الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

المدير الإقليمي لجريدة زمان التركية لـ"البوابة نيوز": نظام "أردوغان" انتقم من إعلام المعارضة في عشرة أيام.. الرئيس التركي صنع من نفسه هتلر جديد.. والانقلاب "مسرحية"

 المدير الاقليمي
المدير الاقليمي لجريدة "الزمان" التركية لـ "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين الخوف والرجاء، عاش الشعب التركي ليلة الجمعة الخامس عشر من يوليو الحالي، التي ستكون في التاريخ من أكثر الليالي زخمًا وخوفًا، فالجيش أمام الشعب والأحداث سريعة كالبرق، انقلاب لم يستمر سوى خمس ساعات، بدأ بتحرك الجيش للسيطرة على الحكم، فاستولى على محطات الإذاعة والتلفزة الرئيسية دون أن يمتلك شيئًا يمكن أن يقوله.
بعدها بدأ اردوغان في التحول إلى جزء من التاريخ، فقام بمخاطبة أنصاره عبر إحدى أدوات التواصل الاجتماعي، الذي ناصبه العداء طويلًا، من علامات اليأس، وظهرت لوهلة من الزمن وكأنها السطر الأخير في سيرته الذاتية، ولكن استجابة الأتراك في إسطنبول لم تتأخر، وكان قرار أردوغان بمتابعة الوضع في المدينة القنطرة بين آسيا وأوروبا وتجاهل محاولات القبض على المرافق المهمة في أنقرة العاصمة صحيحًا وفي موقعه تمامًا، وبعد فشل الانقلاب صنع أردوغان من نفسه هتلر جديد، فاعتقل الكثير من المواطنين، وفصل أكثر من 71 ألف موظف حكومي وعسكري، واتهم حركة الخدمة بمحاولة الانقلاب دون التحقيق المسبق، ولهذا حاولت "البوابة نيوز" كشف الكثير من الحقائق فالتقت تورجوت أوغلو، المدير الإقليمي لصحيفة زمان التركية في الشرق الأوسط.
وبدأ تورجوت أوغلو، حواره بقوله: إن انقلاب تركيا ليس انقلابًا، ووصفه بأنه "انقلاب المسرحية"، معللًا ذلك بقوله: "إن العسكر إذا أراد الانقلاب وفشل، فإنه يجب على الرئيس أن يتحرك باتجاه الديمقراطية.. لكن أردوغان أصبح ديكتاتورًا".
وأشار أوغلو، إلى أن الرئيس التركي قام بإغلاق عدد من وسائل الإعلام وفرض الوصاية على عدد منها، مؤكدًا أن وسائل الإعلام التركية تواجه ضغوطًا غير مسبوقة، مستشهدا بالشاعر والأديب التركي حلمي يوس، الذي لم يكتب أي كلمة عن أردوغان، ولم يكتب في السياسة من الأساس، ولكنه الآن في السجن"، وإلى نص الحوار....
بعد مرور ما يقرب من خمسة عشر يومًا على فشل الانقلاب العسكري في تركيا، اشرح لنا الوضع داخل البلاد حاليًا بصفتك أحد المواطنين؟
تركيا الآن تعيش حالة من الإرهاب النفسي والمعنوي والذي يمارسه أردوغان تجاه معارضيه، حيث قام بانقلاب أقرب إلى المسرحية، وعلى إثره أعلن حالة الطوارئ لتصفية الحسابات مع كل من عارضه في السنوات الماضية، فأصبحت تركيا الآن دون أمان حقيقي، فالموظف الحكومي أو أي مواطن يتم فصله واعتقاله دون أي تحقيق مسبق، وهذا ما حدث مع الـ71 ألفًا الذين قام بفصلهم، لو كان الانقلاب حقيقيًا بالفعل لتم فصل المتسببين فيه فقط وكان أردوغان أكثر عقلانية، بمعنى أنه كان سيفصل أو يعتقل من شارك فقط وهم جنود وضباط الجيش فقط، وليس موظفي الحكومة أو الشرطيين أو الصحفيين كما فعل.
