الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ألبان "بير السلم" خطر زاحف على المصريين.. تنتشر بالمحافظات والأرياف.. مصدرها الباعة "السريحة" والمصانع غير المرخصة.. خبراء: كارثة تصيب بالسرطانات والفيروسات.. يجب تفعيل دور وزارة الصحة والرقابة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حتى الفساد وصل إلى منتجات الألبان، وكالعادة تصريحات وزارة الصحة: "كله تحت السيطرة" في المقابل تأكيدات من جانب مباحث التموين أن جميع البؤر الخطرة محاصرة، جار الضبط للمخالفين. 
قبل ساعات قدم النائب محمد على عبد الحميد، عضو مجلس النواب، طلب عاجل إلى رئيس البرلمان بشأن بالقضية، بعد استمرار الضبط لمصانع بير السلم لمنتجات الألبان الفاسدة. 
أحدث المضبوطات، تم العثور على 625 كيلو جبن وزبدة وحليب غير صالحة للاستهلاك الآدمى ومجهولة المصدر قبل طرحها للبيع بالأسواق، داخل مصنع لإنتاج وتصنيع منتجات الألبان بالهرم، اللافت بحسب الطلب البرلماني، أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها فقد بات انتشار الألبان الفاسدة أمر طبيعى في ظل غياب الرقابة والتفتيش من جهاز حماية المستهلك ومفتشى وزارة الصحة، قال الطلب البرلماني أنه يوجد بمصر العديد من معامل الألبان غير المرخصة والتي تعمل بدون أدنى رقابة تضمن أمن وسلامة الصحه العامة للمواطن، وأضاف لقد سببت الاطعمة الفاسدة وعلى رأسها الألبان انتشار حالات التسمم الغذائى الناتج عن بكتيريا الأغذية، وتلوث الجهاز الهضمى وحالات الجفاف الحادة أو الإصابة بالإسهال المصاحب للدم. بناءً على نوع العدوى، وتصل خطورة الأعراض في بعض الأحيان لتؤدى للوفاة نتيجة التسمم الغذائي.
تابع النائب، "لقد زاد انتشار تلك المعامل غير المرخصة ليس فقط بسبب ضعف الرقابة والتفتيش، بل إن العديد من مفتشى جهاز حماية المستهلك ووزارة الصحة يتلقون رشاوى للسكوت عن نشاط تلك المصانع والمعامل ".
أكد النائب أن المصانع والمعامل غير المرخصة استغلت ضعف رقابة الحكومة لتتاجر في الصحة العامة من أجل المكسب، وباتت صحة وسلامة المواطن المصرى آخر هموم المسئولين، طالب النائب مساءلة وزير الصحة حول كيفية انتشار تلك المعامل غير المرخصة، مع تشديد العقوبة على مرتكبى جرائم الأغذية الفاسدة، وضروة وضع مفتشى وزارة الصحة وجهاز حماية المستهلك تحت طائلة المساءلة القانونية نتيجة الإهمال في الرقابة وتلقيهم رشاوى لتجاهل نشاط تلك المعامل والمصانع وشدد النائب على سرعة إغلاق جميع المصانع والمعامل غير المرخصة وغير المطابقة للمواصفات.



هنا يقول الدكتور محمد الحوفي، أستاذ علوم وتكنولوجيا الألبان بكلية الزراعة بجامعة عين شمس، أن الألبان الطبيعية التي نشتريها من الأماكن الموثوقة لا غبار عليها ولكن يجب الحرص من خلال التأكد من مصدرها لافتا إلى أنه يكون هناك تخوف من مصانع الألبان حال تعرضهم للإغلاق في حالة وجود أي غش بالألبان.
وأضاف: المشكلة تكمن في الشركات ومصانع بير السلم أو المعامل الصغيرة لإنتاج الألبان أو التجار "السريحة" الذين يمرون داخل المناطق المختلفة والذين يكثر وجودهم داخل المحافظات والأرياف، فمن الممكن أن يلجئون إلى استخدام المواد الحافظة مثل الفورمالين وبل وماء الأكسجين أيضا حتى لا يتلف اللبن الذي لديهم وهو ما يعرض صحة المواطن للخطر في تلك الحالة.
ولفت يمكن التأكد من جودة اللبن من خلال عمل زبادي منه فاذا تم عمل زبادي فهو لبن جيد وإذا لم يتم عمل زبادي فيحتوي اللبن هنا على مواد حافظة، محذرا من الشراء من الباعة السريحة، لافتا إلى أنه لا توجد معامل أو مراكز صحية مجهزة للرقابة داخل المحافظات تستطيع ضبط أو كشف الألبان المغشوشة ولكن معامل وزارة الصحة بالقاهرة مجهزة لذلك.


