الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"البوابة" تشارك أسرة قبطية احتفالها بـ"صوم العذراء" في "درنكة"

«مارية»: آلاف المسيحيين حول العالم يتوافدون لزيارة الدير

درنكة
درنكة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع قرب انتهاء احتفالات الأقباط بقرية درنكة في محافظة أسيوط بصوم السيدة «العذراء»، حرصت عشرات الألوف من الأسر و«الكنائس»، على اصطحاب أبنائها في رحلاتهم لدير القرية، ابتهاجا بهذه المناسبة، التي تعتبر واحدة من أهم المناسبات للتبرك بالمقدسات والمزارات الدينية، وخاصة مزار الأنبا ميخائيل، «مطران أسيوط الأسبق»، الذي أوصى قبل وفاته بدفنه بدير درنكة. 
«البوابة» التقت أسرة قبطية بالدير، تتكون من «أم أبانوب و٣ بنات وولد» مقيمين بقرية الدير الجبراوى، على بعد ٣٠ كيلو مترا، من دير درنكة و٢٠ كيلومترا من محافظة أسيوط، الذين أكدوا تجولهم بين أروقة ومعالم الدير.
وعن كيفية وصولهم لمكان الدير قالت «بوسى شاكر»، طالبة بكلية الخدمة الاجتماعية بأسيوط، والابنة الوسطى لـ «أم أبانوب»: إن سائقى «الميكروباص والتاكسيات والأتوبيسات» المسلمين والأقباط، يسخرون سياراتهم لخدمة الأقباط، لتسهيل انتقالهم لمكان الدير، مضيفة أن أجرة الانتقال من أبنوب لـ «مكان الدير بدرنكة» تبلغ ٨ جنيهات للراكب.
وأبدت «بوسي» سعادتها بصوم السيدة العذراء، وزيارة الدير خلال الاحتفال للتبرك بغرفة إقامة «السيدة العذراء» و«مزار الأنبا ميخائيل».
وتوقفت أسرة «مارية صدقى بقطر» وشهرتها «أم أبانوب»، وتعمل أمينة للمرأة بكنيسة الدير الجبراوى بأسيوط، خلال زيارتها للدير، في مكان مغلق بباب حديدى ومضاء ببعض الأضواء الخافتة، في أحد أركان مغارة السيدة العذراء، وبالسؤال عن المكان أكدت أن آباء الأبراشية والدير، أكدوا أنه مكان إقامة «العائلة المقدسة في المغارة» عندما سكنت في هذا الدير، ولذلك فهم يتبركون بالمكان وبعض روحانياته، حيث جاء قدوم العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط في شهر أغسطس من كل عام، وهو الذي يحل فيه صوم العذراء، ولهذا يقيم الدير احتفالاته الدينية سنويا ابتداء من ٧ أغسطس حتى ٢١ من نفس الشهر كل عام.
وعن أهمية زيارة الدير للأقباط، قالت «أم أبانوب»: إن أهميته في نفوس الأقباط تجعل عشرات الألوف من أبناء مصر والعالم المسيحى «الأرثوذكس» يقطعون أعمالهم بالخارج للقدوم لمصر لزيارته، والاحتفال به مع أسرهم بتلك المناسبة دون غيرها، من المناسبات الأخرى.
وخلال الرحلة طلب الابن الأصغر للأسرة، «أبانوب شاكر»، والبنت الكبرى «صافى» زيارة «قبر الأنبا ميخائيل» وهو المكان الذي دفن فيه مطران أسيوط السابق، وهو أحد أهم الشخصيات القبطية، حيث ظل لأكثر من ٦٨ عاما أسقفا، حتى أطلق عليه شيخ المطارنة، وله العديد من المواقف الوطنية التي تشهد بحنكته وحكمته، وأوصى قبل موته بدفنه بدير السيدة العذراء، حيث يتبرك به قرابة مليون من الزوار بمكان دفنه وأصبح واحدا من المزارات المهمة.
جدير بالذكر، أن مغارة دير درنكة، التي حلت بها السيدة العذراء، تقع على ارتفاع ١٠٠ متر من سطح الأرض الزراعية، ويبعد عن مدينة أسيوط «١٠ كيلومترات» ويعتبر هذا الدير من المعالم السياحية، حيث يقصده آلاف الزوار من أجانب ومصريين على مدى العام ليتعرفوا على المكان الذي انتهت إليه مسيرة العائلة المقدسة ومنه بدأت رحلة العودة مرة أخرى. 
ويعتبر هذا الدير الأهم على مستوى الأديرة، ومنذ فجر المسيحية توارث النصارى الإقامة به، وعقب بدء الرهبانية في القرن الرابع المسيحى، أقيم بهذه المنطقة أديرة كثيرة للرهبان والراهبات، ومن أقدم الكنائس بدير درنكة نجد «كنيسة المغارة» ويبلغ طول واجهتها ١٦٠ مترا، وعمقها ٦٠ مترا، وهى أنشئت منذ نهاية القرن الأول المسيحى، ومغارة الدير ترجع إلى العصر الفرعونى منذ ٢٥٠٠ عام قبل الميلاد، وبالدير عدد من الأبنية يصل بعضها إلى ٥ أدوار وبها قاعات كبيرة للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية وحجرات للضيافة والإقامة.