السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ملتقى المحروسة الأدبي يحتفي بـ"فتحي عبدالسميع" بمكتبة الكويت الوطنية.. الشعراء: يهتم في كل أعماله بالإنسان وهمومه وأفراحه.. ويملك وعيًا كبيرًا قد لا يتسع له.. وللمكان والزمان

الشاعر فتحي عبد السميع
الشاعر فتحي عبد السميع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نظم ملتقى المحروسة الأدبي ندوة نقدية بمكتبة الكويت الوطنية، مساء أمس الخميس، حول كتاب الشاعر والطفل والحجر للشاعر فتحي عبدالسميع الصادر عن هيئة الكتاب المصرية وقدمتها الإعلامية زينب أبو سيدو.
في بالبداية رحب الشاعر عبدالله صبري، في كلمة ملتقى المحروسة الأدبي، بالحضور، وأشار إلى أن الملتقى خصص هذه الندوة لمناقشة كتاب "الشاعر والطفل والحجر" للشاعر والباحث المصري فتحي عبدالسميع، نظرا لدور الشاعر المميز في الحركة الثقافية المصرية، وجدة إنتاجه الإبداعي والثقافي وامتلاكه لمشروع ومنجز أدبي حقيقي.
وأوضح صبري، أن فتحي عبدالسميع يهتم في كل أعماله بالإنسان وهمومه وأفراحه وأتراحه، لذلك تتسم نصوصه وأفكاره بالتحيز للإنسانية في معانيها المطلقة النبيلة، ويحرص في أطروحاته إلى ضرورة أن يتسق سلوك الشاعر مع إبداعه، ويرى أن الشعر انحياز للجانب الإنساني الحضاري في شخصية الإنسان فهو يصارع القسوة والجمود والعنف والقبح.
كما أدلى رئيس الملتقى الشاعر أشرف ناجي بشهادة إبداعية قائلا: ربما لا يوجد جحيم أكبر من ذلك الذي يخلقه المبدع لنفسه، لأنه بكل بساطة يملك وعيا كبيرا قد لا يتسع له، وللمكان والزمان اللذين يعيشهما، لذا تمثل شخصية الشاعر فتحي عبدالسميع جزءا كبيرا من مأساته الجنوبية، ومنطلقا للقصائد التي كتبها بمشاعر مختلطة بين الغربة والعزلة والرفض والوحدة، وأضاف أنه الشاعر الراصد للواقع ولمختلف التجارب الإبداعية، صاحب الرؤية في مشهد الحياة بصفة عامة، والتي لم يصورها شعرا فقط، لكنه راح يبحث عن تفاصيلها ويعيش همومها اليومية، يصنع من صورة الدم بياضا ومن الكفن قربانا بديلا ليخرج بعمل إبداعي أدبي له صبغة اجتماعية احتواها كتابه القربان البديل عن الخصومات الثأرية في صعيد مصر موظفا كل أدواته وطاقاته الإبداعية مقدما رؤيته الخاصة لذلك المشهد.
ومن جانبه، قدم الشاعر محمد توفيق قراءة نقدية في كتاب "الشاعر والطفل والحجر" بعنوان "ماذا تفعل القصيدة في مواجهة هذا العالم المتوحش المتصارع؟" بدأت بعدد من الأسئلة، عن طبيعة الشاعر وهويته، فهل هو هذا الكائن المسكين الذي يبدو أنه يصارع طواحين الهواء بقصائده التي ربما لا يسمعها أو يقرأها سوى ثلة من متابعيه، أو محبيه، أو رفاق حياته.. أم هو القويُّ العارف بأسرار القول وبلاغة المنطق الشعري، الصائد للمعاني النابعة من قلب وعى توهج، وعقل اتقد وروح تسامت وصفت وغرَّبت في دروب الكون ودهاليز الوجود فاغترفت منه سحراً بديعاً يكشف أستار النفوس ويفتح مغاليق الأرواح؟
وأضاف توفيق إذا كان الشاعر لسان حال الحياة فهل ينجح الشعر في الانتصار على قوى الخراب، والارتقاء بالأحاسيس ونقلها من قبح الواقع إلى عالم الجمال المُبتغى والسمو المنشود؟، وإذا كان الشاعر القديم مؤسسةً بحد ذاته في محيطه القبلي أو مجتمعه الضيق فماذا يصنع آلاف الشعراء الآن في هذه العالم المتوحش الذي أضحى قرية كونية مفتوحة على بعضها البعض، ومن سيسمع تغريدهم أو يتابع نتاج قرائحهم في ظل هذا الزخم الذي يملأ الدنيا ضجيجاً وصراعاً وحروباً وكوارث تترى في كل لحظة بلا هوادة؟
كل هذه الأسئلة وغيرها يحاول فتحي عبد السميع الإجابة عنها في كتابه " الشاعر والطفل والحجر" ويلخص خلاله تجربته الذاتية مع الشعر، مبحراً في ماهية الشعر وكيف تلقاه للوهلة الأولى، في طفولة ولد جنوبي ربّاه الحزن على صهد الشمس المحرقة الملهمة، كما تلقفته أيدي منشدي الحضرة وعازفي الربابة في الموالد الشعبية، مروراً بأهازيج العجائز، بل حتى عدودات الثكالى في جنائز الصعيد المثخن حزناً وقسوةً وفقداً، وليس انتهاءً بأغنيات جامعي القصب في تلك الغيطان الحافلة بالشوق والشوك المعانق للمحاريث الخشبية بأيدي فلاحين نمت ضلوعهم تحت خشب الحياة، وصادقتهم أشجار السنط على شطوط الترع المترعة شجناً نبيلاً، وتحت لهيب سماء الله التي لم ترحم عباداً احتشدوا في وجه حجارة الواقع وصلادة ظروف لم يكسروا شظفها إلا بفأس الصبر ومرارة التجلّد.
ومن جهته قدم الشاعر والباحث نادي حافظ ورقة نقدية، عن الكتاب أشار فيها إلى دور الشعر في تغيير العالم ، وأهمية البحث الدائم عن عوالم رؤيوية تحتفي بالإبداع الحقيقي ، وتناول كتاب " الشاعر والطفل والحجر " للشاعر فتحي عبد السميع تناولاً معرفيا وجمالياً وثقافيا، معتبراً إياه منجزاً متميزًا يضيف إلى المكتبة العربية، وثمن حافظ دور ملتقى المحروسة الأدبي في إقامة هذه الفاعلية وغيرها من الفعاليات الأدبية والثقافية المميزة.
وأضاف حافظ، الكتاب هو مجموعة من الشهادات والتأملات الشخصية في الشعر، أراد أن يخلص الشعر مما يثقل جوهره، ويطفىء لمعة معدنه، ورغم أن الكتاب مجموعة تأملات وشهادات في الشعر إلا أنها شهادات تتميز بالحيوية والجدية لأنها تشتبك مع الواقع اشتباكا عنيفا، ينتهي غالبا بسقوط العديد من الجثث لقصائد شعرية كاذبة، طارحا العديد من القضايا بين دفتي كتابه.
كما ألقى الشاعر الفلسطيني جعفر حجازي عددا من قصائد الشاعر فتحي عبد السميع من دواوين خازنة الماء وفراشة في الدخان.
وفي ختام الندوة دارت حلقة نقاشية عن كتاب الشاعر والطفل والحجر شارك بها غسان الغلاييني من سوريا والشاعر محمد البحراني من البحرين والناقد مصطفى جمعة من مصر.