الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أنا محدش يقدر يتوقعنى يا عم شكشك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصاب عم شكشك عندما اشتهر بهذه الجملة التى كان لها وقع كبير على جمهوره طوال عرض إحدي المسرحيات على مسرح مصر.. وهذا ما يحدث من الحكومة الآن عدم توقعنا لقراراتها المجيدة التى لم تحدث ولن تحدث فى المستقبل على وتيرة «شخشخ جيبك الخير هيجيلى بس مش هيجيلك».. «ومتقولش إيه إدتنا مصر.. قول مصر عايزة إيه مننا بالظبط».
ومن القرارات اللي محدش قدر يتوقعها وإصابتنا بالعته المنغولى مع فتح الفم على مصراعيه مع القيء المستمر وتشنج الأعصاب جاء قرار الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف وهو عدم تحمل الوزارة لنفقات أو فواتير الكهرباء والمياه لبناء المساجد الجديدة! طيب إدينى عقلك سيادة القارئ الكريم وحاول أنت تفهمنا.
سيادة وزير الأوقاف عايز إيه بالظبط مننا أقصد الشعب.. لو واخد على خاطره منا يقولنا.. لو زعلان يعاتبنا..وهنقوله: إحنا آسفين ياريس، أقصد يا سيادة الوزير مختار جمعة، لكن أرجوك ترحمنا من قرارات سيادتك اللي مفيش حد يقدر يتوقعها.
فقرارك السابق بجعل خطبة الجمعة مكتوبة وموحدة، لا نزال نعالج آثاره حتى الآن فلم نصل إلى فتره النقاهة بعد، وهذا ما أثرته فى أحد مقالاتى عن خطر كتابة الخطبة وتوحيدها فى خطبة الجمعة، والتى عارضها الأزهر بشدة، لأنها تقف عائقًا أمام إبداع وابتكار الخطيب والدعاة، وبحث مشاكل المصلين ومناقشة مشاكل المحافظات.
وإذا كان قصد سيادتك توحيد تجديد الخطاب الدينى، فقد خاب من استشار أناسًا ليسوا على وعى بمتطلبات العصر وما يحاك للإسلام من مخاطر وتشويه صورته أمام العالم، لأن ليس هذا المقصود بالتغيير أو التجديد هنا، فالتغيير هنا هو فهم الدين الوسطى المعتدل والحد من الفتاوى والنصوص الدينية التى يتم تفسيرها بالخطأ، والتى تحرض على الإرهاب وتنقية الفقه من الآراء المتطرفة غير المسئولة لبعض الفقهاء، لتفسير بعص النصوص فى القرآن والسنة التى تدعو إلى العنف، ولكن فاجأنا الدكتور مختار جمعة بالزغلول الكبير «أوى اللي محدش قدر يتوقعه أن يتحمل المصلون من جميع طوائف الشعب تكلفة الصلاة فى المساجد الجديدة فى التكييف علشان اللي يحب يدلع نفسه يدفع ٢٠ جنيها، واللي بيصلى تحت المراوح أو فوق رأسه مروحة يدفع ١٠ جنيهات بس مفيش حد قالنا المروحة كام ريشة يا أفندم وأثبتت التجربة يا سادة فى زماننا أن من على رأسه ريشة هيدفع، وليس العكس كما يشاع.
حد يفهمنا هل هذه القرارات مدروسة بمعنى أن المواطن المصرى البسيط الذى يعانى من غلاء الأسعار والمعيشة كيف يتحمل كمان ثمن ذهابه للصلاة فى مساجد الدولة؟ فهى دور للعبادة وهو أساسًا مش قادر يتحمل زيادة أسعار الكهرباء فى بيته واللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع، ولكن للأسف أصبحت الريشة على محدودى الدخل والبسطاء فقط حد يفهمنا أنتم عايزين مننا إيه بالظبط؟ هل أتى الوقت على المصريين على دفع ثمن صلاتهم فى مساجد الدولة؟، عيب اعملوا معروف عيب أنت مش مكسوف، ولا إيه حد يفهمنا، هل وصلت وزارة الأوقاف إلى هذا الفقر وهى تملك مئات الأراضى كالأوقاف التي تقدر بمليارات الجنيهات؟ حد يفهمنا يا أسيادنا هذا القرار مضمونه، عدم أو تجميد بناء مساجد جديدة إلا بهذه الشروط طوال الحياة، ومن هذا يا سيدى الذى يتحمل والقادر على ذلك مع تحمل الشحاتة قصدى التبرعات من المصلين؟ تبرعوا لبناء مسجد بالمياه والكهربا مدى الحياة ومتقولش إيه إدتنا مصر نقول هى مصر عايزة إيه مننا بالظبط.
