السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

"المش مهندس حطب"

المهندس هشام حطب
المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لن أمارس معك عزيزي القارئ فن الإثارة والتشويق الذي يجيده الكتاب الكبار عندما يؤجلون معنى عناوينهم إلى آخر السطور، بل سأكشف لك في كلماتي الأولى معنى كلمة "المشمهندس"، فأنا هنا لا أقصد أن المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية لم يحصل على بكالوريوس الهندسة كما يتردد في الوسط الرياضي بقوة فهو أمر يحتاج إلى بينة من المدعي أو نفي بمستند من رئيس اللجنة الأوليمبية الذي لم يرد على هذا الادعاء، مما أعطى الفرصة لزيادة التكهنات وطرح مزيد من التساؤلات حول هذا الصمت الرهيب من المدعى عليه.
ما أقصده من كلمة "المشمهندس"- وهو اسم لفيلم شهير بطولة محمد رجب ودوللي شاهين– أن رئيس اللجنة الأوليمبية لم يكن مهندسا في تصريحاته عقب إخفاق بعثة مصر في دورة الألعاب الأوليمبية بريو دي جانيرو، وهي الدورة التي شاركت فيها مصر بـ120 لاعبا ولاعبة، وحصلت على ثلاث ميداليات برونزية فقط، وجاءت في المركز السادس والسبعين، وسبقتنا دول أفريقية وعربية عديدة لم تشارك أحدها بمثل هذا العدد من اللاعبين، بل يكاد يكون عدد لاعبي كل هذه الدول مجتمعة مثل عدد لاعبي مصر.
خرج علينا هشام حطب بسيل من التصريحات الاستفزازية أثناء الدورة، وعقب انتهائها سخر خلالها من إمكانيات مصر عندما قال إن ثمن حصان واحد ضمن بعثة منتخب قطر اللى بيساوى 15 مليون يورو يساوى ثمن إعداد بعثة مصر في كل الألعاب والـ 122 لاعبا، في مقارنة غريبة بدولة تناصب مصر وشعبها العداء، متجاهلا أو متعمدا كمسئول منح المتربصين بمصر سكينا لطعن الكرامة المصرية، واستغلالها من جانب الإخوان وقنواتهم والجزيرة القطرية للنيل من القائمين على أمور الدولة وإلصاق فشله بالسياسة الحالية.
أيضا أكد حطب أن ما حققته البعثة المصرية في ريو إنجاز كبير ليذكرنا بالجملة الشهيرة للفنان محمود عبدالعزيز في فيلم الكيت كات "انت بتستعمانا ياهرم" ولم ير الباشمهندس أن مصر في المركز 76 من 87 دولة حصلوا على ميداليات وجدول الترتيب يتم حسابه بالميداليات وليس بالحصول على شهادات تقدير أو شهادات مشاركة.
والغريب أنه رغم كل الإخفاقات التي قللت من الوضع الرياضي المصري في محفل دولي أكد تمسكه بالمنصب مستبعدا حتى التفكير في الاستقالة، مستطردا في التقليل من حجم الكارثة التي جلبها على الرياضة المصرية، وفي تحدٍ واضح لمشاعر المصريين قائلا: "انتظروني رئيسا لبعثة مصر في أوليمبياد طوكيو 2020".
ولم يتوقف مسلسل إهانة الرياضة ومصر عند حصان قطر، فسبقه عدم الاعتراف بخطأ أحد اللاعبين برفع علم دولة شقيقة في حفل الافتتاح، متهكما أنه لم يرفع علم داعش أو القاعدة!
وأصبح المنتقدون المحبون لإصلاح المنظومة الرياضية في مصر عند حطب مغرضين ومتربصين، وبعضهم طالب بالسفر، يا بشمهندس لو صحت اتهاماتك لكانت مصر كلها مغرضة، ولأصبحت مرافقة لك في سفرية البرازيل التي حولتها أنت إلى فسحة، على نفقة الدولة وليست من "جيبك الشخصي"و عليك بمراجعة القرار الوزاري وما فيه من مخالفات فجة للقانون.
تصريح آخر لحطب أكد فيه أنه فوق المساءلة، ولا يستطيع أي شخص مهما كان منصبه أن يحاسبه.. سيدي رئيس اللجنة، نحن لم يعد لدينا سوى القيادة السياسية لمحاسبتك، كما فعل مسئولو بعض الدول مع بعثاتهم  أو سنترك حسابك عند المولى عز وجل وهو سريع الحساب.
وفي النهاية نوجه لك نصيحة.. إن الهندسة في التصريحات أفضل من هندسة الشهادات يا "مش مهندس".