الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شعبية السيسى الجارفة.. وهزيمة حرب التشكيك والشائعات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن أحداثا خطيرة تجرى فى الوطن العربى وتطول بدرجة كبيرة مصر التى أفشلت المخطط الصهيوأمريكى لإسقاط المنطقة العربية وتقسيم دولها.. وكان نجاح ثورة يوليو ٢٠١٣ بداية لنهاية الحرب الدموية التى أشعلها الغرب داخل مصر ودفعوا بتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية لنشر الفوضى والنار والدمار.. وتحت إصرار الشعب المصرى العظيم ومساندة قواته المسلحة لثورته انهار المخطط الصهيوأمريكى وبدأت تنهار أيضا سيطرة القراصنة على الموقف تدريجيا.. وتحت ضربات الثورة الشعبية المصرية يونيو ٢٠١٣ بدأ المستعمرون القدامى والجدد يشعرون أن الصرح العتيق للاسترقاق والاستغلال والتعسف والسيطرة بدأ يتهاوى أمام العالم الحر.
لقد وقفت كل الدول العربية مع مصر الشقيقة فى يونيو ٢٠١٣ لتحقيق الديمقراطية الحقيقية وليست ديمقراطية أمريكا والغرب المزيفة وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية.. ولم تكن الدول العربية هى التى وقفت مع مصر فقط بل وقفت معها الدول الإفريقية ومعظم الدول الآسيوية ودول أمريكا اللاتينية.. وبدأت مملكة النهب الرأسمالى تتداعى وأخذت الأرض تلتهب تحت أقدام قراصنة الاستعمار الأمريكى الغربى البغيض حيث يدق الحرب والدمار الذى يجرى فى الوطن العربى رأس العالم القديم، وحيث يشتاط العالم كله غضبا ضد المستعمرين الغزاة.. فلم يغب عن أعين الشعوب العربية ولا شعوب العالم الحر منظر الخراب والدمار والنار المشتعلة داخل العراق وليبيا وسوريا واليمن بفعل المخطط الأمريكى السافر.. ولا يمكن للشعوب الحرة أن تنسى الأعمال الإرهابية الشنيعة ومناظر ذبح البشر وإحراق الأجساد وتكسير عظام الأطفال الأبرياء التى قامت وتقوم بها الجماعات الإرهابية المجرمة بدءا من القاعدة حتى داعش وهى جماعات من صناعة الولايات المتحدة.
إن الحرب ينبغى ألا تكون ضد الجماعات الإرهابية المجرمة فقط، ولكن ينبغى أن تكون ضد القوة الأجنبية المجرمة التى عملت على تكوين هذه الجماعات وتدريبها وتسليحها ودعمها بالمال، وحيث يشتاط العالم كله غضبا من الغزاة والمجرمين، وحيث تتحول أى شرارة من الاستنكار إلى لهب الثورة الجبار، فلا تضيعوا الوقت فى المناقشات وتكوين التحالفات التى ليس لها معنى ولا التعاون الهش مع دول يعلم الجميع أنها ضد مصالح وإرادة الشعوب العربية.. فالرأى عندى أن تركيا وقطر ربما تكونان أكثر خطرا وكرها وضررا على المنطقة العربية من إسرائيل على الأقل فى الوقت الراهن.. فلا تضيعوا الوقت وأطيحوا بالقوة الباغية التى تريد أن تغتصب أراضيكم ولا تفسحوا لها المجال.
إن الغرب مصمم على تنفيذ المخطط الصهيوأمريكى الغربى البغيض لإسقاط المنطقة العربية وإعادة تقسيم دولها وفقا لتصورهم المريض فى ما سموه «سايكس بيكو ٢» وهم فى سبيل تحقيق هذا الهدف مستعدون لتنفيذ أى عمل مشروع أو غير مشروع، يتفق مع مبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة أو يتعارض معهما.. وقد حاولوا اتباع كل الأساليب القذرة ونشر الفوضى والفتن والحرب الأهلية داخل البلدان العربية ولكنهم فشلوا.. ما دفعهم إلى استخدام سلاح آخر هو سلاح الضغط المتزايد على مصر والدول العربية بعناصر القوة الاقتصادية والقدرات التكنولوجية، التى سعوا أن تحل تدريجيا محل القوة والقدرات العسكرية فى صياغة مقومات القوة والنفوذ السياسى فى العالم العربى، ولكن دون جدوى.
نعم قد تتغير الأوزان الخاصة بكل عنصر من عناصر القوة، ولكنها ستظل عناصر مترابطة ومتكاملة.. بيد أن الجديد فى الأمر أن الغرب والولايات المتحدة بدآ فى اتباع أساليب وأسلحة حروب الجيلين الرابع والخامس ضد مصر والدول العربية ليتم إخضاعها والسيطرة على مقدراتها من خلال الإعلام الموجه وأيديولوجية مجتمع الاستهلاك الحديث، وضرب مقومات الثقافة الوطنية واختراق العقل وتخريب الوجدان، وضرب التوجه العام والهدف القومى.
وهكذا فإن معركة السيطرة على مقدرات الشعوب وإسقاطها لم تعد تبدأ بالاقتصاد أو الحصار التكنولوجى العسكرى كما يتخيل البعض، بل غدت تركز على العقل والوجدان.. فإذا تمت إعادة صياغة الفكر وتخريب الوجدان جاءت كل المكاسب الاقتصادية والسياسية على طبق من فضة دون جهد ودون إطلاق طلقة مدفع واحدة.. ولعل الهجمة الشرسة التى تتبناها الآن أبواق الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والتى تقوم بتنفيذها وكالات أنبائها وصحفها وإعلامها المرتشى وأجهزة استخباراتها المجرمة التى تتعاون مع قلة من الإعلاميين والصحفيين العملاء فى الداخل هو تأكيد لفلسفة وفكر وأسلوب الغرب إزاء مصر والمنطقة العربية.
