الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أردوغان يرتدي عباءة الخُميني.. الرئيس التركي يرجع بالزمن ويستعين بسياسة المرشد الإيراني في حكم بلده بالقبضة الحديدية.. والنخبة متخوفة من "إيران جديدة"

المرشد الأعلى بإيران
المرشد الأعلى بإيران آية الله خامنئي والرئيس التركي اردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أفردت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرًا مطولا عن وجه الشبه بين حكم الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، ونظام آية الله على خامنئي.
وقالت فورين بوليسي في تقريرها إن النخبة العلمانية التركية يخشون من تكرار سيناريو حكم الخميني في تركيا، ومن قيام دولة على النمط الإيراني في بلدهم، وقد بدأت مخاوفهم من تحقيقها.

وأشار التقرير إلى عمليات التطهير على نطاق واسع في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان بعد محاولة انقلاب فاشلة في الشهر الماضي ضد الحكومة، مما نتج عنها حكم استبدادي كما حدث في إيران بعد ثورة 1979.
وأضاف التقرير أنه رغم أن هناك العديد من الاختلافات، ولكن أيضا هناك أوجه الشبه بين الوضع الراهن في تركيا وثورة عام 1979 في إيران حيث أن المشهد الإيراني قبل عام 1979 كان يشبه المشهد التركي حيث كان هناك عدد من الأحزاب والفصائل المتنافسة من مختلف ألوان الطيف السياسي، وكان هذا في فترة حكم الشاه محمد رضا بهلوي، ولكن الفرق أن الشعب الإيراني سأم هذا الأمر.


وأوضح أنه بعد انتفاضة الشعب الإيراني، حلت الثيوقراطية محل بهلوي، حيث تمكنت من سحق كل ما يقف في طريقها، رغم أن الثورة الإيرانية لم تكن تماما إسلامية في الواقع، فمثلما حدث في تركيا، تم القبض على كل من يعارض أدوغان، وهو ما يحدث أيضا في تركيا الآن.



أيضا حدث في ظل حكم خامنئي حركة الاعتقالات الجماعية بعد الثورة، وأيضا الإعدام وتطهير مؤسسات الدولة، وكان الجيش الإيراني هدف رئيسي لهؤلاء الإسلاميين، حيث أعدمت الجمهورية الإسلامية الوليدة الآلاف من ضباط الجيش الموالية للشاه، وتم إنشاء فيلق الحرس الثوري الإسلامي (الحرس الثوري الإيراني) والباسيج شبه العسكري ليس فقط لخوض الحرب مع العراق، ولكن لحراسة الجمهورية الإسلامية من تحديات داخلية وانقلابات عسكرية محتملة.

ومثلما حدث في إيران حدث في تركيا، استخدم أردوغان بالمثل الانقلاب - الذي وصفه بأنه هدية من "الاله" فرصة لتفكيك الدولة العلمانية في تركيا وسجن الآلاف من المعارضين، في الواقع، فإنه من الواضح الآن أن حكومة أردوغان قد أعدت قبل الانقلاب قائمة من المعارضين له، أيضا وكما هو الحال في إيران، عمل الجيش التركي على التطهير من الانقلابين.


ونعود للثورة الإيرانية، حيث أدت الثورة الإيرانية إلى القضاء على جميع أحزاب المعارضة في البلاد، وكان آية الله الخميني ادعى دورا رئيسا صوريا في السنوات الأولى للثورة ولكن استغلال الإحباط العام مع الشاه والمظالم الإيرانية ضد الولايات المتحدة والغرب من أجل تولي السلطة الكبرى جعل من الخميني قوى لا تقهر، وضمان دوره كزعيم ديني وسياسي وعسكري بلا منازع في إيران.


وقد تسبب الانقلاب في تركيا في ضعف موقف المعارضة التركية كثيرا بعد فشله، فاضطرت إلى معارضته، لأن غير هذا يعد خيانة للدولة التركية، هذا يمكن أن يكون صحيحا بشكل خاص من الحزب الديمقراطي (HDP)، الذي اتهم بالوقوف إلى جانب المسلحين والمتمردين من حزب العمال الكردستاني والذي يهيمن عليه الأكراد، وعلاوة على ذلك، يمكن لاردوغان استخدام محاولة الانقلاب كذريعة لتحصين نفسه في الرئاسة ويمكن أن يتحكم في عمل مؤسسات أخرى مثل البرلمان، وهو ما كان يهدف له قبل البرلمان من خلال تعديل الدستور.
واذا حدثت مقارنة بين البلدين، سنجد أن اردوغان ارتدى بالفعل عباءة الخميني، ومارس ما فعله الخميني بعد الثورة الإيرانية.