الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

هنري كسينجر.. الوجه القبيح

تقارير تكشف أسرار كيسنجر في عيد ميلاده الـ93..

 وزير الخارجية الأسبق،
وزير الخارجية الأسبق، هنرى كيسنجر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مركز كندي يتعجب من إظهار قادة العالم الخضوع لحكمة كيسنجر 
 وثائق استخباراتية تثبت لعبته القذرة في إشعال الحروب والانقلابات بالعالم
مجلة أمريكية تتساءل: هل يمتلك ضميرًا؟

ليس من الغريب أن يقوم دونالد ترامب، المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، بمغازلة الثعلب العجوز، وزير الخارجية الأسبق، هنرى كيسنجر، الذى يُتم عامه الـ٩٣، الشهر المقبل، فكلاهما ينتميان لنفس الحزب، لكن المفارقة أن تحاول هيلارى كلينتون، المرشحة الديمقراطية، تملق الرجل، وتعلن بفخر أنه صديق.
وتعد تلك النقطة الوحيدة التى ربما يتفق عليها كلا المرشحيّن، وهى تقديم طقوس الولاء والاحترام لأكثر شخصيات السياسة الخارجية الأمريكية ترويجًا للحرب على مر العصور، وعليه تتساءل مجلة «نيويورك»، فى تقرير لافت، تحت عنوان: «هل يمتلك كيسنجر ضميرًا؟» حيث لا ينبغى الاستهانة بكيسنجر، كشخصية دولية ذات سحر أسود، كما يوصف، وهو الحائز على جائزة نوبل للسلام، عام ١٩٧٣، لدوره الدبلوماسى الملتوى فى إنهاء حرب فيتنام، رغم أنه دعم الحرب منذ بدايتها وكان يعرف بالنصير القوى لتفجير عيد الميلاد الحقير فى فيتنام الشمالية، وهو الذى وقف مع الرئيس الأمريكى الراحل ريتشارد نيكسون، فى توسيع حرب فيتنام إلى كمبوديا سرًا، ودون علم الكونجرس!.
وتكشف المجلةُ وثائق نشرت حديثًا، تتناول دور كيسنجر فى الحرب القذرة فى الأرجنتين، وخاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى بوينس أيرس، للقاء نظيره الأرجنتينى، ماوريسيو ماكرى، فى مارس الماضى، والتى تزامنت مع ذكرى الانقلاب، الذى دعمته الحكومة الأمريكية، مع الجيش الأرجنتينى اليمينى، الذى استولى على السلطة فى مارس ١٩٧٦، وتم تصفية العديد من اليساريين، راح فيها الآلاف خلال سبعة أعوام.
فى الوقت نفسه؛ كشفت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومى الأمريكى، عن أن هناك خطة لرفع السرية عن الوثائق العسكرية والاستخباراتية والأمنية، التى تتعلق بعلاقة الولايات المتحدة، بتلك الفترة الحالكة من تاريخ الأرجنتين، والتى تتضمن الآلاف من الوثائق.
الغريب أنه عندما تم الكشف عن الجزء الأول والمبدئى لتلك الوثائق، كان كيسنجر أبرز الأسماء الموجودة، والتى كان لها اليد الطولى فى الحرب فى الأرجنتين، تعد تلك الوثائق من أحدث الحلقات التى تكشف حقيقة الرجل، والتى تؤكد كونه رجل الحرب، والمحرض الرئيسى على العديد من الحروب، التى اندلعت فى العديد من الدول، والتى كانت تراها الولايات المتحدة من الأعداء وكانت بسبب توجيهاته، حتى بعد الانقلاب الذى حدث فى الأرجنتين.
أعلن وقتها كيسنجر دعمه بل إنه كان من المحركين لتحويل مساعدات عسكرية وأمنية، وقتها للأرجنتين، وصلت قيمتها إلى ٥٠ مليون دولار، تلتها منحة أخرى بحوالى ٣٠ مليون دولار، بعدها بشهور قليلة، والتى ساعدت وقتها فى اختطاف وتعذيب أكثر من ثلاثين ألف شخص، وإعدام الآلاف، وتم دفن مئات من المشتبه بهم فى مقابر جماعية مجهولة، فى حين تم تجريد الآلاف من ملابسهم وتخديرهم وتحميلهم فى طائرات عسكرية.
