الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

رد شديد اللهجة من "البحوث الإسلامية" لوزير الثقافة

محيي الدين عفيفي
محيي الدين عفيفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتقد الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، تصريحات وزير الثقافة حلمي النمنم، التي نالت من مناهج الأزهر الشربف، وذلك في الجلسة الختامية لمؤتمر الهيئة الإنجيلية، الذي عقد تحت عنوان "السلام الاجتماعي" أمس الجمعة، وتحدث فيها عن أسباب العنف الديني في المجتمع.
وقال عفيفي، في تصريحات له اليوم السبت، "كم كنت أتمنى وأنا أقرأ تصريحات وزير الثقافة أن ينطلق في حديثه وهو أحد المثقفين في مصر من منطلق المسئولية والموضوعية التي تقضي بتحمل كل مسئول وكل مؤسسة للتبعات الملقاة على عاتقها؛ فمن الأمور التي ينبغي التذكير بها اضطلاع الأزهر الشريف، ووزارة الثقافة والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والإعلام والكتاب والمبدعين بمهام مواجهة العنف في المجتمع".
وأضاف عفيفي أن روح الإنصاف تقضي أن يعترف وزير الثقافة أن من أسباب انتشار العنف الديني في مصر هو تراجع بل غياب دور الثقافة في مناطق مهمة في مصر، لعل من أبرزها المحافظات الحدودية كمطروح والمدن التابعة لتلك المحافظة، وحلايب وشلاتين وأبورماد، وعدد كبير من مدن وقرى الصعيد. كما أنه من حق كل مواطن أن يسأل عن دور وزارة الثقافة في تلك المناطق، ومظاهر نشاطها في ملف "العنف الديني".
ونوه الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إلى قوافل التوعية التي يرسلها الأزهر الشريف إلى تلك المناطق وغيرها من مدن الجمهورية من أجل مواجهة العنف الذي يحاول التمترس بالدين، مضيفا "نحن في الأزهر الشريف نعمل وفق خطة مدروسة لتوفير لجان الفتوى في جميع مدن الجمهورية قبل نهاية عام 2016 لمواجهة الفتاوى المضللة والمتشددة التي تحاول أن تضفي الشرعية على أعمال القتل والتفجير وغير ذلك، كما أنه سيتم عمل لجان فتوى بعد تنفيذ تلك الاستراتيجية في جميع قرى مصر من خلال توفير المقار في المعاهد الأزهرية".
وألمح عفيفي إلى أن الخلفية العلمية التي تنطلق منها هذه الجهود تنبع من روح التعليم الأزهري الذي يرفض العنف ويواجه الفكر المتطرف من خلال المناهج العلمية التي ترسخ للتعددية الدينية والمذهبية الفكرية التي نهل من معينها أساطين الفكر ممن درسوا في الأزهر الشريف ونشروا علومه في الداخل والخارج؛ ما أكسب هذه المؤسسة ثقة العالم أجمع.
وتابع متسائلا: لسنا بحاجة إلى سرد جهود الأزهر الشريف في هذا المجال، ولكن أين المؤسسة التي تصدت لمواجهة تيارات الغلو والتطرف ومن حاولوا استخدام الدين لخدمة الأغراض السياسية ؟!!؛ فالأزهر كان بمثابة رأس الحربة في هذا المضمار.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن مناهج الأزهر هي صمام الأمان لمصر والعالم أجمع والتاريخ خير شاهد على ذلك، مستشهدا بإقبال دول العالم على الأزهر الشريف والوفود التي تأتي من مختلف الأقطار إلى مشيخة الأزهر تطلب من الإمام الأكبر دعمًا أزهريا لمواجهة العنف والتطرف.
واستطرد قائلًا: "إن انزعاج وزير الثقافة من مساحة التعليم الأزهري انزعاج في غير محله؛ فكان الأحرى به أن يذكر أن الأزهر هو الذي حمى مصر من العنف وهو الذي يواجه تياراته والدليل على ذلك موقف الأزهريين الرافض للعنف والإرهاب على مر التاريخ، لافتًا إلى أن التعليم الأزهري وقف ويقف في مواجهة الفكر الأحادي الذي لا يعترف بالتعددية وتجلياتها العقدية والمذهبية والفكرية، لأن الأزهر الشريف بتعليمه الوسطي يواجه الفكر المتشدد والمدعوم بالتدفقات المالية التي تحاول الهيمنة على وسطية الأزهر؛ فلولا التعليم الأزهري لتلاشت روح الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي واحترام الآخر".
وأكد عفيفي أن ما يبذله الأزهر الشريف بتعليمه الوسطي في مواجهة الغلو والتطرف لا يدركه إلا كل منصف وموضوعي.
واستدرك عفيفي "يبدو أن الهجوم على الأزهر أصبح بمثابة شهادة براءة وإعلان بعدم تحمل المسئولية في مواجهة الإرهاب والعنف الذي بات يهدد سلامة الوطن"، متسائلا: لماذا لم يتحدث وزير الثقافة عن نصيب وزارته ومهامها في مواجهة العنف؟ وأين الثقافة في المناطق النائية؟ وماحظ المواطن في تلك المناطق من الثقافة؟؟.