الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات الصحف ليوم الإثنين 1 أغسطس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تناول كبار كتاب المقالات بالصحف الصادرة اليوم الاثنين، عددًا من الموضوعات منها قضية التعليم وتطورات الوضع الاقتصادي في مصر، وتطورات الأزمة السورية في ضوء جهود المجتمع الدولي لحلها.
ففي مقال للكاتب جلال عارف بصحيفة الأخبار بعنوان "هل تعود المدرسة..؟"، أشار الكاتب إلي حوار صحفي لوزير التربية والتعليم مؤخرا قال فيه "إن الوزارة في حاجة لبناء أكثر من ١٥٠ ألف فصل جديد، تتكلف ما يقرب من ٥٠ مليار جنيه للوفاء باحتياجات البلاد في الفترة القادمة.
وأضاف الكاتب: "المفارقة.. أن ذلك يأتي بعد أيام من إعلان نتائج الثانوية العامة التي شهدت هذا العام ما لم نره من قبل من تسريب للامتحانات، وغش جماعي. لكن ما نقف عنده الآن، هو ما سمعناه وقرأناه من أوائل الثانوية العامة هذا العام، حيث كانت الظاهرة العامة هي أنهم لم يذهبوا لمدارسهم إلا لبضعة أيام وأسابيع، وأنهم كانوا - في معظمهم - يتلقون الدروس الخصوصية في كل المواد!!.
المفارقة بين تصريحات الوزير، وبين واقع الحال، تطرح سؤالا منطقيا هو: هل سنبني آلاف الفصول المدرسية لتظل خالية، بينما يحتشد الطلبة في «سناتر» الدروس الخصوصية التي بدأ الحجز فيها للعام الدراسي القادم بالفعل، ورغم التهديدات بغلقها، والحملات التي أوقفت العمل ببعضها، لتفتح مقرات جديدة لها علي الفور؟!.
القصة معقدة، والإصلاح المطلوب في التعليم ليس فقط شرطا ضروريا للتقدم، ولكنه أيضا دعامة لأمن المجتمع وسلامته، وإذا كان البعض يتصور أن وجود مدارس الخمس نجوم سوف يحل المشكلة بالنسبة للأثرياء فهو واهم، لأنها لم تخدم التعليم، ولن تفعل إلا أن تزيد الانقسام في المجتمع الذي ظل لسنوات طويلة يعتمد في ترسيخ مبادئ الوطنية المصرية علي مؤسستين هامتين هما: جيش مصر الوطني، والتعليم الأساسي الموحد لأبناء المصريين جميعا.. وكم هي مأساة أن نفقد واحدة من هاتين المؤسستين حين يصبح لدينا ١٧ نوعا من التعليم، وحين تتحول مدارس الدولة إلي مؤسسات مهجورة، وحين يتحول التعليم - شيئا فشيئا - ليصبح في متناول من يملك تكلفة الدروس الخصوصية، أو من ينتمي إلي القلة القليلة التي تقيم دولتها الخاصة بمدارسها ومستشفياتها ومنتجعاتها الفاخرة.. واللهم لا حسد، بل بحث عما يعيد التوازن إلي المجتمع ويعيد الحياة للمدرسة الحكومية، ويعيد اليقين بأنه لا تقدم إلا بتعليم جاد ومدرسة تربي وترعي وتفتح العقول لتفكر وتبدع، وليس لتحفظ وتنقل ما قاله الأولون!.
وأكد الكاتب أنه قبل بناء الفصول الجديدة، فلنعد الحياة للمدارس الحكومية المهجورة، وليعد المدرس ليكون مربيا ومعلما وليس تاجر شنطة يجوب علي «السناتر» وليعد للأسرة إيمانها بالتعليم العام الذي يحررها من كابوس الدروس الخصوصية، وليعد للدولة اليقين بأن التعليم هو الاستثمار الأفضل، ولتأخذ الدولة من الأثرياء ما يضمن تمويل إصلاح التعليم، وليدرك الأثرياء أن هذا هو أفضل ما يحقق مصلحتهم ومصلحة الوطن في نفس الوقت.