ومن جانبه حذر الدكتور مروان سالم، الصيدلي والباحث في الدواء، من شراء الألبان من المصادر غير الموثوقة أو غير المعروفة مع ضرورة التأكد من مصدره لأنه قد يكون اللبن به شوائب وعيوب نتيجة فساده، ناصحا بتناول الألبان المعلبة إذا ما كانت تلك الألبان بها صلاحية ومن مكان موثوق إضافة إلى ضرورة ألا يكون مضى على تصنيع اللبن أكثر من 3 أيام حتى لا يكون تأثر بعوامل البيئة مثل الحرارة والابتعاد عن العلبة إذا كانت منفوخة.

وأوضح سالم أن الالبان السائبة وحدها تأتي مجمعة من الفلاحين ولا يعلم أحد إذا كانت المواشي التي خرجت منها تم حقنها بالهرمونات أو الفيتامينات أم لا وهذ يجعل الحيوان مجهول ولا يوجد رقابة على تلك النقطة وخاصة أن تلك الهرمونات أو الفيتامينات تضر بالألبان.
وتابع: حينما يجمع الفلاح اللبن ينقل ذلك اللبن السائب ولكي ينقله من مكان إلى آخر لابد من أن يستعمل مواد حافظة وللأسف يتم استخدام مواد خطيرة مثل "فورماندهايد أو الفورمالين" وهي مادة مسرطنة طبقا للاحصائيات الدولية ومحظور استخدامها منذ 40 عاما داخل أمريكا وتعد مادة سامة تستخدم أساسا لحفظ جثث الموتى وتنظيف غرف العمليات الجراحية وتسبب الفشل الكلوى والكبدي وتؤثر على العصبي البصري وتضاف على اللبن لأنها بسعر زهيد، لافتا إلى أن تلك المادة تضاف أيضا بالجبن القريش ويسمى "دواء الجبنه" مع العلم أنه قد يتم استخدام مواد خطرة أخرى مثل اسيكوربك اسيك وسيتريك اسيك وبنزويك اسيك وهناك مادة أخرى تضاف على اللبن مثل الصوديوم بوريك أو البورك تستخدم في صناعة السيراميك والخزف.
وأضاف، في المرحلة الثانية تنتقل الالبان لمعامل بها حوض وبعض الآلات القديمة حيث تكون بدائية والادوات ملوثة، ويبدأ صاحب المعمل وضع اللبن بالحوض ووضع المواد الحافظة و"المنفحة الميكروبية" وهي انزيمات مسئولة عن عملية التجبن، يتم خلطها باللبن، لافتا إلى أن كل انواع الجبن يجب أن تمر بها والخطير في الأمر أنه لا يوجد رقابة على تلك المنفحة ومدى تلوثها ويتوقف ذلك على مدى أمانة وسمعة المصانع.
ولفت إلى أن هناك بعض الاملاح التي تضاف على الالبان لعمل الجبن مثل كولوريد الصوديوم ولكن للاسف يتم استبداله من قبل مصانع بير السلم والتجاز الغشاشين بكلوريد الكالسيوم لأنه يساعد على عملية التجبن بطريقة سريعة فيتم استخدامه كبديل عن كولوريد الصوديوم كما تضاف نترات الصوديوم والبوتاسيوم وهي املاح خطيرة لأنها تؤدي لتكوين مركبات النيتروزامين وهي مادة مسرطنة ولكن تستخدم لتوقف نمو بكتيريا تسمى "كوليستريديام" والتي تسبب التسمم إذا ظهرت باللبن.



من جانبه اعترف الدكتور حسين منصور، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، بأنه بالفعل يوجد الكثير من المشكلات التي تعاني منها الألبان والمنتجات التي تدخل في صناعتها مثل القشطة والزبدة والجبن بمصر حيث زاد انتشار المصانع والمعامل الخاصة بإنتاج الألبان بسبب ضعف الرقابة والتفتيش إضافة إلى عدم اتباع مواصفات جودة الغذاء في تصنيع الألبان، لافتا إلى أن الخطأ يكون موجودا بأي وقت ولا نستطيع القضاء على الفساد بنسبة 100% في أي مكان..

ولفت إلى أن الألبان من المنتجات التي تكون معرضة للتلف سيعا نظرا لإحتوائها على نسب مرتفعة من البروتينات والكالسيوم وهو ما يحتاج إلى الحرص في التعامل معها، ناصحا المواطن بأن يضع في اعتباره معايير السلامة الخاصة بالألبان لأنها حينما تفسد تشكل خطرا حيث يظهر في تلك الحالة التسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا التي تكون ملوثة داخل المنتج. 
وشدد منصور على أن حل المشكلة يكون عن طريق تفعيل أنظمة تمنع الخطأ ووجود أجهزة رقابية تتولى مراقبة مصانع وشركات تصنيع الألبان ناصحا المواطن بعدم تناول اللبن السايب.