هذه محاولة فاشلة في الأساس لأن أردوغان يريدها دولة إسلام سياسي متطرفة، حيث إنه استعان بشباب متطرفين أو تابعين لداعش في الشوارع، وبحسب الفيديوهات والصور المنتشرة فإنه مارس كل أشكال الإرهاب الذي تقوم به الجماعات من خلال جلد أو ذبح لأحد الجنود أو المواطنين الرافضين لسياساته.
وتأكيدًا لحالة الإرهاب، انتشرت إحدى الصور لميليشياته يرتدون الزي الشرطي ويقودون سيارة بوليسية مكتوبًا عليها "الشعب حركات خاصة".


 لماذا يقضي أردوغان على الصحفيين بفصلهم أو اعتقالهم؟
الكل يعلم أن الإعلام هو أحد الأسلحة المهمة التي تظهر حقيقة ما يدور داخل جدران المؤسسات الحكومية أو الأجهزة السيادية، وكشف قضايا الفساد والتلاعب في الأموال العامة، وقوة هذا الجهاز جعلت من أردوغان ذئبًا يريد أن يفترس به، وبالفعل بعد فشل الانقلاب حاول القضاء على الإعلام بكافة أذرعه، وظهر هذا في حالة اعتقال الصحفيين التي لم يسبق لها مثيل والذين تجاوزوا 156 صحفيًا.
 بصفتك المدير الإقليمي لجريدة الزمان التركية، لماذا كان حظ هذه الصحيفة من الانتقام الأكبر؟
 لأنها هي الجريدة الأكثر انتشارًا في تركيا وخارجها، حيث توزع مليون نسخة يوميًا، كما أنها توزع في 15 دولة حول العالم، كما أنها الجريدة الأولى في نقل الأخبار والانفرادات المتوالية من مصادرها الأساسية، كما أنها كشفت قضايا الفساد في عام 2013، وعلاقته المشبوهة مع تنظيم داعش الإرهابي، وجاءت هذه المسرحية كنوع من تصفية الحسابات القديمة معها.
وهذه الصحيفة كانت قبل عشر سنوات تدعم نظام أردوغان ولكن بعد انضمامه لتيار الإسلامي السياسي كان سببًا وراء تركنا لدعمه، إضافة إلى قضايا الفساد المتهم فيها نظامه بالكامل.
أما بالنسبة لاعتقال صحفيي الزمان فليس لأنهم تابعون لـ"حركة الخدمة" بقدر ما هي تصفية حسابات، لأن منهم الليبراليين والشيوعيين والإسلاميين المحافظين ومنهم الشعراء والأدباء والذين لم يكتبوا أي كلمة واحدة عن أردوغان.
 بعد حملات الاعتقال والفصل التعسفي، كيف أصبح الإعلام التركي الآن؟
الإعلام في تركيا انتهى خلال الأيام العشرة الماضية، فأردوغان قضى على جميع المؤسسات المعارضة له، ولم يتبق سوى التابعون له، حيث إنه أصبح بنسبة 100% من الإعلام تابع لأدروغان، فمن كان ضده تحول إلى صفه بعد قضايا مشبوهة للضغط عليهم لقبول المواءمات، ومن أبرز هذه الجرائد جريدة الحرية الليبرالية، حيث كانت ضمن المعارضين حتى آخر 3 شهور فقط، إلى أن أصدر قرارًا عن طريق وزارة المالية بغرامة بلغت مليار دولار على الجريدة، فلم يستطع مؤسسها دفع المبلغ، فقام بالاستسلام وإعلان التبعية لسياسة أردوغان وأصبح الآن ينشر ما يرسله له أردوغان فقط.
وفي محاولة لتصفية الحسابات قام بإصدار قرار بغلق 3 وكالات أنباء، 20 قناة تليفزيونية، 25 إذاعة راديو، 15 مجلة، 30 دار نشر ويستمر في الإغلاقات.
 لماذا أصبح عام 2013 نقطة فارقة في علاقة المعارضة بشكل عام و"كولن" بشكل خاص مع أردوغان؟
2013 عام مهم جدًا في الخريطة السياسية التركية، حيث إن أردوغان بدأ في التغير من هذا العام، بداية من قضايا الفساد التي ظهرت بكميات كبيرة وقدرت بأنها 87 مليار دولار، أغلبها متعلقة بحزب العدالة والتنمية، وبعدها أقال النائب العام وعددًا من القضاة دون أي أسباب قانونية.
