الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

النخبة ونادي الفساد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من أسباب مرض الدول، إساءة استعمال السلطة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص، وهو ما يسمى بالفساد, وهذا المرض الخبيث له أوجه كثيرة، كالفساد المالي والإداري والاقتصادي والسياسي، ويعد الفساد الإداري أخطرهم لأنه يهيمن على بقية أضلع الفساد الأخرى, ليصل بطبيعة الحال الى السلطة السياسية، وإذا تمكن منها أصبحت كل السلطات المرتبطة بها أيضا فاسدة.
يتصور البعض أن الفساد مقتصر على طبقة بعينها، وهذا الأمر مغاير للحقيقة تماما، لأن الفساد كونه مرض خبيث، ولا يقتصر على شريحة معينة، إلا أن أخطر الفئات التي تصاب به هي النخبة السياسية والاقتصادية والدينية، لأن هذه النخب تؤثر بشكل مباشر على البيئة الإجتماعية لأي دولة، نظرا لإمتلاكها قدرة التأثير في سلوكيات المواطنين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، حتى إذ إفتقدت هذه النخب مصداقيتها لدى الشعب، تظل تعبث في أفكاره وثوابته القومية.
على الرغم من قيام النخبة السياسية برفع شعارات الديمقراطية والإصلاح والمساواه، إلا أن كثيرا من هذه الشريحة يمارس الاستبداد السياسي، وما يرفعونه من شعارات لا يعدو كونه أدوات تبريرية وتخديرية، لكي تتمكن من تغطية الواقع الفاسد الذي تبثه وتمارسه هذه السلطة في أفكارها وسياساتها النابعة من الحفاظ على مصالحهم الخاصة دون النظر إلى حياة ومصلحة الشعب. 
وبشكل ممنهج وليس عفوي، تقوم هذه النخب في جميع البلدان المصابه بمرض الفساد اللعين، بتشويه هذه الشعارات من خلال ربطها بسلوكيات منحرفة، لكي ترسخ في ذهن المواطن إرتباط الفساد بهذه الممارسات التي إن طبقت بشك صحيح ونابع من أهدافها لكانت مخرجا حقيقيا للتنمية والتطوير والنهوض بمستوى الوطن والمواطن، إلا أن النخبة وأعضاء نادي الفساد الذي يضم في عضويته مجموعة من الأفراد الذين لا يرون للحكم صلاحا إلا بهم، لأنهم الرموز الوحيدة الصالحة والقادرة على الإدارة والقيادة.
وعلى مر التاريخ كانت النخب المستبدة تلعب دورا كبيرا في تجهيل الناس وإبعادهم عن منابع العلم الصحيح، لينعكس ذلك عليهم بفقدان الوعي الذي يدعم عملية الرقابة الجماهيرية لأداء السلطة, وكانت هذه النخب عادة ما تفتح أعين الناس على العلوم الهامشية أو المزيفة لتنحرف بهم عن المسار الحقيقي نحو تحقيق أهداف التنمية والتطوير.
وكانت أكثر الأدوات إستخداما وإستعمالا في يد النخب المستبدة هم رجال المال والإقتصاد, فأهل الاقتصاد كانت تشتري ضمائرهم من خلال المصالح والصفقات صاحبة الأرباح الكبيرة والتي تكسب ولاءهم، ليقوموا بعد ذلك برد جزء من مكتسباتهم في صور الإنفاق على تحسين وجه السلطة، ليضمنوا البقاء والاستمرار في جني الأرباح من دماء الشعب الذي أنهكته تلك المماراسات ليصبح مسلوب الإرادة مغلوب على أمره. 
ان أسوأ أنواع الإستبداد هو الإقتصادي، لأن هذه الفئة تمتلك مقدرات وثروات الدول، ويعتبر الوعي من أهم العوامل التي يحاربها هؤلاء ويسعو لطمسه من أجل ضمان إستمرار وجودهم في قلعة الإقتصاد, لذلك يعتبر المواطن الذي يمتلك الوعي والقدرة على الفهم والإستيعاب للأمور بشكلها الصحيح من ألد أعداء النخبة بل يعد أيضا من أخطر العوامل المؤدية إلى ضياع إمبراطورياتهم الإقتصادية، لأن وجوده يمهد الطريق للقادمين من بعده وهو ما يتطلب الخلاص من وعيه، ولولا قواتنا المسلحة، درع الله في مصر لحماية الأرض والشعب لكانت إنهارت الدولة بعد سيطرة الفساد والمفسدون على كل شيء.