تستعد مجموعة من الشركات المقيدة بالبورصة للقيام بالتوزيعات النقدية السنوية خلال الفترة المقبلة.
وأكد خبراء سوق المال أن بدء موسم توزيع كوبونات بعض الشركات يفتح شهية المستثمرين، لاسيما لأسهم قطاع المطاحن والأدوية والرعاية الصحية، التي كانت تتربع على عرش التوزيعات السنوية بلا منازع.
وكانت شركات المطاحن تحقق أرباحًا سنوية قياسية على مدى السنوات الماضية، كونها المحتكر الوحيد للسوق، إلا أنه مؤخرًا بدأت هذه الشركات تعانى من أزمات مالية، فحقق بعضها تراجعًا في الأرباح، الأمر الذي يهدد بتقلص قيمة الكوبون.
وتعتبر شركة مطاحن مصر العليا من أفضل الشركات العاملة في القطاع، إذ حققت نموًا في الأرباح بمعدل ١٤.٦٨٪، بصافى ١٠٧.٥ مليون جنيه مقابل ٩٣.٧٥ مليون جنيه للفترة نفسها، من عام ٢٠١٤- ٢٠١٥، ومن المنتظر أن يتم توزيع كوبون نقدى بقيمة ٧.٥ جنيه، كما حققت شركة مطاحن شرق الدلتا ارتفاعا في الأرباح الصافية بنحو ٥٩.٧٢ مليون جنيه مقابل ٤٢.٧٧ مليون جنيه في الفترة المقارنة، وكذلك شركة مطاحن مصر الوسطى، حققت نموًا بمعدل ٤٠٪، وبصافى ربح ٦٠.٣ مليون جنيه مقابل ٤٣.١ مليون جنيه.
فيما تراجعت مطاحن شمال القاهرة بنسبة ٥١.٤٪ بصافى ربح بلغ ٦.٨٥ مليون جنيه مقابل ١٤.١٠ مليون جنيه، وكانت الأسوأ حظًا هي شركة مطاحن ومخابز جنوب القاهرة، التي استمرت في تحقيق الخسائر الصافية، وبلغت ١٧.٩ مليون جنيه، مقابل خسارة ٩.٢ مليون جنيه خلال الفترة المقارنة.
ويترقب المتعاملون الإعلان عن قيمة كوبونات شركة الأدوية التابعة لقطاع الأعمال العام، وجاءت على رأس الشركات المحققة نموا شركة العربية للأدوية بنسبة ١٢٣٥٪، بصافى ربح بلغ ٢.٦٧ مليون جنيه، مقابل ٢٠٠ ألف جنيه، وكذلك حققت شركة القاهرة للأدوية نموًا في الأرباح، وممفيس للأدوية، والنيل للأدوية بنسبة ٦٥٪، وبصافى ربح بلغ ١٩.٨ مليون جنيه، مقابل ١٢.٣٩ مليون جنيه، وحققت شركة ممفيس للأدوية صافى ربح بلغ ٤٥٢ ألف جنيه مقابل صافى خسارة بلغت ١٠.٣ مليون جنيه للعام المقارن، فيما تراجعت أرباح شركة النيل للأدوية بمعدل ٦٢.٠١٪ بصافى رباح بلغ ٦.٨ مليون جنيه مقابل ١٧.٩ مليون جنيه للفترة نفسها من عام ٢٠١٤- ٢٠١٥.
وأعلنت بعض شركات قطاع النقل عن قيمة الكوبون، وكان الأعلى على الإطلاق كوبون شركة الإسكندرية لتداول الحاويات، ويبلغ ٥.٥٤ جنيه، وكذلك أعلنت شركة القناة للتوكيلات الملاحية عن قيمة الكوبون المقترح بنحو ٠.١٦٧ جنيه للسهم الواحد.
وقال إبراهيم النمر، رئيس قسم البحوث بشركة النعيم القابضة، إن التوزيعات النقدية هي أحد نوعى الأرباح المتحققة من الاستثمار بالبورصة، حيث يحتفظ بعض المتعاملين بأسهم الكوبونات كأسهم المطاحن والأدوية وبعض الأسهم الدفاعية الأخرى كشركات الأسمنت في موسم الكوبونات، إذ تعد الملاذ الآمن لغالبية المستثمرين، طويلى الأجل، ولكونها تقلل من نسب المخاطرة المتوقعة جراء المتاجرة على الأسهم الصغيرة والمتوسطة.
وأشار النمر إلى أن أبرز الأسهم التي يحتفظ بها كبار المستثمرين والمؤسسات المالية هي أسهم المطاحن والأدوية، لافتًا إلى أن حركة تلك الأسهم بطيئة على مدى العام، مقارنة ببقية الأسهم الأخرى فيما عدا شهر توزيع الكوبونات.
ويرى أن مشكلة الشركات الحالية هي تعرضها لأزمات مالية، الأمر الذي تسبب في تقليل جاذبيتها خلال الفترة الأخيرة، إذ بدأت بعض الشركات تتحول إلى تحقيق الخسائر أو تقلص الأرباح، وهو ما حدث لبعض شركات المطاحن.