حد يفهمنا هل هذا ما تريده وزارة الأوقاف؟ أم كان من الأجدى يا سيادة الوزير تقنين بناء المساجد بطريقة منظمة، فلا يسمح ببناء مساجد على بعد أمتار من بعضها البعض للتقليل من النفقات، ولكن لو وجدنا بعض نجوع وقرى مصر لا يوجد بها مسجد واحد وهناك وحدات صحية علاجية تقوم بخدمة الأهالى داخل المسجد لخدمة الأهالى بأسعار مدعمة، هل سنمنع بناءها؟ هل هذا معنى تجديد الخطاب الديني، وفى مثل هذا التوقيت، ارحموا الناس الغلابة يا حكومة، وهل المواطن البسيط الذى يلجأ إلى ربه فى صلاته فى المساجد من الأجدى له أن يصلى فى حجره السفرة منعًا للإحراج، لأن نزوله سوف يكلف الدولة.
طيب بتنادوا برفع الدعم عن المواطنين وممثل وزارة التموين، وزير التموين يسكن فى أحد الفنادق الكبرى جناح سوبر لوكس منذ سنتين وثمن الليلة ٥٩٤ دولارًا كما قال الأستاذ مصطفى بكرى وثمن إقامته سته ملايين جنيه! لا تعليق حد يفهمنا، هل القيادة السياسية راضية على ما يحدث الآن؟.
حد يفهمنا مشروع القرار المقدم من الحكومة، إلى مجلس النواب بفرض رسوم ودمغات على المواطنين فى مجال القضاء فى المحاكم وأقسام الشرطة لتحسين معيشة الضباط والقضاة وزى ما قلت قرارات الحكومة غير متوقعة «أنا محدش يقدر يتوقعني»، ونشكر الحكومة لوضع فئات الشعب أمام بعضه البعض ودفع كل من القضاة وضباط الشرطة فى مواجهة مع الشعب مع احتقان واستفزاز ليس لهم دخل فيه؟، طيب حد يفهمنا مين اللي هيحسن معيشة المواطن البسيط، من يحميه من جباية الحكومة له وفرض رسوم جديدة «البلد بلدنا والدفاتر دفاترنا يا عم الحج»، هل هذه قرارات الحكومة للإصلاح الاقتصادى حكومة الجباية على المواطنين محدودى الدخل؟ لماذا لا نسمع ردود أفعال الرياسة وتوضيح الصورة الكاملة للمجتمع المصرى فى قضايا مستفزة لشعبية الرئيس السيسى، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر.
ما سمعناه أخيرًا على تعاقد مصر على شراء ٤ طائرات فخمة للرئيس من شركة داسو وهى من طراز ٧ إكس قيمتها تتعدى المليار جنيه والخبر نشرته صحيفة فرنسية مشهورة، وما بين النفى والتأكيد ما بين الصحيفة الفرنسية والشركة أين الحقيقة؟ لماذا لم يخبرنا إعلام الرياسة الحقيقة، لعدم تسرب الشائعات المغرضة التى تنال من شعبية الرئيس وتسبب الاحتقان بين المواطنين، لأنه لو صح هذا الخبر (الذى لم يتوقعه أحد زى إخواته هيكون رد الفعل من الناس سيئ جدا، لأن هذا التوقيت الذي يطالبون فيه الشعب بشد الحزام اللي تقطع من كتر الشد والهرى فى عهد مبارك يطول عمره وينصره على مين يعاديه، والناس بتعانى نقوم بالإنفاق بهذه الأموال الضخمة على طائرات الرئاسة، ونحن نطالب برفع الدعم عن الناس المطحونة وبرفع تذكرة المترو وفرض رسوم للصلاة وقانون الخدمة الاجتماعية! هل هذه خطوات للإصلاح الاقتصادى والاقتراض من صندوق النقد الدولى بالمليارات مما يثقل الميزانية التى على كاهل خزانة الدولة للأجيال القادمة؟.
حد يفهمنا هل انعدمت موارد الدولة لكى تلجأ الحكومة إلى فرض الجباية على المواطنين لحل الأزمة الاقتصادية؟ أين أنت يا سيادة الرئيس؟ الناس تتألم ونحن نعلم أن هذا نتاج ٣٠ سنة فسادًا ونهبًا فى موارد الدولة منذ عهد الرئيس الأسبق مبارك، ولكن لا بد من وضع سياسات مختلفة وخطوات للإصلاح الاقتصادى وفتح الباب أمام الكفاءات، لحل هذه الأزمة وليس فرض رسوم جديدة على الشعب.
hend.farahat12@gmail.com