الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

عودة جلسات الفنانات المحجبات إلى الساحل الشمالي

هناء ثروت
هناء ثروت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال أوائل التسعينيات نشطت حركة اجتذاب مجموعة فنانات منهن من حققن رصيدا شعبيا كبيرا من خلال أعمالهن الفنية الرائعة، في محاولة لتشويه الفن المصري، عن طريق إعلانهن التوبة، والتبرؤ من الفن، والاعتزال وارتداء الحجاب أو النقاب، الموقف الذي تبنته المؤسسة الصحفية العريقة -روزاليوسف- التي انتميت لها كان واضحا.. اعتزال أي فنان أو فنانة هو أمر شخصى في إطار الحرية الخاصة، رغم توافر معلومات موثقة حول «التفاهمات» التي شابت هذه الظاهرة، في المقابل كان التصدى مطلوبا بحزم أمام أي محاولة لتجريح الفن المصرى الخالد الذي يبقى ملكية عامة في وجدان وقلوب الجميع، واكبت هذه الدعوات «النشاز» لقاءات دينية كانت تعقد أسبوعيا في منازل الفنانات اللاتى اخترن الاعتزال أو منازل سيدات مجتمع كن طرفا -سواء بحسن أو سوء نية- وساد التصور بينهن أن الدعوة أو الحديث في الفقه والشريعة أصبح حقا مشاعا لكل من اختارت بحريتها ارتداء الحجاب والابتعاد عن أضواء الشهرة.. وأن علوم الدين تختزل في ارتداء زى أو التنصل من مهنة عظيمة هي الفن.. هنا الوقفة أيضا كانت لأزمة خصوصا من منبر ليبرالى مثل مؤسسة «روزاليوسف».
من غرائب الساحل الشمالى و«فيلاته الخاصة» هذا الصيف.. إعادة بعث هذا التقليد، تُعيد فيه فنانة معتزلة نفس دور «الداعية» الذي كانت تشارك به في لقاءات فترة أوائل التسعينيات.. انتشرت هذا الصيف رسائل على الـ«واتس آب» بين سيدات الساحل تدعو «أخواتها في الله إلى درس دينى للحاجة «أم غفران» هناء ثروت، في اليوم.. فيلا.. الساعة»! من المؤكد أنه لا أحد يملك تحميل الفنانة المعتزلة ذنب عائلة «العربي» التي تنتسب إليها بالزواج، إذ ليس من العدل محاسبتها على جرائم هذه العائلة، بداية من سرقة محال الذهب، مرورا بانتهاك براءة الأطفال في رابعة العدوية وإجبارهم على ارتداء الأكفان والمتاجرة بهم أمام الكاميرات، أخيرا شرائط الفيديو من ماليزيا وتركيا عن معسكرات تستعيد ذكرى رابعة قام بتصويرها ممثل فشل في تحقيق أي خطوة فنية رغم كل الفرص التي أعطيت له، ولم يبق أمام وجدى العربى سوى المتاجرة بالدين مسرحا لتمثيله الردىء. السؤال المنطقى الذي يفرض نفسه في هذا الموقف.. ألم يكن من الأجدى للحاجة «أم غفران» أو هناء ثروت الاكتفاء بالتفرغ لحياة الاعتزال التي اختارتها خصوصا مع الحساسية التي يفرضها واقع الانتساب إلى عائلة العربى وهى في بؤرة موضع الشبهات؟! بدلا من قبول الدعوات النسائية لإلقاء دروس في الدين دون أن تكون علميا مؤهلة لذلك؟! ومن منحها صكا من السماء لتوزع على السيدات خلال دروسها الدينية فتاوى التحذير من ارتداء ملابس البحر بعد أن حضرن دروسها؟! ثم يعود الاستفسار من الدفاتر القديمة إلى شواطئ مارينا حول قيمة النفع الدينى العائد من دروس أي فنانة أو حتى سيدة عادية في بلد يسطع منها نور مئذنة الأزهر وعلومه التي تمثل المرجعية الدينية العربية وهى متاحة لكل مسلمة أو مسلم يرغب التفقه في أمور الدين؟.