رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

الإسلاموفوبيا في ريو 2016 مقابل التمييز الجنسي في لندن 2012

 دعاء غباشى
دعاء غباشى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصريات «الطائرة الشاطئية» يفرضن الروح الرياضية على الأوليمبياد
لاعبات كندا: اختلاف ثقافات.. والمهم في الزي "الراحة"
على الرغم من أن البكينى هو الزى الرياضى والخيار الأكثر عملية للاعبات الكرة الطائرة الشاطئية، فإن منتخب سيدات مصر أثار الجدل وأيضا الإعجاب فى أوليمبياد ريو، الذى تجرى فعالياته حاليا بالبرازيل، حيث ظهرت لاعباته بالحجاب واللباس المحتشم بالكامل، وهن يتنافسن بشكل محترف ومشرف، وهو ما علق عليه سياسيون، فى إطار انتشار حالة الإسلاموفوبيا فى أوروبا ودول كثيرة بالعالم، لتتحول الدورة الأوليمبية إلى ساحة تتداخل فيها الرياضة مع الدين مع الجنس وأشياء أخرى.
وبحسب صحيفة «تورنتو ستار» الكندية، فإنه منذ إدراج لعبة الكرة الطائرة الشاطئية ضمن الألعاب الأوليمبية عام ١٩٩٦، ارتدت اللاعبات البكينى، وهو ما أثار الكثير من الجدل وقوبل بانتقادات كبيرة، منها التمييز الجنسى وأنه يسيء إلى النساء، لتأتى دورة ريو ٢٠١٦ ليقف البكينى من جديد، ولكن أمام الحجاب.
وتواجه اللاعبات الآن هاجسين، من الإسلاموفوبيا والخوف من العرب والمسلمين والأزياء التى تمثلهم، مقابل التمييز الجنسى والإساءة للمرأة، فخلال أوليمبياد لندن ٢٠١٢، قال رئيس بلدية العاصمة البريطانية، بوريس جونسون، معلقًا على «البكيني» أثناء مباريات كرة الطائرة الشاطئية، إنهن «نساء شبه عاريات، لامعات مثل ثعالب الماء الرطب»، وتركزت وقتها فى المؤتمرات الصحفية فكرة واحدة وهى توجيه النقاد لعناتهم على التمييز فى هذه اللعبة.
أما الدورة الحالية والمباشرة للدورة الأخيرة فى لندن بعد ٤ سنوات، تتمركز القضية الإعلامية الآن حول الحجاب، خاصة فيما يتعلق بفريق منتخب مصر لسيدات الكرة الطائرة الشاطئية، الذى تكون بالصدفة قبل البطولة الإفريقية والتى أقيمت بمدينة أبوجا النيجيرية، وحقق إنجازًا تاريخيًا بالصعود للأوليمبياد للمرة الأولى فى تاريخ مصر.
ويتكون المنتخب من الرباعى ندى معوض ودعاء الغباشى ولميس نصير وراندا رضوان، وخسرت مصر أمام كندا بشوطين نظيفين انتهى الأول ٢١-١٢ والثانى ٢١-١٦ لتودع البطولة من مرحلة المجموعات، ولكن يبقى التأثير الذى أضفته بطلات مصر على الدورة فى جميع المجالات وليس الرياضة فقط، خاصة فيما يتعلق بدعاء الغباشى التى تبلغ من العمر ١٩ عاما فقط، على عكس ندى معوض البالغة من العمر ١٨ عاما، والتى لم تلتفت إلى ما يقال عن التزامها بالزى محتشم أثناء الدورة.
الغريب أن الجدل وراء حجاب دعاء غباشى جدل سياسى وعنصرى فى المقام الأول، لأن الدورات الأوليمبية التى تأتى فى الشتاء والتى تصبح فيها درجات الحرارة باردة جدا، كان من غير المناسب ارتداء البكينى أو الأزياء الرياضية العارية، أيضا كانت تلك المرونة فى ارتداء الأزياء الرياضية للاعبين واللاعبات لم تكن وفقا لتقلبات الجو أو المناخ ولكن وضعت أيضا فى الاعتبار التباينات الثقافية لكثير من الدول التى تلعب الكرة الطائرة الشاطئية.
