الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

شاعر الترانيم كمال سمير في حواره لـ"البوابة": البابا شنودة أنقذني من "الحرمان" وساند كورال "ثيؤطيوكوس"

كورال ثيؤطيوكوس
كورال ثيؤطيوكوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدار ٢٩ عاما قدم «كورال ثيؤطيوكوس –والدة الإله» بكنيسة العذراء مهمشة الشرابية عددا متميزا من ألبومات الترانيم التى -بالمصطلح الفنى «كسرت الدنيا»- أصبحت ترانيم مثل «صرخة إيمان»، و«يا كنيسة الإله»، و«فوق الصليب» نغمات سارية فى كل بيت قبطى، ويحتفل الكورال المرتبط باسم ولقب العذراء مريم هذه الأيام بذكرى تأسيسه برعاية وحضور الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد والمسئول عن لجنة المصنفات الفنية بالكنيسة القبطية، «البوابة» التقت بالشاعر كمال سمير يعقوب مؤسس الكورال ليحدثنا عن فكرة الكورال وخطوات صعودها، إلى نص الحوار.
■ كيف جاءتك فكرة الكورال ومن عاونك فى تقديمها؟
- كنت أرغب فى النهوض بخدمة كنيستى، لأنها للأسف كانت رغم عراقتها فقيرة فى خدماتها، فأنشأت أسرة للشعر والقصة، وكنا ننشر أعمال الموهوبين بها، وكانت مشتركة «بنين وبنات»، واعتبرها بعض القائمين على الخدمة فى ذلك الوقت تمردًا على أساليبهم القديمة، وكأننى بدأت أدعو الناس إلى دين جديد، ولم يرتاحوا إلا بهدم الأسرة، ومن هنا نشأت لدى فكرة عمل كورال للأطفال أستطيع من خلاله إرسال رسائل كانت نادرة فى ذلك الوقت، خاصة فى مجال الترنيمة، حيث كنت أرغب فى كتابة الترنيمة الروحية الاجتماعية بمعنى آلام الإنسان المسيحى فى إطار روحى، لقد كانت لدى رغبة شديدة تدفعنى دون تخطيط نحو ذلك، وأطلقت على الكورال اسم «كورال بابا يسوع» فى بداية الأمر، ولكنى فى عام ١٩٨٨ كتبت ترنيمة «فوق الصليب»، وقمت بتلحينها ولاقت نجاحا باهرًا فى كل الكنائس التى زرناها فى نهضة السيدة العذراء، فغيرت اسم الفريق إلى «كورال ثيؤطيوكوس- والدة الإله»، لأنى شعرت أنها سبب نجاحى.
■ كيف تم الإعداد للشريط الأول «صرخة إيمان»؟
- نجاح الترانيم على المستوى الشعبى خلال العروض شجعنى على عمل شريط باسم الفريق، ولكنى وجدت مشاكل أخرى متمثلة فى المسئولين عن الخدمة فى ذلك الوقت، الذين رفضوا تمويل الشريط، وعندما وجدونى أجمع التكاليف من المقربين والمحبين أصدروا قرارا بتسريح الفريق وطردى مع أطفال الكورال من الكنيسة، ولكنى رفضت الاستسلام، وكنت أرجوهم أن يتركوا الفريق حتى يروا ثمرة تعب السنين، ولكنهم رفضوا وتم إلقاء «حرمان» على من أحد الآباء الكهنة لتعجيزى عن الخدمة، ولكنى شكوت حالى إلى الله، وإلى قداسة البابا شنودة الذى رفض بشدة كل ما حدث، وقال لى أمام لفيف من كهنة وخدام كنائس شرق السكة الحديد: «مفيش عليك حرمانية، محلل من فمى ومن فم الثالوث القدوس»، نيح الرب روحه فى فردوس النعيم، وعدت لاستكمال الترانيم، وقمت بتسجيل الشريط بتبرعات المحبين، وحتى الموسيقيين والموزعين لم يتقاضوا أجرا، كل هذا ببركة العذراء مريم.
■ كيف استقبلتم نجاح التجربة أنت وفريقك؟
- أتذكر يوم ٢٠ أغسطس ١٩٩٠ عندما طبعنا الشريط، واشتغل فى سماعات كبيرة فى نهضة العدرا أننى بكيت بشدة، وخلال الثلاثة أيام الأولى من توزيع الشريط كاد الإحباط أن يصيبنى، لأننى كنت أوزعه على مكتبات الكنائس بنفسى، وكان يقابلنى بعض أمناء المكتبات بالسخرية، ولم تهزمنى تلك الكلمات، بل نشطت أكثر فى التوزيع، وفعلا خلال ٦ أشهر أصبح «صرخة إيمان» هو الشريط رقم واحد فى مصر، وكأن الصرخة أصبحت صرخة شعب.