وفي سياق آخر يتعلق بالوضع الاقتصادي في مصر، وفي مقال بصحيفة "الأخبار" للكاتب الصحفي محمد بركات، بعنوان "الحل في يد المواطن"، قال: "من منطلق المصارحة اللازمة والشفافية الواجبة، وبعيدا عن النزوع إلي أسلوب جلد الذات الذي أدمنه الكثيرون هذه الأيام، نقول إنه أصبح من الضروري أن ندرك بوضوح أننا وحدنا وقبل أي جهة أخري المسئولون عما نحن فيه من أزمات اقتصادية واجتماعية، وأننا وحدنا وقبل أي أحد نستطيع إيجاد الوسيلة والطريق للخروج من هذه الأزمات.
وأحسب انه لم يعد خافيا علينا جميعا الآن، أن الأسباب الحقيقية التي أدت بنا إلي ما نحن فيه حاليا من أزمات اقتصادية واجتماعية مستحكمة، هي قلة الإنتاج وزيادة الاستهلاك.
وفي يقيني أن واجب المسئولين عن السياسات والجوانب الاقتصادية في الدولة، هو العمل علي أن تصل هذه الحقيقة البسيطة لكل مواطن علي أرض مصر، بحيث يكون علي علم مؤكد بأن أزمتنا هي نتاج طبيعي لنقص المنتج ا لمحلي عن الوفاء بحاجة الاستهلاك، وأن ذلك يضطرنا لسد هذه الفجوة عن طريق الاستيراد من الخارج.
ودون مبالغة، لا بد أن تؤمن الحكومة أولا أن حل مشاكل مصر الاقتصادية هو أولا وأخيرا في يد المصريين، وأن تقتنع بذلك، ثم تسعي بكل الجهد والإخلاص لنقل هذا الإيمان وذلك الاقتناع إلي عموم المواطنين، حتي يؤمن الكل بأن العمل والإنتاج وترشيد الاستهلاك هي الروشتة الصحيحة لعلاج أزمات مصر وأمراضها الاقتصادية.
وفي مقال للكاتب الصحفي فهمي عنبه بصحيفة الجمهورية بعنوان "الحل في يد العرب والسوريين!!"، قال الكاتب "لن تعود سوريا كما كانت قبل 5 سنوات.. ويساورني الشك في أن نراها دولة موحدة من جديد".. هذا ما قاله جون برينان مدير المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي إيه".
وأضاف الكاتب أنه بعد سنوات من اندلاع الحرب الأهلية السورية توصل برينان إلي ذلك التصور الذي يري الكثيرون أنه الأقرب للواقع.. بينما آخرون مازالوا يراهنون علي بقاء الدولة الموحدة وإنقاذها من التقسيم إلي دويلات متناحرة.. حيث إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا علي ذلك.. كما اتفقت بريطانيا وفرنسا علي تقسيم الوطن العربي في معاهدة سايكس-بيكو.
وأشار الكاتب إلي أن المراقبين يتوقعون أن تقوم دولة في دمشق يحكمها الأسد والنظام الحالي.. وأخري في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.. وثالثة في يد "داعش" وأخواتها.. بينما تنضم الجولان رسميا إلي إسرائيل.
هذا السيناريو أصبح غير مستبعد إذا أصرت كل الأطراف علي مواقفها.. ولم تكن هناك إرادة حقيقية عند جميع الأطراف لإيجاد حل سلمي لإنقاذ سوريا وشعبها.. فلا يعقل أن يتصلب كل جانب ويتشدد في موقفه بينما تضيع البلاد ويدفع المواطنون الثمن من دمائهم واستقرارهم بعد أن تشرد الملايين ونزحوا إلي كل دول العالم.. ويموت كل يوم العشرات في غارات جوية أو مداهمات أرضية تقوم بها الفصائل المتناحرة.