لعل هذه الهجمة الشرسة تجعلنا ننتبه ونحلل أبعاد وحجم وأهداف هذه الحملة ونعرف كيف نواجهها بالسرعة المطلوبة والقوة والقسوة والحزم فى قطع أوصال الاتصال فيما بينها وقطع رأس الحية وأقصد هنا بريطانيا.
وفى هذا الإطار أود أن أرسل رسالتين: الرسالة الأولى إلى الخونة العملاء من بعض الإعلاميين والصحفيين وأعضاء الطابور الخامس فى الداخل الذين يتاجر بهم قراصنة أوروبا والولايات المتحدة الجشعون ليتآمروا على وطنهم ويعملوا على إسقاطه والتشكيك فى كل منجزات الدولة ونشر الشائعات.. أقول لهؤلاء الخونة أنتم معروفون بالاسم وتم رصد جميع اتصالاتكم مع الأعداء بالخارج والداخل وستنالون قريبا جدا عقابكم الذى تستحقونه جزاء ما تقومون به من أنشطة العمالة والخيانة والتشكيك.. أما مصر فهى عصية عليكم وعلى أسيادكم بالخارج.
الرسالة الثانية إلى الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا أقول لهم لقد حاولتم من خلال ثورات الخراب العربى يناير ٢٠١١ التى نظمتموها لتنفيذ مخططكم لإسقاط المنطقة العربية وإعادة تقسيم دولها ولكنكم فشلتم على يد مصر وشعبها العظيم وقائدها المخلص.. والآن تحاولون بكل الوسائل إشعال الحرائق والفتن داخل الدول العربية وبالتحديد مصر وكان آخرها الحملة الإعلامية التى تقومون بها من خلال أبواق إعلامكم وعملائكم الخونة داخل مصر بالتشكيك فى كل المنجزات والمشروعات القومية التى تقوم بها مصر بقيادة رئيسها عبدالفتاح السيسى الذى أنجز فى سنتين ما يعجز عن تنفيذه أى رئيس دولة فى العالم فى عشرين سنة.. وقد امتدت هذه الحملة لتصل إلى حرب المعلومات والأخبار المسمومة ونشر الشائعات لتحطيم العقل والوجدان للشعب المصرى.. لأن القناعة عند الغرب أن الشائعات من أهم أساليب حروب الجيلين الرابع والخامس وتأثيرها خطير للغاية على الرأى العام والسياق الاجتماعى للمجتمع وعلى إضعاف الروح المعنوية وغياب التوجه العام والهدف القومى، وكلها أمور تؤثر على معنويات الشعب وتغيير موقفه من القيادة السياسية.
ويبدو أن هذه الدول الاستعمارية لم تقرأ التاريخ ولم تستفد من دروسه وعبره ولعلها تتذكر أنه عقب نكسة ١٩٦٧ التى تعرضت لها مصر، قدم الرئيس جمال عبدالناصر رحمة الله عليه استقالته على الهواء مباشرة إلى الشعب المصرى، وأعلن بكل شجاعة أنه يتحمل مسئولية النكسة وسيعود إلى صفوف الجماهير يؤدى دوره النضالى معها كأى مواطن آخر.. ولكن ماذا حدث؟ الذى حدث أن نزل الشعب المصرى إلى الشارع وطالب عبدالناصر بالبقاء وكانت الهتافات «حنحارب حنحارب معك يا ناصر» ونزولا على إرادة وأمر الشعب عاد عبدالناصر ليقود مسيرة النضال وقيادة البلاد فى ظروف صعبة ودقيقة للغاية.. وقتها اط الأمريكيون والإسرائيليون والغرب غضبا وغيظا وتساءلوا كيف يحدث هذا ويتمسك الشعب بقائده الذى وقعت النكسة فى عهده؟ كان مرجع هذا السؤال أن الغرب لم يقرأ التاريخ ولم يعرف طبيعة هذا الشعب الصلب ومعدنه الأصيل.. وعلى ذلك فإننى أقول لقراصنة الولايات المتحدة والدول الغربية للمرة المائة إن كل هذه الأساليب والأسلحة البالية التى تستخدمونها ضد مصر لمحرباتها نفسيا واقتصاديا وعسكريا هى أساليب قديمة بالية عفا عليها الزمن، قد يأتى تأثيرها على بعض الدول التى تم اكتشافها حديثا منذ عدة سنوات كدولة قطر أو عدة قرون كالولايات المتحدة، ولكنها لا يمكن أن تؤثر على دولة بقوة وعظمة وتاريخ مصر «حضارة ٧٠٠٠ سنة» ولا على صلابة ومعنويات شعب عظيم يرتبط بقائده الذى يثق فيه وفى وطنيته وأمانته وتفانيه فى خدمة الوطن والدفاع عن مقدساته.
الشعب المصرى لا يمكن أن ينسى أن الرئيس السيسى ضحى بحياته وقدمها فداء للوطن وإنقاذ مصر من براثن حكم الجاهلية الأولى بزعامة المرشد محمد بديع وعصابته الإرهابية عندما ساند ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ووقف إلى جانب الشعب وهو يعلم خطورة وصعوبة الموقف وحجم التحديات والمخاطر والتهديدات التى ستواجهه من الولايات المتحدة والغرب.. وللحديث بقية.