الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"ديلي ميل": "تاتشر" وراء حسم "صفقة اليمامة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، المزيد من المعلومات عن صفقة الأسلحة الشهيرة بين بريطانيا والسعودية، والتى تدعى «صفقة اليمامة» عام ١٩٨٥.
وأوضحت فى تقرير لها كيف سافرت «مارجريت تاتشر»، رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك، والملقبة بـ«المرأة الحديدية»، إلى السعودية، ومن ثم فوزها بعقد طائرات مقاتلة بحوالى ٤٣ مليار جنيه إسترلينى، والتى تعد أكبر صفقة تصدير فى تاريخ المملكة المتحدة وأكثرها إثارة للجدل.
وبحسب التقرير البريطانى فإن الوثائق صدرت فى ملفات سرية عن «دار المحفوظات الوطنية»، وأظهرت تفاصيلها كيف زارت «تاتشر» السعودية فى إبريل ١٩٨٥ فى طريق عودتها من جولة فى جنوب شرق آسيا، وأنها ضغطت بشكل شخصى فى التوصل لاتفاق والفوز بالصفقة بدلًا عن الفرنسيين الذين كانوا يعرضون طائرات مقاتلة فرنسية، ولكن إنجلترا فازت بتوريد حوالى ٤٨ طائرة «تورنيدو» و٣٠ طائرة «بى إيه إى هوك» الحربيتين وتقديم الدعم الفنى والصيانة بهما، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة لهذه الطائرات فى المملكة وتم توظيف حوالى ٥ آلاف بريطانى فى السعودية فى تلك الصفقة.
وأوضح التقرير أن السعوديين كانوا بالفعل يميلون نحو شراء طائرات مقاتلة من فرنسا، وتحديدًا مع شركة «داسو» الفرنسية، لكن «تاتشر» استخدمت ثقلها وذهابها بنفسها إلى «الرياض» لتفوز بالصفقة وتساعد الصناعة العسكرية المحلية لبريطانيا، وشركة BAE Systems لتصنيع الأسلحة، وقد عقدت اجتماعًا خاصًا فى الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد فى ذلك الوقت، وكان الأمير بندر بن سلطان من ضمن المشاركين فى الاجتماع، وقد حصل مارك ابن مارجريت تاتشر فى ذلك الوقت على حوالى ١٢ مليون جنيه إaسترلينى كعمولة فى تلك الصفقة، وذلك لعمله كوسيط خلالها. 
ووفقًا للتقرير فقد كانت المباحثات مع الملك شخصيا، وتم إبعاد المناقشات عن الصحافة لتأمين العقود، أيضًا شهدت الاجتماعات مناقشات رسمية بين «تاتشر»، والملك فهد حول التطورات السياسية فى منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت «تاتشر» حريصة على إتمام الصفقة، لذا قامت فى تلك الفترة بعقد عدة اجتماعات متواصلة ومكثفة مع مسئولين فلسطينيين بطريقة لم يسبق لبريطانيا أن قامت بها.
وكانت هناك تحذيرات كبيرة لـ«تاتشر» وقتها بسبب تلك الصفقة، خاصة من جانب «واشنطن»، والتى أرسلت لها بالفعل خطابات رسمية توضح فيها أن تلك الصفقة ستكون خطرًا على أمن إسرائيل الابنة الصغرى للولايات المتحدة، وخاصة أنها صفقة دفاعية فى المقام الأول، أيضا قام حوالى ٥١ عضوًا فى الكونجرس الأمريكى بتوجيه خطاب رسمي لها لمحاولة لإثنائها عن إتمام تلك الصفقة، وخاصة أنهم كانوا يشعرون بالقلق إذا ما قامت «الرياض» بتوجيه تلك الأسلحة ضد «تل أبيب».
ولكن «تاتشر» لم تقبل بتلك التهديدات، وأعطت وعدًا للمملكة العربية السعودية بإبقاء تفاصيل الصفقة سرية وبعيدة عن الصحافة، وكان الملك فهد قد اشترط أن تكون الصفقة طبقًا لفكر «تاتشر»، ولا تكون «تاتشر» عرضة للتأثير عليها من أى جانب، وأن تتحمل كل المسئولية وحدها عنها دون الرجوع فى الرأى إلى أى قوة دولية فى ذلك الوقت.
وبالفعل حلقت طائرات «تورنيدو» لأول مرة مع قوات السعودية الجوية، إلى جانب طائرات «تورنيدو» تابعة لسلاح الجو الملكى البريطانى، وذلك خلال حرب الخليج الثانية فى ١٩٩١.
واستمرت محاولات فرنسا لعقد صفقات مع السعودية من وقتها حتى فازت فى ديسمبر ٢٠٠٦، عن طريق شركة «داسو» الفرنسية والتى كانت تصنع طائرات حربية منافسة لطائرة «يوروفايتر» الأوروبية، وأجرت العديد من المفاوضات حول الأمر، بسبب الخسارة والهزيمة المريرة التى ألحقتها «تاتشر» بالصناعة العسكرية لباريس فى منتصف الثمانينيات.