الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"أنجم تشودري".. سفير "داعش" المجاني في بريطانيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل حزمة من الإجراءات تتخذها الحكومة البريطانية لمواجهة انتشار التطرف الديني، يمثُل حاليًا القيادي السلفي الشهير أنجم تشودري أمام محكمة "وستمنستر"، بتهمة الترويج لأفكار تنظيم "داعش" الإرهابي ودعوة المواطنين للانضمام إليه، عبر محاضرات يبثها على موقع يوتيوب.
وُلد أنجم تشودري في 1967 لعائلة من أصل باكستاني، وتزوج من روبانا أختار في 1996 وأنجب منها خمسة أبناء. وبدا تشودري في مراهقته وشبابه فتى غير متزن وغير محدد الهدف، حيث درس الطب أولًا ثم اتجه لدراساة القانون وتخرج من جامعة ساوث هامبتون ليعمل كمحامٍ في القضايا المدني وقضايا حقوق افنسان والتمييز العرقي، حتى أصبح رئيس جمعية المحامين المسلمين في بريطانيا.
ويوضح موقع "بي بي سي عربي" أن تشودري خلال فترة دراسته كان يتعاطى الكحوليات أحيانًا ويعتاد الحفلات الصاخبة، ثم اتجه إلى التدين بصداقته للسوري عمر بكري محمد فستق، الذي أصبح داعيًا إسلاميًا فيما بعد، وانشق عن جماعة "حزب التحرير" ليؤسس مع تشودري منظمة "المهاجرون الإسلامية في 2005.
وأطلقت "المهاجرون" عدة تظاهرات معادية للغرب في بريطانيا، وأصبح تشودري متحدثًا رسميًا بلسانها بعد فرار فستق من بريطانيا، عقب تفجيرات لندن في يوليو 2005. ثم تم حل المنظمة لينشئ تشودري منظمة تالية لها هي "أهل السنة والجماعة" ويتم حظرها قانويًا، وينتهي الأمر بجماعة "الإسلام لبريطانيا" السلفية التي أصبح تشودري متحدثًا رسميًا باسمها، وتم حظرها أيضًا في 14 يناير 2010.
وبشكل عام كان تشودري مؤيدًا للحركات الإرهابية الدولية، حيث أشاد بهجمات تنظيم القاعدة في 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، وحمّل الحكومة البريطانية مسئولية سلسلة العمليات الانتحارية التي استهدفت المواطنين في العاصمة لندن، في 2005. وصرّح تشودري بأن بريطانيا "ستصبح دولة إسلامية بحلول عام 2010"، ثم غيّر توقعه المفترض فيما بعد إلى أنها ستصبح إسلامية في 2050.
ومع ظهور تنظيم داعش في يونيو 2014، وازدياد حضوره بشكل قوي على الساحة الدولية، اضطر تشودري إلى إعلام موقفه من التنظيم الخلافة الإسلامية المزعومة تحت ضغط مساعديه، فاكتفى بالدعاء للخليفة المزعوم بالتوفيق عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر. ثم تطور دعمه للتنظيم إلى تخصيص محاضرات طويلة يقنع فيها جمهوره بأن التنظيم "يلبي المعايير التاريخية والمنتظرة منذ فترة طويلة لقيام الدولة الإسلامية".
وأشاد تشودري بالهجوم الإرهابي على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، معتبرًا أن "الهجوم له ما يبرره من النواحي الشرعية، ومن شأنه أن يعلِم الناس كيف أن المسلمين يحبون نبيهم". ليصبح تشودري، بشهرته وحبه للظهور الإعلامي، قطبًا دعويًا يخدم "داعش" دون الانضمام إلى التنظيم فعليًا.
وبالفعل تأثر أنصاره بتلك الأفكار وسافر بعضهم لقتال ضمن صفوف التنظيم الإرهابي، ومنهم "سيدارثا" دار المكني بـ "أبي رميسة"، الذي فر من الشرطة البريطانية ليسافر إلى سوريا مصطحبًا ولده الرضيع. وعلى إثر ذلك التحول واجه تشودري، مع رفيقه محمد ميزا نور الرحمن، تهمة دعم داعش عبر سلسلة خطب نشرها على موقع يوتيوب.
فيما اعترض تشودري على الاتهامات الموجهة إليه بدعم الإسلام المتشدد، وفقًا للمادة 12 ما قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000، قائلًا: "ليس هناك إسلام متشدد أو غير متشدد، إذا التزم المرء بالإسلام فعليه أن يتبع القرآن وسنة النبي محمد، ولن تجد شيئًا مما أقوله إلا ويستند إلى التعاليم الإسلامية".