الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بطل وهمي في صحف كاذبة.. لماذا تحتفي إيطاليا بالطفل أحمد محمود كل هذا الاحتفاء؟.. مصادر: الفتى المزعوم ليس له وجود في كفر الشيخ أو البحيرة ولم يتقدم شقيقه للعلاج من السرطان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القصة المروية تقول إن هناك فتى مصريًا في الثالثة عشرة عبر وحده المتوسط في زورق مطاطى ينقل مهاجرين، بحثًا عن طبيب قادر على إنقاذ شقيقه المريض في مصر.
وفق ما هو منشور في صحف إيطالية فإن الفتى - الذي لم يكن يحمل سوى شهادة طبية عن المرض الخطير الذي ألم بشقيقه الأصغر - توسل لدى السلطات الإيطالية لتساعده.
بعد يومين على نشر قصة «بطل لامبيدوزا الصغير» ذكرت صحف إيطالية أن مستشفى كاريجى في فلورنسا (توسكانا) عرض استقبال شقيقه ومعالجته.
وبحسب صحيفة «كورييريه ديلا سيرا» الإيطالية، فإن قصة هذا الفتى المهاجر أثرت في رئيس بلدية فلورنسا السابق رئيس الوزراء الحالي، ماتيو رينزي، الذي طلب من السلطات المختصة مساعدة الفتى عبر إقامة جسر جوى لنقل المريض وأسرته إلى إيطاليا في حين ستتولى هيئة خاصة بالمهاجرين القاصرين غير المرافقين استقبال «أحمد» قرب فلورنسا.
لنصل إلى ما هو غير مرو من القصة.
البطل المزعوم اسمه «أحمد محمود»، لا يعرف ما إذا كان من البحيرة أم كفر الشيخ.
«بندور على إبرة في كوم قش» هكذا تحدث أحد القيادات الأمنية بمحافظة كفر الشيخ عند سؤاله من الطفل وأسرته، مضيفًا: «بقالنا ٢٤ ساعة بندور عن مكان أسرة الطفل الذي قيل إنه من كفر الشيخ ولم يستدل على عنوانه وأسرته».
وقال الدكتور عمرو النحاس، وكيل مديرية الصحة بكفر الشيخ، إن مستشفيات المحافظة لم تسجل أي حالة باسم «فريد محمود»، شقيق الطفل الذي قيل إنه وصل لإيطاليا، وتحدث عن مرض أخيه بنقص الصفائح الدموية، مضيفًا أنه يناشد أي شخص يعرف أسرة الطفل بإبلاغ المديرية لعلاجه.
من جانبه، أكد المهندس على عبدالستار، رئيس مدينة مطوبس، إنه تم البحث عن أسرة الطفل الذي قيل إنه من مركز مطوبس ولم يتم الاستدلال على أي عنوان لأسرته.
وأشار المهندس محمد أبوغنيمة، رئيس مركز ومدينة فوه، إنه بحث في الأمر وتوصل لاسم شبيه للطفل وشقيقه «فريد»، وبالفعل وجد شخص يدعى «فريد» وله شقيق يدعى «أحمد»، ولكن تبين من الاستدلال أن «أحمد» يعمل بالسعودية ويبلغ من العمر ٢٥ سنة، بينما يعمل شقيقه «فريد»، ٢٣ سنة، بالإسكندرية ولا يعانى من أي ظروف صحية كما قالت أسرته التي تقطن بعزبة الصاوى التابعة للمركز.
وأكد أحمد نصار، نقيب صيادى كفر الشيخ، أنه لا توجد أي بيانات تدل على أن هذا الطفل من كفر الشيخ، حيث تم الاتصال بمشايخ الصيادين في كل المناطق ولم يتم الاستعلام عنه.
فيما قال مصطفى القصيف، مدير مركز وطن لحقوق الإنسان، إن السلطات الإيطالية استغلت هذه الحادثة استغلالًا جيدًا من الناحية الإنسانية، لكى تقدم نموذجًا يقارن بين ما حدث لمواطنها «ريجيني» في القاهرة، متسائلًا: «كيف وصل الطفل أحمد لإيطاليا عبر مركب صيد وحيد دون توجيه وتحديد بوصلة ومعرفة بخريطة البحر، متحملًا الأخطار والأهوال في عرض البحر المتوسط؟!، وحتى لو وصل مع فوج من أفواج الهجرة غير الشرعية، فإنه على أقل تقدير سيدفع مبلغًا يتراوح ما بين ٢٠ ألفًا إلى ٣٠ ألف جنيه».
ومن محافظة البحيرة، أكد رمضان عبده، شيخ صيادى رشيد، أنه ليس من المعقول أن يسافر طفل في عمر الـ١٣ بمفرده مستخدمًا مركب صغيرًا في ظل تأمين جميع الدول للمياه الإقليمية التابعة لها عن طريق حرس الحدود والقوات البحرية. من جانبه، قال أحمد السمري، رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين برشيد، إن الطفل «أحمد» ليس من أبناء مدينة رشيد كما يزعم البعض، مضيفا: «تواصلت مع جميع الصيادين والزملاء المحامين بالقرى الساحلية برشيد لمعرفة حقيقة الطفل»، واصفًا تلك الواقعة بأنها مشهد جديد من الحرب والمؤامرة على مصر من الغرب في إطار الحرب النفسية ضد الدولة المصرية.