الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بالصور.. أول الثانوية الذي تجاهل الأزهر تكريمه: "القرآن رفعني.. ودعوة أمي تكفيني"

أول الثانوية الذي
أول الثانوية الذي تجاهل الأزهر تكريمه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"محمد نتعي" ابن قرية المنشأة الصغرى التابعة لمركز ومدينة القوصية، تلك القرية الصغيرة التي يحوطها الفقر ويقاسى أهلها من أجل البقاء وإثبات الذات، حيث لا توجد بها أبسط مقومات الحياة، ورغم ذلك تفوق "نتعي" وتصدر قائمة الأوائل لكن دون أي تكريم كما هو متبع مع أوائل الثانوية العامة.
نشأ الشاب في بيت بسيط ومتواضع بل وفقير للغاية، تعلم وترعرع على أيدي مشايخ القرية حتى تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملًا، فضلًا عن السُّنة النبوية.
محمد نتعى، الطالب المتفوق الذي لم يتم تكريمه من قِبل المسئولين بالأزهر، جاءته "البوابة نيوز" تهرول للاحتفاء به والتسجيل معه لنقل نموذج مشرف يحتذى به فهو طالب الصف الثالث الثانوى الذي استطاع الحصول على المركز الأول على مستوى محافظة أسيوط، والحادى عشر على مستوى الجمهورية.
تم تحويلي من المرحلة الابتدائية عام إلى إعدادى أزهرى، وكنا 23 طالبًا في فصل واحد وكانت الحاجة كوثر معلمتى لها الفضل علىَّ بعد ربنا في حفظ القرآن، بدأت معها من الصف الخامس الابتدائى، حفظتنى نصف القرآن وتركتها ثم التحقت بالجمعية الخيرية التابعة للقرية لاستكمال باقي كتاب الله"، بهذه الكلمات بدأ الطالب حديثه مع "البوابة نيوز".
وأضاف: كنت سعيد بارتدائى زى الأزهر الرسمى الجلباب الذي كان يشعرني بالفخر، وصلت ثالثة ثانوى حافظًا لكتاب الله بأكمله بأحكامه دخلت مسابقات كثيرة والحمد الله ربنا وفقنى لم أواجه صعوبة إطلاقًا لذا أشكر أساتذتى محمد سعيد وإبراهيم سلطان، ومحمد مصطفى وأحمد ممدوح ممن لهم فضل علىَّ ولم يبخلوا بشيء، كما أقدم الشكر أيضا لأستاذي محمود خميس.
حصل محمد على المركز الأول بنسبة 99.2%: رغم الصعوبات والإمكانيات المادية المعدومة للغاية يقول: استطعت النجاح والتفوق في الشهادة الثانوية، ولكن ما أغضبنى وأثّر عليّ بالسلب هو تجاهل الأزهر والمحافظة لتكريمي.
بدت علامات التفوق على الشاب منذ الصغر، إذ كان دائمًا ما يكتب في حجرته "مجموع 100% طبيب إن شاء الله"، ويضيف الطالب: أدعي كل يوم أن أكون الأول على الجمهورية بمجموع 100%، فأبلغنى مدرس بالمعهد أننى الأول على مستوى المحافظة، ولم يتصل بى مسئول ليفرحني.
"أنا من صغري باطلع الأول على المدرسة"، بهذه الكلمات عبّر الطالب عن فرحته ويكمل: كنت دائمًا من أوائل الطلبة، ولم يقف طموحى ليلة رغم حالتى المادية الضعيفة، والإمكانيات المحدودة، فوالدى رجل فقير يعمل في الزراعة ووالدتى ربة منزل، ويعاني إخوته من الصم ويعيشون جميعًا في منزل مبني بالطوب اللبن.
وعن سر نجاحه، يشرح الطالب: "كنت دائمًا متمسك بالقرآن الكريم، حيث إن سر نجاحى حفظ القرآن الكريم منذ صغرى، ولم أقصر يومًا في قراءة القرآن، موضحًا أن حلمه أن يصبح طبيبًا ليساعد الفقراء، وداعية إسلامى ليعلم الأمة شئون دينهم في ظل ما يواجهه الأزهر من أعداء، فلم آخذ بكلام الناس عن صعوبة امتحانات الأزهر ومواده الكثيرة، 17 مادة، ماخدتش في الاعتبار لأنى حابب نصرة دينى وأبقى عالمًا من علماء الأزهر وأحب أقول للناس دى أخلاقنا ودوافعنا لدين الله، دخلت مسابقات كثيرة اعتمدت على ربنا وكانت رسالتى هي حفظ القرآن لله.
وعن الدروس الخصوصية والظروف المادية لأسرته وتسريبات الامتحانات يتحدث محمد: "نظرًا لعدم وجود شرح بالمدرسة، كنت أبحث في المواد الشرعية وأجتهد للوصول للمعلومات ولم أطرق باب الدروس الخصوصية إلا في المواد العلمية كالأحياء والكيمياء والفيزياء، ونظرًا لظروفى أعفاني المدرسين من رسوم الحصص".
ويقول عن مادة الأدب والنصوص: امتحان صعب وعملت إلى عليَّ ذاكرت وذهبت وقت الامتحان وتم حضور الطلاب في اللجنة 5 من 14 استلمت الامتحان بدأت اقرأ امتحان صعب ومش مستعد استعنت بالله لقيت الامتحان ظهر قدامى من الكتاب والحمد لله حليت الامتحان كله وحصلت على 39 من 40.
ويضيف أن تسريبات الامتحانات لم تشغل باله لحظة واحدة، حيث لم يعتمد على الغش منذ صغره قائلا: "لو جابلولى الامتحان بحله كنت هرفض"، لأننى لم أتفوق إلا بالاجتهاد والإخلاص لله عز وجل.
وعن عدد ساعات المذاكرة يوميا، يقول: "كنت أبدأ يومي بصلاة الفجر ثم استذكر دروسي طوال اليوم، فلم أضيع دقيقة إلا وقت الصلاة والأكل، "كنت بنام الساعة 12 بمعدل 4 ساعات يوميًا"، ويستطرد: "كنت أذاكر بتركيز والتزم بالصلاة والدعاء، دائمًا أطلب من الأسرة والأصدقاء وكل من أقابلهم بالدعاء لى بالتفوق، كما أن أسرتى بذلت كل الجهد، فوالدى كان دائما يشجعنى على مواصلة النجاح، وكان يركز دائمًا على القرآن، ورغم ظروفنا المادية لم يحرمنى من شيء، فحرم نفسه كثيرًا حتى يرى اسمى من طلاب كلية الطب، ووالدتى سهرت معي الليالى ووقفت بجانبي، فدموعها سر تفوقي.