كما أن هذا العام كان مهم جدًا من جهة أردوغان، حيث تطلع للتقرب من الاتحاد الأوروبي وإحداث مشاكل كبرى مع الشرق الأوسط وهو ما قوبل بالرفض من قِبل عدد كبير من قطاعات الأحزاب المعارضة والمواطنين.
إضافة إلى تقربه من جماعات الإسلام السياسي والتدخل في شئون دول الشرق الأوسط، وخاصة إمداده بالسلاح وعلاقاته بجماعات متطرفة في سوريا، وكان له عدد من الأهداف أهمها استغلال عاطفة المواطنين تجاه الدين لإخماد مثل هذه القضايا المهمة وتغطية أي حدث يقوم به في الوقت الحالي أو المستقبل.
 سبق وقلت إن الأحزاب المعارضة مشتتة، كيف نجح أردوغان في ذلك؟
أردوغان نجح في إقناع عدد كبير من المواطنين للانضمام إلى حزب العدالة والتنمية، حيث بلغ نحو 49% من الشعب، والمعارضة بلغت 51% ولكنها مشتتة وهذا ما يحاول أردوغان الاستفادة منه لخلق جو عام أنه المسيطر على الدولة، والمعارضون غير متفقين على شيء، فهو يعلم أنها إذا اتفقت بكل تأكيد ستطيح بأردوغان عن طريق الديمقراطية وليس عن طريق الانقلابات كما يزعم.
الدولة التركية الآن تقف مكانها دون تقدم يذكر، بسبب مشاكله المستمرة مع أغلب الدول، فهناك مشاكل مع دول الغرب ودول الشرق الأوسط، لم يبق له من علاقات سوى علاقته بالسعودية وقطر والكويت وفي أفريقيا الصومال فقط، وهذا يهدد السياسة الدولية المستقبلية للدولة.


أما على سبيل حصر المشاكل الداخلية، فهناك العديد من المشاكل التي يعاني منها المواطن، فمنها الصحية والاجتماعية والثقافية وغيرها وكذلك الدينية، فالشعب التركي سُني ولكن شيوخ أردوغان لهم أفكار خاصة، فعلى سبيل المثال هم يبيحون زواج المتعة وهذا عندنا زنى.
 بعد فشل الانقلاب انتشرت صور لتعذيب جنود الجيش، كيف ترى محاولات إذلال الجيش التركي؟
هذه المحاولات ترجع للميليشيات التابعة لحزب العدالة والتنمية، وسيكون لها الأثر المستقبلي على علاقة الجيش بأردوغان، فمنذ نحو أربعة أيام كتبت جريدة واشنطن بوست قائلة إنه خلال ثلاثة أشهر ستكون هناك تحركات قوية من قِبل الجيش ضد أردوغان.
ورأى أنه سيبدأ تحركات قوية ضده من الجيش ومن داخل حزب العدالة والتنمية ضد الرئيس التركي بعد ما يفعله من فصل تعسفي واعتقال وتشريد في الأيام الماضية.
 كيف ترى خريطة الإعلام التركي بعد فشل الانقلاب، ومَن كان القوى المعارضة أم الحكومي؟
إعلام المعارضة أقوى طبعًا، فسبق وقلت إن 100% تابعين لأردوغان ومنهم 60% لا يحبونه وهو خاف منهم لهذا يأمر مخابراته الخاصة بالعمل بقوة لكشفهم، ولأن تأييدهم له الآن يرجع إلى خوفهم من القتل أو الحبس أو التشريد، وإذا وقع حراك ثوري قوي ضده سترى حقيقة الإعلام.
 على ذكرك لوقوع حراك ثوري، هل تتوقع حدوثه في القريب؟
أحزاب المعارضة كانت قبل الانقلاب لا تتفق على شيء، ولكن بعد فشل الانقلاب بدأت بعض الأحزاب تكوين جبهة قوية لمواجهة أردوغان، فلو نجحت هذه الأحزاب في التجمع على كلمة واحدة بكل تأكيد ستكون لديها القوة لمواجهته، فالشعب التركي يحتاج إلى رئيس يرعى حقوق الإنسان ولا يفرق بين مسلم أو غير مسلم.
