السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مواجهة الإحباط بخدمات وزارية للمنازل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من عدم الارتياح تنتاب الشارع.. الحكومة تعمل لخلخلة الإحباط المنتشر بين الناس.
رجال الأعمال غاضبون بسبب التأخير فى ترتيب الأمور القانونية الخاصة بحماية الاستثمار والمستثمرين من الحرامية والأفاكين ممن يتعمدون إضعاف العقود لسهولة التربح والضغط على المستثمر، قوانينا مازالت هشة.. وغير حاسمة وتمنح الوسطاء والسماسرة التحكم فى العملية الاقتصادية برمتها فى ظل عدم وجود القوانين.
والأداء الوظيفى لعدد من الوزراء ما زال بعيدًا عن الطموح.. ما زالت نفس العقلية تتعامل مع الأزمات التى أنهكتها وقتلت كل الطموح فى أفكار جديدة أو التعامل مع مشاكل المستقبل.
الأزمات تلاحق المصريين بدءًا من غلاء الأسعار وأزمة سعر الدولار، وهى أمور انعكست على كل حياتنا بدءًا برغيف العيش.. الطعام الكساء!! حتى الآن الاتهامات فى حالة الغلاء تشير إلى قرارات اقتصادية خاطئة وليس هناك أى مسمى لتلك القرارات. خاصة أن النتائج أصابت كل شرائح المجتمع.
بالطبع نحن مع الحكومة فى جهودها لصناعة تنمية حقيقية يشعر بها الناس. مع الأسف بدلًا من زرع وتنمية هذا التوجه فوجئنا بحالة من رفع الأسعار لم نشهدها خلال الأربعين عامًا الأخيرة. وقد تكون هناك مبررات لتدخل جراحى لعلاج مشاكلنا المزمنة وتحرير الأسعار وثمن عادل للجنيه أو الدولار.. لكن الخطأ هنا يكمن فى عدم تهيئة الناس لتقبل تلك القرارات التى لا تتناسب وحجم الضريبة المدفوعة من الغلابة والبسطاء!!
علينا الإيمان بأن بناء المستقبل أمر صعب.. وبناء دولة قوية يستلزم منا الدخول فورًا فى هذا الطريق لضمان حياة أفضل لأولادنا والأحفاد. لكن لا يجب أن يقتلنا بناء المستقبل؟.
وما فائدة ألا نجد ما يسدد ثمن الحياة اليومية وتدهور المعيشة والصحة..
فى حرب الأسعار.. سقطت الحكومة لأنها لم تفلح فى تسويق قراراتها المتضاربة، ولاحظت أيضًا أن نفس خطوات التسويق والتبرير غير المنطقية للقرارات المؤلمة مازالت مستمرة وهو ما سبب حالة من عدم الاقتناع بالجهود المبذولة من المجموعة الاقتصادية، والعملية ليست سوداء وحتى لو هناك ديفوهات فى القرارات أو السلوك لتنفيذ القرار. فالأزمات التى تطارد المصريين تزداد قسوة.. وأعباء الحياة قاتلة.. ووسط تلك الحالة.. لم يعد هناك من يرصد جهود الوزراء المضنية. وارتفعت أصوات الفساد فى توريد القمح لدرجة أنها غطت على الجهود الجبارة فى عملية توفير الخبز والمواد التموينية.
مع كل زيادة فى أسعار الاحتياجات اليومية يزداد الغضب من وزراء الحكومة، ولو نظمنا استفتاء لكانت النتائج مؤيدة ومعبرة عن الحالة.
الدولار ارتفع وتراجع الجنيه، وسمعنا التبرير أن ذلك من أجل عودة الاستثمارات الأجنبية والمستثمرين، واتضح أنه لا أحد عاد. ولا أحد أبدى الرغبة بالعودة.. بينما هناك محاولات فردية من جانب القدامى من المستثمرين للزيادة وهم فى قطاع البترول!!
وحتى الآن اتضح أن هناك فجوة بين تصريحات المسئول وأعماله أو أفعاله، وهذا ناتج إما عن أن المسئول يقرأ من ورقة هو لم يكتبها، أو غير دارس للموضوع، أو مثل الغلابة يعرف النتائج ويشاطر الأزمة!.
كتبنا وقلنا لازم نشارك ونشرك الناس فى صناعة القرار ونشرح لهم الدوافع.. على الأقل لنضمن التطبيق باقتناع.
قلنا يا ناس.. يا هو.. يا حكومة.. خلى الوزراء يغيروا من أسلوب التعامل مع الناس.. يذهبون إليهم فى المحافظات.. يدخلون فى حوار مهما كانت حدته. الملاحظ أن الوزراء يخشون الحرارة ويعشقون العمل من وراء المكتب المكيف.
التحرك المنتظر والخطوة الرائعة جاءت من خالد عبد العزيز وزير الشباب.. فى جولة له شلمت سهل الطين بسيناء وبورسعيد والإسماعيلية والسويس، الوزير لم يذهب وحده ومعه الكاميرات والصحفيون، بل ذهب إلى تلك المحافظات ومعه طاقم من كبار الوزارة؛ محمود الحلو ومارجريت عازر ورمزى هندى.. اختار تلك المجموعة لأنهم المسئولون عن تنفيذ القرارات بالوزارة.
الفكرة أن خالد عبدالعزيز ذهب إلى تلك المحافظات ومعه دولاب العمل الهام بالوزارة.. الصورة هنا تجسد مسئولًا عاوز يحل المشاكل.. والأهم - كما لاحظته أثناء مرافقتى للرجل- فى الزيارة أنه يبعث برسالة للشباب وأهالى المحافظات بأن تقديم الخدمة الوزارية فى المنازل وأماكن العمل ومراكز الشباب للتجمعات أو الأندية.
خلال الزيارة اعتمد خالد عبدالعزيز لتمرير رسالته والوصول لقلب وعقل الناس عددا من الخطوات.. دفعته لتبادل الحوار والاستماع لآراء الناس.. واهتمامه الزائد.. وطرحه عددا من الحلول للمشكلة ثم طرحها للتصويت والاختيار.. وبعد الاتفاق يمررها للمسئول التنفيذى لتحديد موعد البدء فى تطبيق الحل.
عنصر ثان: ذهن حاضر.. قارئ جيد للملف بل يعلم قدرات وحدود وزارته المالية والفنية فيما يثار من مشكلات وحلولها.
عبدالعزيز بإصراره على مناقشة أدق التفاصيل مع جهات تنفيذ المشروعات: نادى الإسماعيلى الجديد.. الملاعب حمامات السباحة فى نادى المصرى الجديد واستاد المصرى ومراكز الشباب واستاد السويس. الدقة التى اعتمد عليها جعلت المسئولين عن تنفيذ المشروعات يتراجعون أمام حديثه فى اللوم.
تابعت الجولة أرصد الحالة التى صنعها وزير الشباب مع كل من حاوره أو التقى به أو أماكن زارها.
والمحصلة: نوع جديد اخترعه عبدالعزيز لتسويق عمل حكومة إسماعيل.. ويجب أن ندرس حالة بورسعيد قبل وبعد زيارتين.
عبدالعزيز موصل جيد للأفكار والأحلام، ولديه القدرة على التسلل لمناطق الرفض والقبول لدى الناس وقد نجح.