رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

زلزال إيطاليا يدمر أجمل البلدات الأثرية بالكامل.. وهيئة العلوم تتوقع 200 تابع.. الحكومة: 360 جريحًا وتشريد الآلاف.. والقتلى في ازدياد.. رئيس البلدة: انهيار أرضي وننتظر انهيار أحد الجسور

زلزال إيطاليا
زلزال إيطاليا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط إيطاليا إلى 247 قتيلا على الأقل، ومئات الجرحى، بحسب مسؤولي وكالة الحماية المدنية، مع الاعتقاد أنه لا يزال هناك العشرات تحت الأنقاض، وتتواصل الجهود للبحث عن أحياء ولإخراج الجثث في مناطق أماترس، وآكيومولي وبيسكارا ديل ترونتو الجبلية وسط إيطاليا.
وتحدثت وكالة الأنباء الإيطالية «آجى» عن نحو 150 مفقوداً عالقين تحت أنقاض منازلهم فى بيسكارا ديل ترونتو، الحى الواقع فى أركواتا ديل ترونتو، إحدى القرى الثلاث الأكثر تضرراً.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» أن عمليات البحث والإنقاذ جارية، حيث إنه ما زال هناك العديد من الأشخاص فى عداد المفقودين فى أعقاب الهزة الأرضية القوية، وجندت الحكومة قوات من الجيش وفرق الإنقاذ لانتشال العالقين تحت الأنقاض، وتحرك الجيش للمساعدة بمعدات ثقيلة خاصة، وصرفت الخزانة 235 مليون يورو (265 مليون دولار) لمواجهة الطوارئ، حيث استعانت فرق الإنقاذ بمروحيات لانتشال الناجين المحاصرين في القرى التي عزلتها الانهيارات الأرضية والركام.
ويشارك أكثر من 4300 شخص باستخدام معدات ثقيلة وبأيديهم العارية أحيانا في البحث بين الأنقاض، ومعظم ضحايا الزلزال من الأطفال بحسب ما أعلنته وزارة الصحة هناك.
وأظهرت صور من الجو، مناطق مدمرة كليا في بلدة أماريتشي التي اختيرت في تصويت العام الماضي كإحدى أجمل البلدات التاريخية بإيطاليا، ووجد عمال الانقاذ 5 جثث في حطام أحد فنادق بلدة آماتريتشي الأثرية، حيث كان يقيم بالفندق 70 سائحا عندما وقع الزلزال، ويخشى أن يكون الكثيرون من نزلاء الفندق تحت الأنقاض، خاصة أن الزلزال دمر 75 % من البلدة الأثرية، كما قُتل 86 شخصا، بحسب رئيس البلدية، ولا يزال هناك الكثير من المفقودين، كما تم قطع الطرق المؤدية من وإلي المدينة، بالإضافة إلي تصدع عدد من الطرق الداخلية بسبب انهيارات أرضية متفرقة وإطلاق تحذير من انهيار محتمل لأحد الجسور.
ووقع الزلزال، وشدته 6.2 درجة، في الساعة 03:36 صباح أمس الأربعاء بالتوقيت المحلي (01.36 بتوقيت غرينتش) على بعد 76 كيلومترا جنوب شرقي مدينة بيروجيا على عمق يصل إلى عشرة كيلومترات، حسبما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وشعر سكان إيطاليا بالهزة الأرضية من بولونيا شمالا إلى نابولي جنوبا، ولكن الزلزال ألحق أضرارا جسيمة في عدد من المدن والقري الصغيرة، في مقدمتها قرية بيسكارا ديل ترونتو التي تمت تسوية أغلب قطاعاتها بالأرض، وشهدت سقوط أكبر عدد من الضحايا، وقالت الهيئة الوطنية لعلوم الزلزال والبراكين إنها قد رصدت وقوع 200 تابع للزلزال.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي قد صرح عقب زيارته للمنطقة المنكوبة، بأن عدد القتلى سيزداد، موجها التحية والتقدير للمواطنين ومسؤولي الدفاع المدني الذين هرعوا إلى أماكن الانهيارات في منتصف الليل وراحوا يبحثون بأيديهم عن أحياء تحت الأنقاض.
وأضاف رينزي أن الزلزال أوقع أيضا أكثر من 360 جريحا وتسبب في تشريد الآلاف، بينما لا يزال عدد غير محدد من العالقين تحت الأنقاض، وأن الحكومة على اتصال مستمر بوكالة الحماية المدنية فى البلاد، وتتابع الأوضاع عن كثب فى أعقاب الزلزال.
بدوره قال رئيس بلدية بلدة أماريتشي بوسط إيطاليا، إن البلدة تضررت بشدة من الزلزال الذى وقع أمس الأربعاء، وقال سيرجيو بيروزى لتلفزيون (آر.آيه.آي) الحكومى: "قطعت الطرق داخل وخارج البلدة، هناك أناس تحت الأنقاض، حدث إنهيار أرضى وربما ينهار أحد الجسور".
من جانبه أعلن وزير الطوارئ الروسى «فلاديمير بوتشكوف»، استعداد بلاده لمساعدة إيطاليا من أجل إزالة آثار الزلزال الذى ضربها، وأرسل الوزير برقية إلى مدير قسم الحماية المدنية فى مجلس الوزراء الإيطالى، فابريتسيو كورتشو، أعرب فيها عن استعداد وزارته لتقديم الدعم.
وقالت إدارة الحماية المدنية في العاصمة الإيطالية روما إن الإحصائيات الرسمية تفيد بمقتل 190 شخصا في إقليم ريتي و57 آخرين في إقليم إسكولي بيتشينو، وقد نقل 368 شخصا إلى المستشفيات للعلاج.
وتتوقع وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا الكارثة، بينما تتواصل جهود البحث أملا في العثور على مفقودين يجهل عددهم ومصيرهم بالنظر إلى وجود آلاف الزوار في المنطقة السياحية التي ضربها الزلزال.
وتقع إيطاليا على خطي صدع يجعلها أكثر بلدان أوروبا عرضة للزلازل.
وكان أشد الزلازل التي شهدتها إيطاليا منذ بداية القرن العشرين قد وقع في جنوب البلاد عام 1908 وتبعته موجات تسونامي، وخلف زهاء 80 ألف قتيل. الزلزال الأخير أعاد إلي الأذهان ذكري زلزال عام ٢٠٠٩ في لاكويلا الذي خلف حوالي ٣١٠ قتلي وعشرات المصابين.