلى فعلا.. وإن إشارات غير بريئة تشير إلى متورطين جدد من مافيا الاستيراد بالتعاون مع مسئولين حكوميين تسببوا فى ارتفاع مفاجئ فى سعر السكر.. وفى دمار شبه شامل لشركة وطنية وخراب بيوت آلاف الفلاحين من مزارعى قصب السكر.. وأصحاب مصانع وشغيلة.
الملف الجديد فيه شبه علاقة بمافيا قضية فساد القمح التى أطاحت بوزير التموين.. والرجل ليس ببعيد أيضا عن ملف «السكر».. وملف الرز كمان.
وعشان مانتوهش.. تعالوا نحاول نعرف إيه اللى جمع الرز على السكر على القمح وطبخ واحدة من أكبر قضايا الفساد فى بلادنا.. وبالمناسبة لن تضار الحكومة من كشف هذه القضية التى هى بالأساس قضية أمن قومى.. بالعكس قد تستفيد الحكومة والبرلمان مما حدث وما سيحدث فى الأسبوع المقبل بأن تعود ثقة الناس فى حكومتهم، وقدرتها على تطهير نفسها، ومحاربة مافيا حلبت البلد حتى آخر قطرة.. ولن يغيرها أبدا أن تطير رقاب الفاسدين والمتسترين عليهم حتى وإن كان من بينهم بعض الأسماء الشهيرة والنافذة والمعروفة بقربها من هذه الحكومة أو من حكومات سبقتها.. ليس عيبا أن يكون هناك فساد، فهو موجود فى كل العالم.. الخراب والدمار والعيب فى السكوت عليه.
وبالمناسبة.. كسب مجلس النواب كثيرا من أداء لجنة تقصى الحقائق فى قضية القمح.. وكسبت وزارة الداخلية ووزيرها بتعاونهم مع اللجنة.. والتسريبات التى وصلتنا عن تعاون بعض ضباط مباحث التموين شهادة لهم ولوزارتهم وليس العكس.. وإن كان هناك كلام قاله هؤلاء الضباط عن تعرضهم لضغوط فى فترة ما.. وعن تجاهل ما سبق أن أبلغوا به وزير التموين وقياداته.. فهو أمر يحتاج لتحقيق منفصل من الوزارة ومن النائب العام.. أداء اللجنة يستحق الإشادة.. وذلك المستوى الفنى العالى الذى ظهر به بعض النواب، وأخص منهم مجدى ملك ومدحت الشريف، أداء مشرف يليق بنائب يمثل الشعب المصرى.. وما قاله النائب مدحت الشريف عن حذرهم وخوفهم فى مرحلة ما من تكرار إطلاق الرصاص على اللجنة فى بعض المواقع، وهو ما سبق وحدث مع آخرين، كلام جديد يحتاج لتحقيق آخر وإلى شفافية كاملة ليعرف الناس أسماء أعضاء هذه المافيا.. التى سرقت المليارات من لحم شعب لا يجد قوت يومه وبيشحت لقمته من طوب الأرض.. هذا الشعب الجائع هو الذى سيحمى هؤلاء النواب الشرفاء وأولئك المحامين الأبطال من كاشفى الفساد، وعلى رأسهم الشاب أحمد جاد الذى فجر قضية القمح، وحاولت الأيادى الآثمة من «العصابة» اغتياله بعدد من الرصاصات.
أعود إلى ما قاله خالد رفعت فى أحد البرامج التليفزيونية عن سر ارتفاع السكر.. وعن علاقة السيد أحمد الوكيل وشركته التى تستورد بأسعار أقل من الأسعار التى حددها وزير التموين لاستلام السكر المصرى.. والفارق الذى يصل إلى مليارات.. وإلى ألغاز قرار رسوم الإغراق.. وقصة الشيك أبو ٧٠٠ مليون اللى سلمته الشركة للتموين ولم تقم الوزارة بصرفه حتى كسبت الشركة القضية، لأن الوزير لم يحدد وقتا أو حدد وقتا بالمخالفة لاتفاقية «الجات».. ألغاز عمليات استيراد السكر وتصدير الأرز وتشوين القمح جميعها ترتبط بمجموعة من الأسماء.. حان للجهات الرقابية أن تكشف عنها للرأى العام.. وبلاش خطر والنبى.. الخطر هذه المرة ليس فى الصالح.. فالشعب وحده صاحب الحق فى المعرفة.. والشعب وحده من سيحمى الشرفاء الذين كشفوا هذه القضية والذين تقصوا عنها.. والذين قاوموا حتى النهاية.
استقالة وزير التموين ليست نهاية المطاف.. بل بداية الطريق.. نقطة النور التى ستتسلل إلى عش الدبابير وتكشف سراديب ظلامه.. مواجهة هؤلاء اللصوص مكسب كبير لهذه الحكومة وعلى عكس الذين يرددون أن إقالة الوزير أو إجباره عليها لتجنيب الحكومة سحب الثقة منها.. فإن الكشف عن كل التفاصيل تجديد ثقة من المصريين بحالهم فى الحكومة.. وفينا.. وفى قدرتنا على المواجهة.
وما يجب أن نعرفه.. هو أننا مهما أنجزنا من مشاريع فلا فائدة منها طالما ظل هناك من هم على شاكلة عصابة القمح وأعوانهم من عصابات السكر والرز.
بالله عليكم.. من أين جاء موظف صغير بـ٥٩ مليون جنيه ليسددها بمجرد الإعلان عن ضبطه وإهداره.. ولماذا هرب رغم سداده هذا المبلغ الكبير.. وأين هرب.. ومن هم الذين يحمونه ويتسترون على مكان وجوده.. وخايف من إيه.. القادم سيكشف الكثير.. وربما يجىء الوقت ونغنى مع سيد حجاب:
«شايلة الأمل طفل فى حجرى
ومسيره يوم يحبى ويجرى
وعمرك يا ضلمة ما تستجرى
تسدى باب الناس فتحوه».