وخلال المباراة التى لعبها الفريق المصرى أمام ألمانيا، كان هناك تناقض صارخ بين زى البلدين، إلا أن الروح العالمية للأوليمبياد أقرت بأن الاختلاف لا يؤثر على الرياضة أو التواصل فى أى مجال، وهى الرسالة الرئيسية للدورة الأوليمبية التى تجمع جميع الأجناس والثقافات والخلفيات الحضارية، وتجمع بين الرجل والمرأة، والأبيض والأسود.
وعلقت الصحيفة الكندية أيضا، بأن أزياء الرياضيات ليست لها أى علاقة بالتقوى أو بالعهر أو الإلحاد، ولكنها ثقافات وحضارات مختلفة، وقالت جيمى برودر، اللاعبة الكندية، فى حوارها مع الصحيفة: «أعتقد أنه شيء رائع أن الجميع قادر على اختيار ما يناسبه ليرتديه أثناء ممارسة اللعب»، مضيفة: «بينما نحن اخترنا البكينى لنكون أكثر راحة فى اللعب، المصريات اخترن زيهن الخاص، وهو شيء عظيم يجسد روح الرياضية فى تلك الدورة»، وأوضحت أنهن ارتدين البكينى بسبب حرارة الجو، ولأن الرياضة ذاتها تحتاج إلى ارتداء أقل قدر ممكن من الملابس، ولكن فى النهاية تلك الرياضة تعد متحيزة ضد المرأة وطبيعتها، حتى أنه فى دورة الألعاب الأوليمبية بلندن عام ٢٠١٢ اضطرت الإناث، وفقا لقواعد الاتحاد، إلى ارتداء قطعة واحدة بلباس البحر البكينى، أو مع الجزء السفلى لا يزيد على ٧ سم من أعلى إلى أسفل عند الفخذ.
وبحسب التقرير الكندى، فإن الموقف الغربى، يتناقض مع مفاهيم الأنوثة فى العديد من الدول الإسلامية المحافظة بشدة، وقد برزت الغباشى كمثال فى كوباكابانا، وقد تبنت بحماس الحشود البرازيلية بشكل كبير فكرة حرصهم على إظهار تقديرهم للمرأة المسلمة، والكل كان يريد أن يأخذ صورة شخصية مع الغباشى التى أيضا أثارت الجميع، ليس بلعبها ومثابرتها فقط، ولكن لحجابها الذى دفع الكثير من الصحفيين الأجانب فى الدورة إلى التهافت عليها لسؤالها عن هذا الحجاب الذى ارتدته قبل ١٠ أعوام، أى منذ كان عمرها ٩ سنوات تقريبًا، ولم يبعدها عن الرياضة التى تحبها، وهى الكرة الطائرة الشاطئية.
وتعد الغباشى تكرارًا لحالة أخرى فى الولايات المتحدة، وهى لاعبة مبارزة الشيش الأمريكية المسلمة المحجبة، ابتهاج محمد، البالغة من العمر ٣٠ عاما، صاحبة التصنيف الثامن عالميا هذا الموسم، والفائزة قبل عامين بالميدالية الذهبية مع منتخب الولايات المتحدة فى بطولة العالم بروسيا، وتمثل بلادها فى الدورة الأوليمبية الحالية، وفازت بالمباراة الافتتاحية لها يوم ٨ أغسطس.
وقد وصفت ابتهاج بأنها الرياضية التى ستغير الصورة النمطية عن الفتيات المحجبات، وأنها ستصنع تاريخا جديدا للولايات المتحدة، فى ظل التصريحات العنصرية والعدوانية ضد المسلمين، التى يطلقها دونالد ترامب المرشح الجمهورى لرئاسة أمريكا.
وتجمع الدورة لاعبات مصريات وأمريكيات وسعوديات وكويتيات، يتنافسن وهن يرتدين الحجاب، وهو ما يفرض على الجميع ألا يكون هناك حصار دينى أو سياسى على المرأة لا فى الرياضة أو غيرها من المجالات فى أى مجتمع.