الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الروائي مصطفى عبيد في حوار لـ"البوابة نيوز": كلنا بصاصون بشكل أو بآخر.. البحث عن مخدر سبب رئيسي في رواج الرواية بين الشباب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجح الكاتب الروائي مصطفى عبيد، في أن يضع قدمه في عالم الكبار في عالم الرواية بعد النجاح اللافت الذي حققه روايته الأخيرة "البصاص"، والتي نفدت الطبعة الأولى منها مؤخرًا وتستعد دار الرواق للنشر لإصدار الطبعة الثانية خلال الفترة المقبلة.


وأكد عبيد أن فكرة التجسس أو الفضول لدى الناس لم تعد قاصرة على ما تفعله الدولة أو السلطة من تجسس على الأفراد منذ القدم وحتى الآن فقط، بل هي فكرة صارت أوسع وأشمل وأعم لأن الناس صاروا يتجسسون على بعضهم دون تكليف من أحد وباتوا يتجسسون حتى على أنفسهم بشكل مجاني وأصبحت سمة من سمات المجتمع المصري، وبالتالي فإنني أعتقد أن كلنا بصاصون بشكل أو بآخر.
وأضاف عبيد: هذا بالضبط ما حدث مع بطل روايتي الأخيرة "البصاص"، حيث كان يمارس التجسس على كل من حوله دون أن يرى في هذا الأمر أي غضاضة أو مشكلة أو حتى دون أن يشعر بأنه يتجسس وأنا في الرواية أتجاوز التجسس بمفهومه السياسي إلى ما هو أعمق وأشمل من ذلك لأني لا أدين ولا أؤيد ذلك وإنما أعرض المشكلة فقط.

وحول شغفه بالجبرتي طوال أحداث الرواية قال عبيد: إنني من عشاق الجبرتي لأنه وكما وصفه الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور كان المندهش الأول الذي نجح في تسجيل دهشته من التحام الحضارة الأوروبية المتقدمة التي تمثل المدنية مع مصر باعتبارها دولة متخلفة عانت من الاحتلال آلاف السنين، وذلك إبان قدوم الحملة الفرنسية على مصر حيث رأي الجبرتي عددًا من المشاهد التي أبدى دهشته بشأنها مثل قتل سليمان الحلبي لقائد الحملة الفرنسية كليبر، حيث قام الفرنسيون بعمل محاكمة وسماع أقواله وتعيين محامٍ له وكانت دهشة الجبرتي من هذا الأمر تأتي من أن الغرب الكافر كما كانوا يطلقون عليه يمنح المتهم حقه في الدفاع عن نفسه بينما حكام المسلمون يقتلون خصومهم لمجرد الريبة فيهم.
مضيفًا: الجبرتي لم يكن طالب مال أو سلطة أو حكم وإنما طالب علم حتى أنه ضيع ثروته على اهتماماته، كما أنه كان موضوعيًا لدرجة أنه أنصف عدوه، ولم أقصد خلال أحداث الرواية كشف فساد قسم التاريخ بجامعة القاهرة، وإنما أخذت هذا القسم كمثال فقط، ولم أرد أن أقول ذلك من الأساس لأن والدي كان أستاذًا جامعيًا وإنما فقط أعيد قراءة المشهد ككل حتى في التعليم وفي الجامعات التي تغير الوضع فيها بعد الثورة ولم يصل إلى الدرجة المرجوة منه، ولكنه الآن أفضل بكثير، فلا يوجد حرس جامعي.
أما عن تحويل الرواية إلى عمل درامي فقال عبيد: لم أضع هذا الأمر في مخيلتي على الإطلاق وأنا أكتب الرواية لأنه كان سيؤثر على العمل الأدبي وأعتقد أن كاتب سيناريو العمل الدرامي يجب أن يكون مختلفًا عن كاتب الرواية لأنه أمر صعب عليه، وحول وثيقة العسس التي جاءت بالرواية أكد عبيد أنها من قبيل خياله ولكنه استخدم فيها جميع مفردات عصر الجبرتي وأسلوبه من استخدام السجع والاستدلال بالقرآن الكريم.
وحول تناوله لبعض أحداث التاريخ بشكل مغاير لما هو سائد لدى الناس قال عبيد: لقد كان هذا الأمر أحد أهم دوافعي لكتابة الرواية بعد أن أصبح بعض الحكام بمثابة الرموز التي لا يجوز الاقتراب منها رغم أنها اقترفت أمورا تدخل في إطار الاستبداد وسوء الأخلاق وعلى سبيل المثال نجد صلاح الدين الأيوبي يقترف الكثير من المذابح المروعة لا لشيء إلا لتحويل مصر من المذهب الشيعي المذهب السني رغم أن الاختلاف الوحيد بين المذهبين لم يكن إلا خطبة الجمعة ورغم أن وزيره كان بهي الدين قراقوش مضرب الظلم عند المصريين إلا أن الناس تتباهى بعدل صلاح الدين الأيوبي.

وأضاف عبيد: كذلك الحال مع محمد علي باشا الذي كان يتصف بصفات لا تليق بحاكم لمصر ولك أن تتخيل أن شخصًا يمنحك الأمان أمام الناس ثم يقتلك أو يعزمك على الغداء ثم يقتلك غدرًا، وإذا كنا نتحدث عما أحدثه من نهضة فإنني أعتقد أنها كانت ستحدث بشكل طبيعي سواء كان بمحمد علي أو غيره بفعل الصدمة الحضارية التي تعرضت لها مصر بعد الحملة الفرنسية، وفي الحقيقة فإنني لا يمكن أن أتخيل أن حضارة ما يمكن أن تقوم على الدماء وعلى القتل والاستبداد، وإذا نظرنا إلى مصطفى كامل الذي يعتبره البعض مناضلاً تاريخيًا فقد كان جل اهتمامه هو إعادة مصر كولاية عثمانية وكان يسب المصريين بألفاظ قاسية جدًا، فكيف إذن يمكن أن نعتبره مناضلاً رغم أنه لم يقدم أي شيء للقضية المصرية؟
وحول رأيه في شباب الكتاب قال عبيد: هناك تفقد إبداعي كثيف وإقبال كبير جدًا لكتابة الروايات وظني أن هذا الأمر يعود لأن الشباب يبحث عن مخدر والجيل الجديد يرى الصورة قاتمة جدًا ومليئة بالإزعاج سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السلوكي ولذا فالناس تفر إلى الخيال والأدب وهو أمر شجع دور النشر إلى تبني الكثير من الروايات وقد اختلف تكنيك كتابة الروايات ورأينا الكثير من التقنيات الجديدة مثل تعدد الرواة أو الاستعانة بالشيطان وعالم الجن وغيره من العوالم الجديدة على عالم الرواية، وهناك الكثير من الأسماء الصاعدة في مجال الرواية سيكون لهم شأن كبير الفترة الماضية.