الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التبشير بالإلحاد على الفيس والفضائيات.. مليونا "عضو" في جماعة الشرالجديدة.. سيد القمني ويوسف زيدان أشهرهم.. جمعة: إرهاب فكري.. والأزهر: يصطادون في الماء "العكر"ويروجون لفكر مدمر

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الخطر قادم من هنا، من الفيس، وأحيانا كثيرة من الفضائيات، الاثنان صارا "أرضًا" خصبة لرعاية الملحدين الجدد، شعارهم:" تجاوز حتى تشتهر"، أفكار جديدة وغريبة ظهرت فجاة وبكثافة على الساحة، ظاهرها التجديد وباطنها التفكيك والانهيار، والمزيد من حرائق الفتنة، روادها بالعشرات، بعضهم مشاهير وأكثرهم نكرة يسعون للشهرة عبر بوابة الإلحاد والزندقة، إسلام البحيري، ويوسف زيدان، وسيد القمني أشهرهم، لكن الخطر، بحسب دراسات أن أعدادهم في تزايد وماكينات الحادهم تتسارع، في المقابل سكوت مميت من جانب الأزهر، ودهشة من جبهة العلماء دون انتباه لخطر التبشير الجديد. 

" التقديرات تشير إلى أن هناك ما يقرب من 10 آلاف شخص ملحد في مصر، وبعض الإحصائيات تقول: إن عددهم تجاوز الـ 300 ألف، بينما دراسة أمريكية زعمت أن عددهم في مصر يصل إلى قرابة 2 مليون ملحد.
واقع الأمر، أنه على مر التاريخ المصري الحديث لم يرصد "المؤرخون" ولا حتى الفقهاء أي ظهور للإلحاد بين المصريين قبل غسطس 1937 إلا عندما أطل د. "إسماعيل أدهم" برأسه وأفكاره من خلال كتاب بعنوان:" لماذا أنا ملحد "، وكانت ثقافة الرجل ثمرة الفكر الماركسي، حيث درس وعاش في الاتحاد السوفيتي، وظهرت ردود إسلامية راقية عليه وقتها، ولم يكفرونه ولم يهدرون دمه وانتهت القضية برمتها، في مساء الثلاثاء 23 يوليو 1940 حيث اكتشفت جثته طافية بالقرب من شاطئ جليم بالإسكندرية، وقد أثبتت التحقيقات أنه مات منتحرا، وأنه خط رسالة ووضعها في جيبه قبل انتحاره جاء فيها "أنه قتل نفسه بالغرق يأسا من الدنيا وزهدا في العيش فيها، وأوصى بأن يحرق جسده ويشرح رأسه"، وقد دفن في مقابر المسلمين، ولم يلتفت أحد إلى وصيته.
ويستمر الإلحاد مدفونا كالنار تحت الرماد طيلة عقود، حتى يجد الفرصة سانحة ليظهر خلال السنوات الأربع الماضية، وخاصة فيما بعد ثورة يناير 2011، حيث ظهرت آراء إلحادية تجترئ على الدين، وتسخر منه من خلال المواقع الإلكترونية مثل "الملحدين المصريين" و"ملحدون بلا حدود" و"جماعة الإخوان الملحدون" و"مجموعة اللادينيين" و"ملحدون ضد الأديان"، كما ظهرت مواقع شخصية للملحدين، جميعها بأسماء مستعارة فظهر "ملحد وأفتخر" و"ملحد مصري"، و"أنا ملحد"، بل وهناك قنوات مخصصة لنشر الإلحاد على موقع الفيديوهات الأشهر يوتيوب تحمل اسم " Mind TV" أو "تليفزيون العقل" وهي قناة الإنترنت بدأت البث يومًيا في مارس 2015، وتقدم حاليًا سبعة برامج مكرسة في الغالب لانتقاد أسس الإسلام والمسيحية".
ورغم إدراك المؤسسات الدينية بشقيها الإسلامي ممثلا في الأزهر الشريف، والمسيحي ممثلا في الكنيسة بخطورة تلك الموجة الجديدة وتأثيرها وانتشارها الملحوظ إلا أن هناك تناقضا في الموقف الرسمي للأزهر، هناك مثلا تصريحات لـلد. "عباس شومان" وكيل الأزهر ينفي وجود الإلحاد بشكل يدعو للقلق، بينما شيخ الأزهر نفسه د. "أحمد الطيب" دعا بشكل علني إلى مواجهته بالحوار والمناصحة والجدال اللين، وقد حث رجال الأزهر والدعوة للقيام بدورهم في هذا الصدد، كما نظم مجلس كنائس مصر مؤتمرًا للشباب من 23 و25 أكتوبر 2014 لمناقشة الإلحاد، بمشاركة 100 شاب وفتاة مقسمين على 20 كنيسة من خمس كنائس مصرية مؤسسة لمجلس كنائس مصر، وبمشاركة عدد من قادة الكنائس.

