الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. أول قرية بالساحل الشمالي تختفي من على خريطة المصطافين بالإسكندرية.. شاطئ النخيل يتحول من جنة إلى مقلب قمامة والمحافظة في غيبوبة.. اختفاء الرمال بسبب تراكم مخلفات البحر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"شاطئ النخيل" يقع في منطقة العجمي بالإسكندرية، ويطلق عليه المواطنون "مدينة 6 أكتوبر"، وتعد قرية النخيل أولى القرى السياحية التي انطلقت بعدها كل قرى الساحل الشمالي، ويعتبر من أجمل الشواطئ الساحرة التي كان يلجأ إليها المصطافون ويتسارعون للشراء بها سواء كان شاليه أو شقة تمليك أو قطعة أرض، لما يتميز به، وبذلك تحول هذا الشاطئ إلى مدينة ساحلية تصلح للاصطياف في فصل الصيف وتكون منتجعًا في فصل الشتاء، وإذا قدرنا حجم الاستثمار العقاري بهذه المدينة سواء كان مخالفًا أو غير مخالف سوف يتجاوز مليارات.
ويواجه هذا الشاطئ السياحي العديد من المشاكل، وتعد المشكلة الأولى هي النظافة، ولا تقتصر فقط على الشاطئ بل الشوارع أيضًا، والتي اختفت منها تمامًا صناديق القمامة؛ لتتحول إلى ساحة لانتشار القمامة على مرمى البصر، وسط غياب تام من قبل جمعية 6 أكتوبر المسئولة عن القرية.

ورصدت "البوابة نيوز" المئات من المواطنين والمصطافين يجلسون على شاطئ البحر، وتحيط بهم القمامة التي تلقي بها الأمواج، بخلاف ما يلقيه المصطافون أنفسهم، لتتجسد في مشهد يسيء إلى "مدينة 6 أكتوبر" التي لقبت بعروس العجمي سابقًا، إلا أن يد الإهمال نجحت في السيطرة على المدينة وتحويلها إلى أطلال بلا ملامح، تحيط بها القمامة من كل اتجاه.
محمد محمود أحد العاملين بشاطئ النخيل، قال: بعض المصطافين يلقون ما بأيديهم من أكياس فارغة وممتلئة بالمخلفات في البحر، بخلاف أعقاب السجائر لتأخذها أمواج البحر ليشعر المصطافون وهم يسبحون بأن البحر تحول إلى ترعة من كثرة النفايات والقاذورات التي تحيط بهم من كل جانب.
وقالت نشوى السيد إحدى رواد شاطئ النخيل: لقد أصابتني الحسرة وأنا أنظر إلى المياه الزرقاء التي تحولت إلى اللون الأسود، بسبب ما تحمله من قاذورات، وهذا رد فعل طبيعي من البيئة للإنسان، وبتوجيه سؤال لها: هل يقوم جهاز المدينة يقوم بأي مجهود لحل هذه الأزمة؟، أجابت بسخرية: أن جهاز المدينة يقوم بمجهود كبير فعلًا لا ينكره إلا جاحد، وهو رش المبيدات الحشرية يوميًا لقتل الناموس، ولا يوجد أي اهتمام آخر لهم، فالقمامة لا تقتصر فقط على الشاطئ بل جميع الشوارع مكتظة بالقمامة الملقاة على الأرض، بخلاف التجاوزات من المقاهي والبائعين الجائلين وفتحات البلاعات العارية التي من الممكن أن تفقد حياة أي مواطن في أي وقت، ولكن للأسف المخلفات كثيرة ومن الصعب حصرها، وكل هذا وسط غياب تام من المسئولين بجهاز مدينة 6 أكتوبر.

وعقب محمد حمدي أحد العاملين بشاطئ النخيل، قائلاً: لا يمكننا أن نلقي بالمشكلة كلها على جهاز المدينة، ومع ذلك لا يمكن أيضًا أن نخلي مسئوليتهم أمام هذه الأزمة، ولكن لا بد من مشاركة المصطافين أيضًا في حل هذه الأزمة، فالدولة بحاجة للتغيير من السلوكيات السلبية إلى الإيجابية، وإننا بحاجة لنشر توعية خاصة بثقافة النظافة بكل المؤسسات سواء الإعلامية أو التعليمية، ورغم كل ذلك فإن المدينة تحتاج إلى الاهتمام كما كان في السابق، فلا تقتصر المشكلات على انتشار القمامة بالشوارع، بل هناك العديد منها مثل قطع المياه المستمر في أوقات الذروة، وأحيانا توجد مياه ولكن بنسبة قليلة جدًا.
وأكد محمد حسين، أحد رواد شاطئ النخيل، أنهم يشعرون بالاستياء، بسبب انتشار القمامة والشوائب بشكل غير مسبوق، والتي تحيط بهم من كل جانب، ويعد هذا الأمر سبب رئيسي في إفساد فرحة قضاء وقت ممتع على شاطئ البحر.
وقال محمود زكي، أحد العاملين بشاطئ النخيل: إن المسئول الوحيد عن الأزمة هي شركة نهضة مصر، والتي من اختصاصها جمع القمامة من الشواطئ، فهم لا يؤدون دورهم الأساسي وهو توزيع العمال لجمع القمامة التي يلقيها المواطنون على الشواطئ أو حتى الرصيف الخارجي، فالوضع الآن كارثي لتصبح أزمة انتشار القمامة بالشاطئ والشوارع عبئًا كبيرًا علينا، مما يدفعنا لفعل ذلك بأنفسنا حفاظًا على جمال الشاطئ، وذلك بعد تلال المخلفات وسط غياب من جهاز المدينة واختفاء جامعي القمامة من المشهد.
وأكد محمد السيد أحد رواد الشاطئ، أهمية دور المواطن في الحفاظ على نظافة المكان حتى نعيش في مجتمع خالٍ من الأمراض، فشاطئ النخيل يحتاج القليل من النظافة وحلها وضع الكثير من صناديق القمامة على الشاطئ مع الاهتمام بجمعها يوميًا، بجانب يجب أن يقوم الحي بشن حملات مستمرة على الشواطئ لرصد المخلفات والشوائب الموجودة بها وكل المخالفين، يجب أن يحرر ضدهم محاضر، وذلك بالتعاون مع الإدارة المركزية للسياحة والمصايف.