الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مناقشة المهتمين

مناقشة المهتمين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى رأيى المتواضع ينقسم العالم إلى مهتمين وغير مبالين، وللحقيقة أن المهتمين أقل عددا بل لك أن تقول إن أعدادهم نادرة ولكنهم يصنعون التقدم ويتقدمون بالإنسانية إلى آفاق لم تكن موجودة من قبل.
وقد دعتنا الدكتورة «أمانى هولا» لمناقشة مع أناس يهتمون، وكان الموضوع «أطفال الشوارع»، ولأن المجتمعين كانوا من جميع التخصصات والأعمال ولكن يجمع بينهم الاهتمام بباقى أفراد الشعب فقد انبرت الدكتورة «أمانى هولا» لتقول إنها لا تحب لفظ أطفال الشوارع، ولأنى أرى أن من فقد حضن أسرته حضنه الشارع المصرى فلا أرى المؤلم فى هذا الاسم، وانقسم الموضوع إلى شقين، الشق الأول كيف يمكن أن نساعد فى إتمام ما بدأته الدكتورة من تعليم ١٦ طفلًا من أطفال الشوارع على أحدث نظم التعليم فى العالم وفى فصل نموذجى، وقد أعجبت بأن المناهج تحتوى على منهج للدين ومنهج للأخلاق، ولأنى أعرف أن الأخلاق أهم من أى علم آخر لأن الرسول الكريم قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وأيضًا جرى الحديث عن كيف يستمر هذا المشروع، فمهما كانت إمكانيات أى فرد لا يستطيع أن يواصل الصرف بمفرده على هذا الفصل خاصة أنها تقوم بالرعاية الصحية والغذائية للأطفال.
قال أحد الحاضرين إنه يجب على الحاضرين أن يعلنوا عما يستطيعون التبرع به شهريًا لاستمرار المشروع، ورد صحفى من الحضور قائلًا «مش من حق أى حد يلم تبرعات بدون تصريح من وزارة الشئون الاجتماعية»، وهنا اختلط الحابل بالنابل وقال أحد الحضور «أنا متبرع بكل أعمال الكهرباء»، وانبرت سيدة فاضلة تقول «تبرعى الشهرى هو ألف من الجنيهات»، وتبارى الحاضرون فى الاستعداد للمساعدة فى هذا المشروع.
وعندما عدت إلى المنزل أخذت أفكر لماذا لا نبدأ باختبارات الذكاء «آى كيو»، ونختار أذكى الأذكياء لفصل داخل القوات المسلحة يتعلمون فيه العلوم والرياضيات، لأن التاريخ يقول لنا إنه لا دخل للشجاعة ولا للجبن فى انتصار شعب أو هزيمة آخر، فالجيش الفارسى هزم الجيش المصرى الذى كان يستعمل سيوفًا من البرونز وهو سبيكة النحاس والقصدير لأنه جاء بسيوف حديدية، وليس لشجاعته أى دخل فى الموضوع، والإمبراطورية التركية اندحرت لأن ألمانيا اخترعت المدفع، ولم تكن اليابان سعيدة الحظ بل كانت سيئة الحظ لأقصى درجة لأن أمريكا اخترعت القنابل الذرية بشقيها الانشطارى والاندماجى. وأرادت أمريكا أن تجربهما فى مدينتين متشابهتين ديموغرافيًا وأيضًا طبوغرافيًا. ولكن أحد أصدقائى قال أنتم تحرثون فى البحر، فمعظم هؤلاء الأطفال مدمرون نفسيًا أو مدمنو مخدرات أو محبطون إلى درجة يصعب معها السيطرة عليهم. فلا بد أن يخضعوا للعلاج النفسى أو العلاج من الإدمان أولًا ثم يخضعون للإشراف طوال مدة الدراسة.
ولما سألتنى الدكتورة ماذا يمكننى أن أقدم قلت دعينى أفكر.. فأنا أتمنى أن ينتخب أحد غيرى بعضًا ممن يتمتع بأذن موسيقية سليمة لتدريبه على الغناء أو العزف، ثم راجعت نفسى لأنى فكرت وماذا سيفعل بعد التدريب فكل الشركات التى تعمل فى المجال الموسيقى قد أغلقت أبوابها لأن كل الإنتاج الآن على مواقع التواصل الاجتماعى بالمجان، وهذا قضى تمامًا على إنتاج الأغانى، ونأمل فى القريب العاجل أن يتبنى البرلمان قانون القرصنة على النت حتى يعود الإنتاج الموسيقى لسابق عهده ويأتى تدريب هؤلاء الأطفال بنتيجة.
عمار يا مصر بالمهتمين وغير المهتمين، لأن أحدًا لم يتبن فكر البرازيل فى القضاء على أطفال الشوارع بقتلهم، بل بالتكافل الاجتماعى والصحى.
شكرا يا دكتورة أمانى لجمع هذا العدد من المهتمين والله الموفق.