الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"المتحف الحيواني".. قطعة فنية سقطت "عمدًا" من حسابات الدولة.. افتتح في 2015 بتجهيزات عالمية.. ويضم آلاف الحيوانات النادرة.. الحكومة تهيل عليه التراب.. وتجاهل المسئولين يثير دهشة الخبراء

المتحف الحيواني
المتحف الحيواني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد المتحف الحيواني" بحديقة حيوان الجيزة، من أقدم وأعرق متاحف الحيوانات في الشرق الأوسط، ورغم إعادة ترميمه وافتتاحه العام الماضي، ليصبح تحفة فنية، تضم الآلاف من الحيوانات والطيور النادرة، إلا أن الحكومة تجاهلت الدعاية له تماما ولا يكاد يسمع به أحد، أو يستغل كعامل جذب سياحي سواء كان محليا أو خارجيا.

التجاهل الكبير وعدم استغلال المتحف، رغم ترميمه وتجهيزه ليصبح قطعة فنية غير مسبوقة، يثير العديد من علامات الاستفهام، خاصة وأنه يتوسط أعرق حدائق الحيوان في أفريقيا بشكل عام، والتي تم انطلاقها عام 1891 لتكون أكبر حديقة للحيوانات بالشرق الأوسط، حيث أنشأها الخديو إسماعيل ليفتتحها الخديو محمد توفيق بعد أن دعمها بحيوانات نادرة.

ويعود تاريخ المتحف لعام 1906، كأقدم متحف للحيوان بمنطقة الشرق الأوسط، وتم تجديده ثلاث مرات الأولى عام 1962 وعام 1988 وليفتتحه المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق ومستشار الرئيس في أغسطس 2015.


وكانت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قد قامت بتنفيذه واستمر انشاؤه ثلاثة سنوات، ويشمل عددًا من المعلومات التاريخية للحيوانات النادرة والمنقرضة مثل الطيور والزواحف المصرية والثدييات والقوارض وجماجم ورءوس الحيوانات والهياكل العظمية للحيوانات والعديد من الحيوانات المحنطة التي كانت موجودة في البيئة المصرية قبل 100 عام، إضافة إلى التمساح النيلي المُحنّط بالطريقة الفرعونية، ويفتح المتحف أبوابه للزوار من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثالثة عصرًا.

وعقبت الدكتورة سوزان كمال رئيس قسم التحنيط بحديقة حيوانات الجيزة موضحة أن هذا المتحف فريد من نوعه حيث يضم 2366 نوعًا من الطيور والثدييات والزواحف وجماجم ورءوس والهياكل العظمية للحيوانات.

وأضافت أن كل هذه المحنطات لها مرجعية ضخمة للمعرفة، حول كيفية تصنيف المملكة الحيوانية وبشكل خاص الطيور، وبالتالي فهي تخدم الزوار والطلاب الذين يدرسون علم الحيوان.

وأشارت إلى أن المتحف الحيواني يضم قاعدة بيانات ضخمة تشمل أعداد وأنواع وأسماء علمية للمحنطات عديدة ومن ضمنها 1352 طائرًا و555 من الثدييات و259 من الزواحف و115 من الجماجم الحيوانات و49 من رءوس الحيوانات و35 من الهياكل العظمية التي مر عليها أكثر من 100 عام.


وعقبت سامية أحمد المرشدة السياحية، مشيرة إلى أن المتحف يعد تحفة فنية تتوسط حديقة الحيوان بالجيزة فهو من اعرق واقدم المتاحف بالشرق الأوسط، حيث يتكون من ثلاثة طوابق ويعرض به مجموعة من المحنطات عمرها يتجاوز 300 عام ويحتوي على بدروم بالأسفل لتخزين باقي المحنطات وبالمدخل يوجد حجرتان: الأولى مختصة للمؤتمرات والزيارات المهمة للحديقة، والثانية تحتوي على مجموعات مرجعية ضخمة في تصنيف المملكة الحيوانية ولا يوجد مثلها بمصر.

وأوضحت أنه بالنسبة للمحنطات فيضم الطابق الأول مجموعة متنوعة وفريدة من المحنطات والجماجم بجانب وجود بهو يتوسط المكان يحتوي على هياكل عظمية مثل الطيور والزواحف.

أما بالنسبة للطابق الثاني فهو يحتوي على عدد مختلف من الزواحف المحنطة، بجانب كهف يضم هياكل عظمية، ويختص بالمقارنة العلمية بين الإنسان والشمبانزي وإنسان الغابة مع عرض مجموعة فريدة من فراشات وحشرات تعرض لأول مرة بالمتحف الحيواني، بينما يضم الطابق الثالث فئة الطيور والتي يتم تقسيمها طبقًا للتقسيم العلمي.


وشددت المرشدة السياحية على ضرورة وجود دعاية بشكل خاص لهذا المتحف، وألا تقتصر فقط على الدعاية الداخلية بحيث تشمل زيارات الوفود الاجنبية، مشيدة بدور وزارة الزراعة في تنمية مثل تلك المتاحف المهمة.

في السياق ذاته، أحمد السيد أحد زائري الحديقة، أن المتحف فريد من نوعه بشكل ملفت وملحوظ بجانب الطبيعة الخلابة التي تحيطه إضافة إلى وجود مخطوطات به مذكور بها تاريخ الحديقة كاملا منذ تأسيسها.

وأشار إلى أنه يحتوي على أكثر من 2000 عينة وهياكل عظمية للثدييات الرئيسية، معربا عن استيائه من عدم وجود أي دعاية لهذا المتحف المهم.

وطالب المسئولين عن المتحف الحيواني بضرورة وجود شرح كافٍ لهذه المقتنيات بجانب كتابة تواريخ المواليد لهذه الاجسام المحنطة وعدم الاكتفاء بكتابة الاسم عليه فقط.