الإرهاب لا يستطيع تغيير نظام أو يبني دولة، والمؤسسات الدينية "الأزهر والكنيسة" فاشلة لعجزها عن تطوير الخطاب الديني ومواجهة الأفكار المتطرفة لحماية الشباب، وأن وضع الديمقراطية في البلاد العربية هو وضع من يتطلعون إليه ولا يحققون تطلعاتهم، وأن الرغبة موجودة لتحقيق ذلك وهو العنوان الأكبر لثورات الربيع العربي، ولكن اختطفت الثورات تارة من الجماعات الإسلامية وتارة أخرى بواسطة الانتهازيين من الأنظمة القديمة، هذا ما أكده الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، في حواره لـ"البوابة نيوز"، وإلى نص الحوار..
* في البداية.. كيف ترى ظاهرة انتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة؟
- الإرهاب ظاهرة متنامية انتقلت عبر الحدود وأصبحت ظاهرة عالمية؛ وبالتالي نتوقع أن يضرب الإرهاب أي مكان حول العالم، وتعد ظاهرة الإرهاب ظاهرة مريضة، وأن أكثر الضحايا عادة يكونون من المدنيين والأبرياء، ولك أن تعلم أن العمل الإرهابي لا يستطيع تغيير نظام أو يبني دولته، الإرهاب سلوك عبثي وفي البداية والنهاية على الجميع محاصرته والقضاء عليه، وعلى الأنظمة الديمقراطية والوطنية التي تتمتع بتأييد حقيقي من شعوبها أن تتضامن وتتضافر جهودها لمحاصرة تلك الظاهرة.
* هناك اتهامات ضد بعض الدول بتأييدها ودعمها للإرهاب منها على سبيل المثال "أمريكا وقطر وتركيا".. ما تعليقك؟
- لا يمكن توجيه الاتهام لأي دولة إلا إذا كان هناك دليل ناتج عن تحقيق ومحاكمة.
* ولكن روسيا كانت قد نشرت أدلة تثبت تعاون الجانب التركي مع منظمات "داعش" في سوريا؟
- ما أعلنته روسيا سابقًا ليس دليلا قاطعًا، حيث إن الدليل لا بد أن يكون نتيجة تحقيقات تأخذ بالمنهج العلمي في إثبات أي ادعاء، إنما الإدعاءات المرسلة لا تفيد، ولكن إذا كان هناك ادعاء عليه أدلة قابل للمصداقية.
* من يتحمل انتشار الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط؟
- علينا أولًا أن ننظر من هم الإرهابيون.. فلو نظرنا إليهم سوف نجدهم جميعًا من الشباب ولا تجد إرهابيًا شيخًا كبيرًا، وعلينا أن نسأل أنفسنا سؤالا آخر.. لماذا يتحول الشباب إلى إرهابيين؟ سنجد الإجابة لأن الشباب يشعر بحالة من الإحباط والعزلة، ولاحتواء ظاهرة الإرهاب لا بد من إدماج الشباب في العمل العام بحيث يشعر بأنه شريك وليس طريدًا أو محرومًا، ثانيًا: الإرهاب يبدأ كفكرة في عقول البشر، ولكي نحارب الإرهاب لا بد أن تذهب إلى عقول البشر لتحصنها من هذه الأفكار المتطرفة.
* هل المؤسسات الدينية "الأزهر والكنيسة" هي المسئولة عن مواجهة الأفكار المتطرفة؟
- المؤسسات الدينية "الأزهر والكنيسة" فاشلة، لأنها لا تجدد الفكر الديني ولا تستطيع أن تحتوي ظاهرة الإرهاب.
* كيف ترى وضع الديمقراطية في الدول العربية مقارنة بأوروبا؟
وضع الديمقراطية في البلاد العربية هو وضع من يتطلعون إليها ولا يتحققون أو يحققون تطلعاتهم منها، فالرغبة موجودة وكان هذا هو العنوان الأكبر لثورات الربيع العربي ولكن اختطفت هذه الثورات تارة من الجماعات الإسلامية وتارة أخرى بواسطة انتهازيين من الأنظمة القديمة، وأوروبا تحترم حقوق الإنسان على الأقل تحترم مواطنيها، ونحن نتحدث بأن هناك ازدواجية في المعايير بيننا وبينهم لكي نرضي غرورنا.
* كيف تتابع المفاوضات الحالية بين الحكومة وصندوق النقد الدولي؟
- هي مفاوضات موسمية وعادة تنتهي إلى حل معقول لأنه ما دام الاقتصاد المصري معتل سنظل تحت شروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وحينما يتعافى الاقتصاد المصري ويكون الإنتاج أكبر من الاستهلاك في هذه الحالة لن نحتاج إلى مساعدة أحد.
