قصة جديدة من قصص الكفاح كتبت بأيادي التحدي وعيون ترى بنور الله، بعدما حرمت من نعمة البصر، كفيف من ذوي التحديات الخاصة، قرر أن يصفع المجتمع والقوانين بإرادة الكرامة والحرية، فامتهن مهنة من أصعب الأعمال على فاقدي البصر، فراح يعمل "سريح أنابيب" رغم شهادته العليا، حفر في الصخر حتى اصطدم بوزارة التموين ووزيرها خالد حنفي الذي حكم عليه بالموت خنقًا بـ60٠ أنبوبة.
كفيف البصر لكنه قرر أن يكون على رأس قائمة المتعلمين فحصل على شهادته العليا من جامعة الأزهر، وعندما لم يتمكن من الحصول على وظيفة ضمن نسبة الـ5% معاقين، لجأ إلى العمل كـ"سريح أنابيب".
المجتمع صغير، معاق القوانين والأحلام، والأمنيات بحجم السماء، والرغبة في الحياة حق للجميع، لذا قرر أن ينصرف عن الميري معتمدًا على نفسه من أجل صنع أسرة تحيا حياة كريمة تضم زوجة وصغارًا حتى تحقق الحلم وتزوج الشاب وأنجب 3 بنات، ( فريـال ومنة ورويدا )، فضلًا عن إعالته لأخته المعاقة.
"أنا أيمن أبو الوفا من مركز دشنا أبو مناع بمحافظة قنا، 34 سنة، أهمس في أذن كل مصري، وأصرخ في أذن كل مسئول، صرخة كفيف "مش عايز حسنة من حد، ولا بشحت، أنا عايز أعيش بكرامة، عايز أرجع لأولادي، زهقت من جملة (سيب رقم تليفونك) اللي بيقولها لي كل مسئول، تعبت وعايز حد يسمعني"، حسب قول أيمن.
ويضيف: 5 أنابيب هي كل ما أحتكم عليه من حُطام الدنيا، كنت أذهب بها لمنافذ وزارة التموين لتعبئتها وبيعها بهامش ربح 5 جنيهات، وكنت مكفي بيتي، وفجأة الوزارة منعتني من تعبئة الأنابيب، مطالبة إياي بالحد الأدنى من حصة التعبئة وقالت لي لازم تعبي 60 أنبوبة على الأقل، وسعر الأنبوبة 200 جنيه، اضربي في 60 تصبح الحسبة 12 ألف جنيه، فمن أين يأتي كفيف على باب الله بهذا المبلغ.
ينطلق الشاب الكفيف يوميًا مع السابعة صباحًا ينادي في الناس "أنابيب.. 15 جنيه الأنبوبة.. مين قال هات يا شيخ أيمن"، فوق عربته الكارو التي يستأجرها من بعض الجيران ويصطحب معه أحد الأطفال دليلًا للطريق، ويبدأ في الترويج والمناداة على أنابيبه لجلب الزبائن التي تتعامل معه خصيصًا وتنتظره مطلع كل شهر.
كيف تقوم بتركيب الأنبوبة وفكها وأنت كفيف؟، سؤال طرحناه على أيمن، وكانت إجابته: في الصعيد جرى العرف بأن يتولي الشاري تركيب الأنبوبة بمعرفته، أنا فقط دوري توصيل الأسطوانة لبيته، أما التركيب فليس من مهامي بعكس ما يجري في العاصمة.
"ألم يتم النصب عليك من البعض بسبب كف البصر، وكيف تتعرف على العملات"، حدث بالفعل أن "استعماني" شخص ودفع لي 10 جنيهات عبارة عن خمستين على أنهما 15، ولكنى اكتشفت سوء نيته وعاتبته وأخذت حقي، وأنا أتعرف على العملات من خلال مقاس العملة وحجمها، بمعنى إن فئة العشرين هي الأكبر يليها العشرة يليها الخمسة يليها الجنيه وهكذا أميز بين العملات.
لم تستقبل وزارة التموين رحلة كفاح الكفيف بتقديم التسهيلات الممكنة لمتابعة رسالته في الحياة وإنما وقفت حجر عثرة في طريقه، حيث قال: الوزارة حطمتني وأنا لن أمد يدي للتسول، ولن ألعب على دغدغة مشاعر البعض، ولكني صاحب حق في هذه الدولة ولي حقوق وكل ما أطالب به هو أن أحيا حياة كريمة، وأن أطعم صغاري من عرق جبيني، وأن تتساهل معي الوزارة وأرجع أشتغل من جديد وأعبي الأسطوانات.
"لي شهران وأنا مغترب أجوب القاهرة بحثًا عن لقاء أي إعلامي أو مسئول، أنام في المساجد وحتى الآن لم تفتح أمامي أي نافذة، نفسي أرجع لبناتي وأختي وزوجتي وأنا مجبور الخاطر، أرجوكم تواصلوا مع التموين وقولوا لها: ارحموا خريج جامعي تاه في بلده بين الواسطة والإعاقة، ارحموا عزيز قوم ذل".