 وصل عدد الأحزاب التركية إلى 20 حزبًا، فكيف ترى سيطرة العدالة والتنمية على نصف الشعب مقابل أن الباقي سيطر على النصف الآخر؟
منذ شهور قليلة كان هناك استطلاع رأي قام به حزب العدالة والتنمية، وكانت نتائجه تكشف ألغامًا كثيرة، حيث أثبت أن 80% من أعضاء الحزب غير مثقفين وأغلبهم إما حاصل على الشهادتين الابتدائية أو الإعدادية والبعض الآخر لا يُجيد القراءة والكتابة، أما الأحزاب المعارضة فإن 80% من أعضائها يحملون مؤهلات عليا أو حاصلين على الثانوية العامة، وهذا له دلالات في أنه من السهل اللعب بهم، حيث إنهم في هذه الحالة لا يسمعون إلا لأردوغان فهو بالنسبة لهم مصدر الثقة الأول والأخير، فجميعهم لا يقرأ كتابًا أو جريدة لهذا يصبح من السهل السيطرة عليه ببعض الآيات والأحاديث الدينية.
وهناك أدلة كثيرة تثبت صحة كلامي، حيث إنه في إحدى المظاهرات كان أحد أنصار الحزب يرفع لافتة مكتوبًا عليها لو أن محمد فتح الله كولن هيدخل الجنة مش عايز أدخلها من الأساس أنا عاوز جهنم، فلو فتح الله كولن في الحق أنا مش عايز غير الباطل.
 كيف يحاول أردوغان السيطرة على نقل الأخبار؟
أصدر عددًا من المواقع الإخبارية الناطقة باللغة العربية لإصدار عدد من الأخبار التي يريدها أن تتصدر الساحة، فخلال الأيام الماضية أصدر العشرات من المواقع الإخبارية وأبرزها عربي 21 وبعضها لا يعرف أحد أنها تابعة له، ومنها ما يتم إصداره من قطر أو دول أخرى تابعة له، لعدم معرفة حقيقة هذه المواقع، فهو يحاول الآن تكميم أفواه أي معارض لعدم إتاحة الفرصة لأي شخص يهدد عرشه.
 هل تتوقع أن يكون هناك حراك ثوري ضد أردوغان في السنوات المقبلة؟
بكل تأكيد سيحدث حراك قوي ضد أرودغان إما من الجيش أو الشرطة أو المعارضة أو حتى من داخل حزب العدالة والتنمية، أو مجموعة من المواطنين دون انتماءات قد تتحرك ضده وعندما تبدأ الشرارة الأولى الكل سينضم إلى هذا الحراك.
 كم عدد وسائل الإعلام التابع لحركة الخدمة؟
هناك 20 قناة تليفزيونية و10 جرائد أبرزها الزمان، وفي الحقيقة كلهم ليسوا تابعين بشكل مباشر لحركة الخدمة أو لرئيسها محمد فتح الله كولن، ولكن أغلبهم لديهم ميول أكثر لفكر الحركة.
ما هي وسائل الإعلام الأكثر مشاهدة.. الحكومية أم المعارضة؟
بكل تأكيد وسائل الإعلام المعارضة هي الأكثر مشاهدة ومتابعة والدليل أن جريدة الزمان توزع يوميًا مليون نسخة ورقية متخطية جميع المجلات الحكومية والداعمة لسياسة حزب العدالة والتنمية، رغم أن هناك أغلبية تؤيد أردوغان وحزبه، إلا أنهم لا يثقون في الإعلام التابع له.
 كم عدد القنوات التي انقلبت في سياستها ضد أردوغان؟ وما السبب في ذلك؟
جميع وسائل الإعلام المعارضة لسياسات أردوغان في الوقت الحالي كانت تدعمه حتى عام 2015 وبالتحديد في شهر سبتمبر.
والسبب الحقيقي وراء انقلابهم على أردوغان يرجع إلى سياساته القمعية التي بدأ في انتهاجها خلال السنوات الماضية ضد معارضيه من وسائل إعلام أو من المواطنين المخالفين لفكر حزبه.