وترى المجلةُ، أنه كان لابد أن يُحاكم كيسنجر كمجرم حرب، على الكثير من توجيهاته، وتحريضه للسياسة الأمريكية تجاه الشعوب، ومنها تشيلى وفيتنام وكمبوديا والأرجنتين، وكان لابد أن يُتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم ضد القانون العرفى أو الدولى، بما فى ذلك التآمر لارتكاب جرائم قتل وخطف وتعذيب، خاصة وسط العديد من الأدلة على عدوانية ودموية ووحشية كيسنجر. وإذ تشبهه المجلة بالمرشح الجمهورى العدوانى دونالد ترامب، تشبهه أيضًا بوزير الدفاع الأمريكى الأسبق دونالد رامسفيلد، الذى تسبب فى قتل الملايين حتى الآن، حتى إن جانيس كاربينسكى، الضابط فى سجن أبوغريب، أكدت أنها رأت بأمِ عينيها مذكرة موقعة من رامسفيلد حول استخدام وسائل الاستجواب القاسية ضد المعتقلين العراقيين، فى سجن أبوغريب، والتى تقوم على إجبار المعتقلين بالوقوف لوقت طويل، ومنعهم من النوم، وعدم تقديم وجبات الطعام لهم بشكل منتظم، وإسماعهم موسيقى بصوت صاخب جدًا، لإشعارهم بالانزعاج وعدم الراحة.
وأيضًا هو الذى تسبب فى الجرائم الوحشية، خلال حرب أفغانستان، وحرب العراق، حيث أمر بوضع السجون السرية الأوروبية والاعتقالات السرية، وتأسيس أكبر معتقل بالعالم، وهو معتقل خليج جوانتانامو، وأمر باستخدام جميع أنواع أساليب التعذيب، ومنها الاغتصاب، واستخدام الكلاب، والضرب، والصعق بالكهرباء، والقتل خلال استجواب المعتقلين داخل المعتقل، وحرمان جميع المعتقلين من محاكمة عادلة.
الأمر الذى يؤكد أن الولايات المتحدة تحافظ على أولئك الذين يقومون بالأفعال القذرة، ويوجهون دفتها أمثال كيسنجر ورامسفيلد، وقد وصف الصحفى والكاتب ستيفن تالبوت، كيسنجر بأنه «ممثل جيد، يعرف كيف يذرف دموع التماسيح».
من جهة أخرى؛ يصفه تقرير لمركز جلوبال ريسرش الكندى، ويشبهه بسحر المومس ذات الخبرة، والتى تعرف كيف تصل إلى أهدافها القذرة، وتقوم بالتأثير على مريديها من الرجال، إذ يتعجب التقرير بمزيج من الفزع والخوف والصدمة، حيال ما يقوم به القادة السياسيون، والرأى العام فى جميع أنحاء العالم، لإظهار الخضوع لحكمة كيسنجر وسحره، وأنه رمز للسياسى الأمريكى الخيالى، وأحدثهم ترامب وكلينتون فى محاولاتهما الأخيرة لاستقطابه، وهو المحرض الأول على الحروب والقتل الجماعى والاغتيالات والاختطاف.
ويوضح التقرير كيف أن اثنين من أعضاء جائزة نوبل استقالا، عندما أخذها كيسنجر عام ١٩٧٣، وأبديا اشمئزازهما حيال الاختيار الوقح، فهو المتسبب فى حرب فيتنام من الأساس، أيضًا أبرز التقرير دعمه للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، مع إشارة خاصة إلى الحرب العدوانية على العراق، عام ٢٠٠٣، أيضا كيسنجر يشجع الاعتماد على الأسلحة النووية فى سيناريوهات الحروب الأمريكية المقبلة، كما سبق أن اقترح استخدامها بشكل غير مباشر فى الحرب مع الاتحاد السوفيتى.
وبحسب التقرير؛ فإنه صحيح أن كيسنجر لديه فهم للتاريخ الدبلوماسى الملتوى، وأنه ركب قمة الموجة فيما يتعلق بالانفتاح الدبلوماسى على الصين، عام ١٩٧٢، ومتابعته المثيرة للإعجاب فى التفاوض على ترتيبات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومصر وإسرائيل وسوريا، بعد حرب ١٩٧٣، والتى وضعته وقتها «مجلة تايم» الأمريكية الشهيرة، على غلافها، وهو يرتدى زى سوبرمان.