وما يدعو للدهشة، أنه لا توجد دراسة رسمية مصرية عن عدد الملحدين حتى الآن؛ لكن هناك دراسة أمريكية صادرة عن مؤسسة "بورسن مارستلير" بنيويورك، ادعت أن عدد الملحدين في مصر وصل إلى 3% من عدد السكان، أي أكثر من مليوني ملحد، وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة إيسترن ميتشيغان الأمريكية، وذلك بعد الحراك الشعبي الأخير الذي أعقب ثورة 25 يناير 2011..
ووفقًا لاستطلاع معهد جالوب، وبعد أن كانت مصر تتصدر الدول الأكثر تدينًا في العالم في العام 2009، بنسبة 100% صارت الآن في مقدمة دول الشرق الأوسط الأكثر إلحادًا، مشيرًا إلى أن أكبر محافظات مصر من حيث عدد الملحدين هي القاهرة، تليها الإسكندرية، وهناك بؤرة إلحادية في الإسماعيلية وأخرى في الشرقية، أما محافظات الصعيد فخالية تماما من الإلحاد. 
ومن جانبه أعلن مفتي الديار المصرية السابق د. "على جمعة"، أن الأزهر أجرى دراسة على ستة آلاف شاب، ووجد أن نسبة الملحدين بينهم بلغت 12.3%، مؤكدًا أن تقصير الأزهر من أسباب إلحادهم، وأن هناك 56 سببًا لإلحاد الشباب المصري، والعهدة في تلك النسبة منسوبة إلى المفتي السابق، في حين أن مستشار المفتي د. "إبراهيم نجم" كان قد صرح بأن مركز "ريد سي" التابع لمعهد "جلوبال" قد وضع مؤشرًا للإلحاد في كل دول العالم، وقال: إن مصر بها 866 ملحدًا، ورغم أن الرقم ليس كبيرًا إلا أنه الأعلى في الدول العربية فليبيا ليس بها سوى 34 ملحدًا، أما السودان ففيها 70 ملحدا فقط، واليمن فيها 32 ملحدًا، وفي تونس 320 ملحدا وفي سوريا 56 ملحدا وفي العراق 242 ملحدا وفي السعودية 178 ملحدا وفي الأردن 170 ملحدا وفي المغرب 325 ملحدا.
لكن ما الدافع من الإلحاد، وهل هو عارض مثله مثل أي مرض لعين ؟ ويرد الدكتور "سمير عبد الفتاح"، أستاذ علم النفس بجامعة " ويقول: إن العامل النفسي له تأثير كبير على شخصية أي إنسان في تشكيل معتقده وتغييره إلى معتقد آخر، ووفقا لقدرته على التحمل للضغوط المحيطة به، منوها إلى أن الإلحاد رغم كونه قضية دينية إلا أن أحد أسبابه مرور الملحد بضغوط نفسية هائلة ناتجة عن أزمة اقتصادية، أو عاطفية أو نفسية، أو ربما سياسية بشعور الشباب بغياب دورهم في المجتمع، وعدم المشاركة الفعالة في الأحزاب وغيرها من مؤسسات العمل السياسي المشروع، وتابع أن المجتمع المصري معروف عنه أنه من أكثر المجتمعات تدينا سواء مسلمين أو مسيحيين، بل والأكثر استقرارا في الجانب العقائدي.
ونصح "عبد الفتاح"، الشباب بعدم الانسياق وراء الدعوات البراقة التي تدعو إلى الإلحاد بحجة التخفيف والتحرر من قيود الأديان السماوية، ويجب الإنصات إلى الآراء المعتدلة لعلماء الدين، مطالبا جميع مؤسسات المجتمع بالعمل في اتجاه واحد يصب في النهاية بتحقيق التوازن لشخصية الشباب بعيدا عن الانحراف الفكري والعقائدي، من خلال برامج علاج نفسي للملحدين وبرامج التوعية والتثقيف الديني بلغة وسطية مفهومة بعيدا عن التنفير والغلظة والتشدد.

و رأى د. "محمود مهنى"، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الإلحاد قضية ليست بالجديدة، ومعروف من يقف وراءها ممن يريدون الشر بنا سواء من أصحاب بعض الديانات الأخرى كاليهود دائمي التشكيك في الإسلام أو بعض الدول الغربية التي تكيد وتدبر لسقوطنا..
واستنكر "مهنى" اتخاذ بعض رموز المجتمع من الكتاب المثقفين منابر إعلامية لنشر أفكارهم ومعتقداتهم التي تنافي قيم ومعتقدات المجتمع، وهؤلاء يجب مواجهتهم فهم ينفذون أجندات خارجية ويقبضون ثمنها، مثل يوسف زيدان وسيد القمني وغيرهم، نافيا وجود أي تقصير من جانب المؤسسة الدينية في مصر خاصة الأزهر والأوقاف، لأن قضية الإلحاد وانتشاره، إنما منبعه من البيت والأسرة، مشددا على ضرورة تنشئة الأطفال على الدين الوسطي غير المتشدد الذي تدعو له بعض الجماعات مثل السلفية وغيرها.