بعد أكثر من أسبوع من البحث والتحري والجهد المضنى من جهات متعددة، لمعرفة أين تقطن أسرة الطفل " أحمد فؤاد يوسف مرعي " 13 سنة، والذي تمكن من السفر لإيطاليا في رحلة هجرة غير شرعية، بصحبة مجموعة من عدة محافظات وجنسيات مختلفة، تمكن مجلس مدينة مطوبس، والوحدة المحلية لقرية الجزيرة الخضراء من الوصول لمكان تواجد أسرة "الطفل أحمد" الذي كان حديث وكالات الأنباء والصحف في مصر والعالم طوال المدة الماضية، بعد أن عثرت عليه السلطات الإيطالية على متن قارب هجرة غير شرعية، أوشك على الغرق في مياه البحر المتوسط، وتمكنت من إنقاذه مع باقي حمولة المركب، لتكتشف أنه يحمل أوراقا وكارتا تعريفيا بمرض شقيقه "أشرف" 9 سنوات والذي يعاني من مرض نقص الصفائح الدموية، ليعرض علاج شقيقه في إيطاليا، ونقل أسرته معه.
في البداية يقول المهندس على عبدالستار رئيس مجلس مركز ومدينة مطوبس، إن محافظ كفر الشيخ اللواء السيد نصر، قد اهتم بالأمر وطلب البحث عن الأسرة في كل مكان، وكذلك وزارة الصحة، ابدت اهتماما كبيرا بمعرفة مكان أسرة الطفل لعلاجه داخل مصر.
ويضيف رئيس مدينة مطوبس، إن العثور على مكان أسرة الطفل، كان صعبًا لسببين اولًا، عدم معرفة الاسم الكامل للطفل "أحمد" في إيطاليا ووجود اسم مختصر تبين خطؤه بعد ذلك، ثانيا: انكار الأسرة الإعلان عن أن "أحمد " هو نجلها، خشية الملاحقة الأمنية والقانونية، بتهمة تعريض حياة " الطفل القاصر" للخطر، بدفعه في رحلة هجرة غير شرعية تعرض حياته للخطر بنسبة كبيرة في ظل أهوال البحر.
ويشير "عبدالستار " أنه توصل لمعلومات شبه مؤكدة أن أسرة "أحمد مرعي" تقطن بقرية الجزيرة الخضراء، وتوجه لهناك وفي البداية أنكر والده، أن يكون الطفل "أحمد" الذي وصل لإيطاليا هو نجله، ولكن بعد سؤال الأقارب والجيران ومعلومات الوحدة المحلية لقرية الجزيرة الخضراء، تم التأكد أن هذه الأسرة هي اسرة "أحمد".
ويتابع رئيس مدينة مطوبس، أنهم قاموا بطمأنة الأسرة، وأخذ التعهد بعدم تعرضهم للملاحقة الأمنية، وتم الاتصال بوزارة الصحة، التي طمأنت والد الطفل "أحمد " والطفل المريض "أشرف" بأنهم سيساعدونهم في علاج الأخير، في أفضل مستشفيات الوزارة وتحت رعاية شخصية من الوزير، وأنه كلما كان الوقت أسرع كانت فرص علاج "أشرف" افضل وأقوى، وبالفعل تمت الموافقة على سفر الأسرة برفقة "أشرف" للعلاج في مستشفى الشيخ زايد التخصصي، على نفقة الوزارة وبدون حد أقصى.
ويقول الدكتور أحمد الجنزوري مدير مرفق إسعاف كفر الشيخ، إن الطفل "أشرف فؤاد مرعي -9 سنوات " مصاب بمرض نقص الصفائح الدموية وهو مرض مناعي في الدم، تم نقله مساء الجمعة في ساعة متأخرة لمستشفى الشيخ زايد، لتلقي العلاج اللازم، بعد أن قامت سيارة مجهزة تابعة للهيئة بكفر الشيخ، بتوصيله من مقر أقامته بقرية الجزيرة الخضراء التابعة لمركز مطوبس، بكفر الشيخ بتوصيله لهناك، بناء على تعليمات وزير الصحة الدكتور أحمد عماد وتعليمات رئيس هيئة الإسعاف الدكتور أحمد الأنصاري.
ومن جانبها قالت سامية إبراهيم فرج "والدة الطفلين المهاجر والمريض" إن لديها 4 ابناء الأكبر خالد 16 سنة في الصف الثالث الإعدادي، ويعمل باليومية ليساعد الأسرة، ثم أحمد -13 سنة بالصف الثاني الإعدادي وكان يعمل على مركب صيد برشيد تعمل داخل الحدود البحرية المصرية، ثم أشرف – 9 سنوات "المريض" في الابتدائي، ثم ديانا 4 سنوات.