هنا توقف حديث الشاب الذي أخذت يداه تدور بحركات لا إرادية تعبر عن مدى توتره وغضبه من مجتمع لم يرحم ضعفه ولم يراع ظروفه.
كفيف البصر لكنه قرر أن يكون على رأس قائمة المتعلمين فحصل على شهادته العليا من جامعة الأزهر، وعندما لم يتمكن من الحصول على وظيفة ضمن نسبة الـ5% معاقين، لجأ إلى العمل كـ"سريح أنابيب".
المجتمع صغير، معاق القوانين والأحلام، والأمنيات بحجم السماء، والرغبة في الحياة حق للجميع، لذا قرر أن ينصرف عن الميري معتمدًا على نفسه من أجل صنع أسرة تحيا حياة كريمة تضم زوجة وصغارًا حتى تحقق الحلم وتزوج الشاب وأنجب 3 بنات، ( فريـال ومنة ورويدا )، فضلًا عن إعالته لأخته المعاقة.
"أنا أيمن أبو الوفا من مركز دشنا أبو مناع بمحافظة قنا، 34 سنة، أهمس في أذن كل مصري، وأصرخ في أذن كل مسئول، صرخة كفيف "مش عايز حسنة من حد، ولا بشحت، أنا عايز أعيش بكرامة، عايز أرجع لأولادي، زهقت من جملة (سيب رقم تليفونك) اللي بيقولها لي كل مسئول، تعبت وعايز حد يسمعني"، حسب قول أيمن.
ويضيف: 5 أنابيب هي كل ما أحتكم عليه من حُطام الدنيا، كنت أذهب بها لمنافذ وزارة التموين لتعبئتها وبيعها بهامش ربح 5 جنيهات، وكنت مكفي بيتي، وفجأة الوزارة منعتني من تعبئة الأنابيب، مطالبة إياي بالحد الأدنى من حصة التعبئة وقالت لي لازم تعبي 60 أنبوبة على الأقل، وسعر الأنبوبة 200 جنيه، اضربي في 60 تصبح الحسبة 12 ألف جنيه، فمن أين يأتي كفيف على باب الله بهذا المبلغ.
ينطلق الشاب الكفيف يوميًا مع السابعة صباحًا ينادي في الناس "أنابيب.. 15 جنيه الأنبوبة.. مين قال هات يا شيخ أيمن"، فوق عربته الكارو التي يستأجرها من بعض الجيران ويصطحب معه أحد الأطفال دليلًا للطريق، ويبدأ في الترويج والمناداة على أنابيبه لجلب الزبائن التي تتعامل معه خصيصًا وتنتظره مطلع كل شهر.
كيف تقوم بتركيب الأنبوبة وفكها وأنت كفيف؟، سؤال طرحناه على أيمن، وكانت إجابته: في الصعيد جرى العرف بأن يتولي الشاري تركيب الأنبوبة بمعرفته، أنا فقط دوري توصيل الأسطوانة لبيته، أما التركيب فليس من مهامي بعكس ما يجري في العاصمة.
"ألم يتم النصب عليك من البعض بسبب كف البصر، وكيف تتعرف على العملات"، حدث بالفعل أن "استعماني" شخص ودفع لي 10 جنيهات عبارة عن خمستين على أنهما 15، ولكنى اكتشفت سوء نيته وعاتبته وأخذت حقي، وأنا أتعرف على العملات من خلال مقاس العملة وحجمها، بمعنى إن فئة العشرين هي الأكبر يليها العشرة يليها الخمسة يليها الجنيه وهكذا أميز بين العملات.
لم تستقبل وزارة التموين رحلة كفاح الكفيف بتقديم التسهيلات الممكنة لمتابعة رسالته في الحياة وإنما وقفت حجر عثرة في طريقه، حيث قال: الوزارة حطمتني وأنا لن أمد يدي للتسول، ولن ألعب على دغدغة مشاعر البعض، ولكني صاحب حق في هذه الدولة ولي حقوق وكل ما أطالب به هو أن أحيا حياة كريمة، وأن أطعم صغاري من عرق جبيني، وأن تتساهل معي الوزارة وأرجع أشتغل من جديد وأعبي الأسطوانات.
"لي شهران وأنا مغترب أجوب القاهرة بحثًا عن لقاء أي إعلامي أو مسئول، أنام في المساجد وحتى الآن لم تفتح أمامي أي نافذة، نفسي أرجع لبناتي وأختي وزوجتي وأنا مجبور الخاطر، أرجوكم تواصلوا مع التموين وقولوا لها: ارحموا خريج جامعي تاه في بلده بين الواسطة والإعاقة، ارحموا عزيز قوم ذل".
هنا توقف حديث الشاب الذي أخذت يداه تدور بحركات لا إرادية تعبر عن مدى توتره وغضبه من مجتمع لم يرحم ضعفه ولم يراع ظروفه.