وأكد الكاتب أنه لن تحل الأزمة السورية إلا بإرادة عربية وبحل عربي.. لأن العالم بأسره لا يهمه استقرار تلك الدولة.. ولذلك فشلت "جنيف 1 وجنيف 2".. وستفشل كل المؤتمرات إذا لم يتفق العرب أولا.. ويتم تحكيم العقل بين السوريين "النظام والمعارضة" فهم أصحاب المصلحة الأولي وعليهم إنقاذ بلادهم وشعبهم الذي يتعرض للإبادة نتيجة لاختلافهم وتقاتلهم وإذا لم يقرروا الجلوس فوراً فلن يجدوا الأرض التي يتنازعون عليها، ولن تستجيب أمريكا وفريقها، ولا روسيا ومن وراءها، لأي حلول سلمية، إلا إذا اتفق السوريون وتوحدت كلمتهم وكان العرب جميعا لديهم الإرادة لإنقاذ سوريا، وبدون ذلك ستستمر الحرب الأهلية 50 عاماً وستتحقق نبوءة مدير المخابرات الأمريكية ولن تعود سوريا موحدة كما كانت، فهل ينتبه العرب ويتفق أهل الشام لينقذوا بلادهم؟!.
وفي مقال للكاتب الصحفي مرسي عطاالله بصحيفة الأهرام ، تحت عنوان "قمة موريتانيا، ومأزق الأمة" - العجز عن فهم الواقع!.
قال الكاتب: "ربما يكون صحيحا أن جانبا كبيرا من جوانب المأزق العربي الراهن الذى تبدى بوضوح في قمة موريتانيا يرجع إلى استمرار غياب القدرة العربية عن صد واحتواء تداعيات عواصف ورياح ما يسمى بـ «الربيع العربي» التي أعادت بناء إرادة الهيمنة لدى القوى الكبرى تحت دعوى الحق في التدخل في شئوننا باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان!.
وأضاف "لابد أن نعترف صراحة بأن غياب القدرة على التفكير السليم نتيجة الاستسلام لحالة الضياع الفكري التي روجت لثقافة متخلفة تساعد على تمرير مخطط تصوير العرب والمسلمين ـ وعلى غير الحقيقة ـ على أنهم مجتمعات متخلفة تخاصم الديمقراطية وتتعايش مع أفكار الإرهاب والتطرف وصدام الحضارات"!.
والحقيقة أنه مهما قيل عن حجم الاستهداف والتربص الذى تضمره القوى الأجنبية لنا فإن جانبا كبيرا من المسئولية يقع على عاتق أوضاعنا وممارساتنا ومناهج التفكير التي تدفع بخياراتنا واختياراتنا بعيدا عن الطريق الصحيح الذى يصل بنا نحو أهدافنا المشروعة!.
أقول بوضوح ـ ودون أي تحرج ـ إننا بحاجة إلى مراجعة دقيقة وأمينة لمسيرة العمل العربي المشترك لأن ذلك هو السبيل الوحيد للإبقاء على قدر من الأمل والتفاؤل في إمكان تصحيح ما تورطنا فيه من أخطاء والخطو ـ دون إبطاء ـ نحو ما ينبغي عمله لدرء الأخطار التي مازالت تلوح في الأفق.
وهنا يتحتم تأكيد أن التحليق في سماوات الأمل والتفاؤل يحتاج إلى إرادة حقيقية للمراجعة والتصحيح وتحت مظلة من احتكام صريح للغة العقل استنادا لفكر جديد يخلع عن العقل والجسد العربي كل أنماط الجمود والتحجر ويحسن قراءة الواقع الراهن بكل متغيراته التي ما زلنا عاجزين عن فهمها واستيعابها!.