وعن قصة سفر "أحمد " تقسم "الأم "إن نجلها، لم يخبرهم بسفره لدولة ايطاليا، وأنه كعادته خرج للعمل على مركب الصيد برشيد والتي يمكث فيها يومين على أقصى تقدير داخل المياه الإقليمية المصرية، ثم يعود، ولكن هذه المرة طالت المدة فبحثنا عنه وسألنا بعض زملائه، فأخبرونا بعد 4 أيام كاملة أن أحمد سافر في رحلة هجرة غير شرعية لإيطاليا، مع مجموعة من الأشخاص.
وتتابع " الأم "والله مادفعنا ولا مليم " إحنا اساسًا مش لاقيين اللضا" هندفع منين 30 ألف جنيه، مضيفة، أنهم علموا بعد ذلك أن المركب التي كانت تقل "أحمد " أوشكت على الغرق في البحر المتوسط وأن السلطات الإيطالية قرب بلدة " لامبيدوزا " أنقذت المركب وكان " أحمد" والذي كان يحمل أوراق شقيقه أشرف المريض، بنقص الصفائح الدموية، وكارت التعريف بالمرض، حيث كان متأثرا بشدة لمرض شقيقه، وكان يقول أنه على استعداد لفعل أي شيء حتى يشفي "اشرف" من المرض.
وتوضح "الأم" أن "أحمد" بالفعل، تحدث معهم أكثر من مرة، للسفر في رحلة هجرة غير شرعية لعلاج شقيقه ولكننا رفضنا، خوفا على حياته وكذلك لصغر سنه، وعدم وجود مقدرة مالية لدفع تكاليف السفر، خاصة أن والده يعمل "خفير" في مصنع طوب، ودخل الاسرة لا يكفي الاحتياجات الضرورية، فضلًا عن تكاليف علاج " أشرف".
ويقول "فؤاد مرعي" والد "أحمد " إنهم اكتشفوا إصابة نجله " أشرف" بالمرض وهو في عمر عامين، وكان يعالج من حينها على نفقة الدولة بمستشفى الشاطبي بالإسكندرية، حتى وصل لسن الخامسة، وحينها أخبرنا مسئولي المستشفى بأن حالته تحسنت ولا داعي لاستكمال العلاج وخرج بالفعل ولكن بعد فترة منذ عام تحديدا عاد المرض مرة ثانية، فكنا نعالجه على نفقتنا وحسابنا الشخصي عند طبيب مختص برشيد.
وعن تواصل الجانب الإيطالي مع الاسرة، قالت "الأم "، أن السفير الإيطالي تراجع عن وعده بسفر "أشرف" للعلاج بعد إعلان الحكومة الإيطالية والشعب الإيطالي تعهدهم بسفرنا وعلاج نجلنا على الهواء وفي كل الصحف والفضائيات، حيث قام بإرجاع الجوازات بدون التأشيرة دون تبرير واضح للرفض، مطالبة الحكومة الإيطالية والشعب الإيطالي بالوفاء بعهدهم حفاظًا على حياة نجلها.
وتؤكد الأم أن السفير الإيطالي مشكورًا سبق أن تحدث معها عبر مترجم، وقام بالحجز لها في فندق خاص لمدة يومين، وقام بتحويل "أشرف " للكشف عليه في المستشفى الإيطالي بالقاهرة، وحصل منا على كل التحاليل واخذ جوزات السفر الخاصة بي وبأشرف وديانا ابنتي الصغرى، ووعدنا بالسفر يوم الجمعة الماضي، ولكني فوجئت أثناء وجودي في الفندق منذ يومين، بسائق السفارة، يعود بالجوزات دون أن تكون مختومة بالتأشيرة، ودون إعلامي أو اخطاري بذلك.
وتوضح الأم أنها وافقت على السفر لإيطاليا، بعدما أخبرها الأطباء الإيطاليون أن ابنها سيشفى تمامًا من المرض بعد علاجه في إيطاليا وتحديدًا "فلورنسا"، في حين أن الأطباء في مصر أكدوا أنه سيعالج في مصر مدى الحياة.
وتابعت " الأم" أن نجلها "أحمد" تحدث معها امس من "فلورنسا" وأكد لها أنه بصحة جيدة، وأن تم الكشف عليه صحيًا، وأن الشعب الإيطالي والحكومة الإيطالية رحبوا به، وأنه سيكمل تعليمه هناك بإحدى المدارس، وأنه ينتظر وصولنا لهناك لعلاج شقيقه، ولكن لا نعرف إذا كنا سنسافر هناك أم لا ؟
وكانت الخارجية المصرية على لسان المتحدث الرسمي، قد خاطبت الجانب الإيطالي أن مصر ستتحمل نفقات علاج الطفل المصري "أشرف" على حساب وزارة الصحة المصرية.