■ ما الخلطة التى تسببت فى نجاح «صرخة إيمان»؟
- أعتقد هناك عدة عوامل أدت إلى ذلك، أولها التغير والاختلاف والخروج من بوتقة الترنيمة التقليدية السائدة، والصدق فى المعالجة، والمحبة التى جمعت كل القائمين على العمل وتفانيهم فى الخدمة، إلى جانب الصبر وعدم الاستسلام لأى إرادة هدامة.
■ هل هناك علاقه بين الألبوم الثالث «نشتكى لمين» بأحداث التسعينيات؟
- نعم، بالتأكيد، لكن أنا من بداية «صرخة إيمان» كنت أحاول التعبير عن آلام الإنسان المسيحى، وما يلاقيه من اضطهاد، وعلى سبيل المثال شريط «صرخة إيمان»، «ترنيمة آه يا كنيسة الإله» و«ترنيمة أنا مسيحى» و«ترنيمة صرخة إيمان»، شريط فيك احتمى «ترنيمة راح تفضلى وتبقى»، وشريط نشتكى لمين «ترنيمة نشتكى لمين» «ترنيمة مهما يشغلنى العالم»، شريط أشكى إليك همى «ترنيمة أشكى إليك همى» و«علمنى ربي»، شريط ثورة خاطى «يا نفسى إيه جرالك عن الارتداد عن المسيح»، و«شريط فخ الأحزان» يا اللى نكرت المسيح عن الارتداد، «أتألم لكن أتكلم» «تألم من أجل إلهك»، وشريط طوق النجاة «علمنى ربى إزاى أحتمل» وفى كثير من الأحداث المعاصرة المؤلمة للمسيحيين ستجد على «اليوتيوب» وجود ترانيمى متركبة على بعض هذه الأحداث، مثل أحداث قنا، وأحداث العمرانية، وكنيسة القديسين، وخاصة ترانيم «نشتكى لمين وآه يا كنيسة الإله وراح تفضلى وتبقى».
■ كيف تطورت الترنيمة واللحن على مدار ٢٩ عاما هى عمر الكورال؟
- بصراحة هناك تطور تقنى وفنى عال جدا فى مجال الأجهزة والاستوديوهات والموسيقى، وهذا شىء إيجابى، ولكن بدلا من أن نطور كل هذا التقدم لإبراز رسائلنا الروحية، فطوعنا نحن أنفسنا لهذه الآلات، وهذا شىء سلبى، فالترنيمة التى لا تلمس القلوب لا قيمة لها، والتى لا تغير نهجنا وحياتنا لا جدوى منها، فالترنيمة يجب أن تتفاعل مع آلام الناس وأتعابهم وتدلهم على طوق النجاة، فترانيم هذا العصر لا تسمن ولا تغنى من جوع لفقد الكثير منها للروحانية، فمعظمها كلمات منظومة بموسيقى عالية التقنية قليلة الروحانية لا تغذى الروح.
■ كيف تغير الوجدان القبطى طوال هذه الفترة فى استماع وتذوق الترانيم؟
- هناك تغير ملحوظ فى الأذواق، وهو مشابه لنفس التغير الذى حدث للذوق المصرى عامة، فهناك شرائح ما زالت تعشق وتتذوق الترانيم التى ظلت تنتهج ترانيم الزمن الجميل، وهناك شرائح أصبحت تقبل على الترنيمة العابرة وهم للأسف أكثرية، ولكن تبقى ملحوظة لافتة للنظر هو اتساع مساحة الترنيمة الروحية الاجتماعية أو الواقعية التى تعبر عن مشاكل المسيحيين فى مصر، ولى الشرف أن البعض مثل الأنبا مارتيروس يعتبرنى من رواده، وهى شهادة أعتز بها من المسئول عن لجنة المصنفات بالمجمع المقدس.
■ ماذا عن مستقبل الترنيمة فى مصر وكيف تواجهون المشاكل؟
- هناك مشكلة تغير الهوية القبطية التى تشوش على الجمال الموجود فى الألحان القبطية والترنيمة الشرقية الملامح التى تغلفها الروحانية بالإقبال على الموسيقى الغربية فى الترانيم، وهناك مشاكل أيضا مرتبطة بالإنتاج والتوزيع، ونحاول مواجهة ذلك بالتمسك بالألحان القبطية والموسيقى الشرقية والاستمرار على نفس النهج الذى بدأنا به، وتدبير النواحى المالية للإنتاج، وهذا يحدث بصعوبة.