 منذ أيام صرح وزير العدل التركي بأن فتح الله كولن سيأتي من أمريكا إلى مصر، هل تتوقع ذلك؟
لن يحدث مطلقًا، فأردوغان يتلاعب بالشعب والصحفيين الدوليين، فمحمد فتح الله كولن معروف في العالم كله أنه ضد الإسلام السياسي وضد إرهابه، وأردوغان نفسه يعرف هذا الكلام جيدًا.
كما أن العالم كله يعرف مراوغات أردوغان المستمرة، فالكل يعرف أن داعش اتفق مع أردوغان، وقدم العديد من الشاحنات والمساعدات المستمرة لداعش، وفي إحدى العمليات الإرهابية التي وقعت منذ أيام قليلة في فرنسا بذبح كاهن بإحدى الكنائس هناك، اتهمت الصحافة الفرنسية وقتها المخابرات الأردوغانية بأنها السبب في مثل هذه الحوادث، ولهذا فهو يُطلق الشائعات نحو كولن لإثارة الإعلام بعيدًا عنه.
 لماذا بعد وقوع الانقلاب اتهم أردوغان كولن بأنه المنفذ؟
أردوغان حاول بهذه التصريحات إثارة العالم نحو كولن، لترك الحديث عن إرهاب أردوغان وسيره بالبلاد إلى الهاوية بعد الجلسات والاتفاقات التي يعقدها مع داعش، أما عن كولن فهو لا يتقرب من السياسة لا من قريب أو من بعيد، فحركة الخدمة لا تعمل في السياسة فهي تهتم بالتعليم فقط، واتهامها بعمل الانقلاب هو كذب وافتراء لاستكمال مسرحية الانقلاب بالقضاء على معارضيه.
كما نحن نرفض أي محاولة للانقلاب العسكري على السلطة التي جاءت بالانتخابات، فما نريده هو إسقاطه عن طريق الديمقراطية فقط.
 اتهمت المعارضة التركية أردوغان بالعديد من الاتهامات، لماذا لا يتم تقديم المستندات التي تدينه إلى المحكمة الدولية؟
بكل تأكيد سيتم تقديمه أجلًا أو عاجلًا إلى محكمة الجنائية الدولية وسيأخذ عقوبته أمام العالم أجمع بسبب علاقاته المشبوهة مع الإرهاب، ولكن الأمر سيأخذ وقته، فمن الممكن أن يكون بعد سنة أو سنتين.
منذ عام 2013 وبعدإ طاحة الشعب المصري بحكم جماعة الإخوان، هرب العديد من القيادات جماعة الإخوان من مصر إلى تركيا، لماذا صمتت المعارضة على استقبال هؤلاء؟
كثيرًا ما تحدثت في وسائل الإعلام عن رفضنا لاستقبال هؤلاء، كما أنني طالبت بضرورة تسليمهم إلى مصر لتقديمهم إلى المحاكمات المطلوبين على ذمتها، ولكن الحكومة التركية وكما في مثل شعبي مصري يقول إنها صنعت أذنًا من طين وأخرى من عجين، فأردوغان ضحك على هؤلاء القيادات من خلال أنه كان يظهر على الإعلام يرفع علامة رابعة أو الحديث عن القضية الفلسطينية بغرض المراوغة السياسية، ولكنه استغل الأموال التي هربت إلى تركيا، فأخذ هذه الأموال وبدأ في بناء الإمبراطورية مقابل استقبالهم في بلاده، كما أن مَن يمتلك الأموال هو مُقرب من أردوغان، أما الفقير منهم ليس له حظ عنده، وكل هذا يرجع إلى أن لديه طموحًا ليصبح خليفة المسلمين.
 تناقلت وسائل الإعلام خبرًا عن منظمة التعاون الإسلامي والتي أصدرت فيه قرارًا بتصنيف حركة الخدمة بأنها منظمة إرهابية؟
هذا الكلام غير صحيح لأننى اتصلت بأحد العاملين في المنظمة وأكد لي أنه لم تصدر أي قرارات من قِبل المنظمة حتى الآن، حيث كان أحد المسئولين الأتراك يطالب بإصدار هذا القرار فقط، وتم الكذب من قِبل قناة الجزيرة القطرية التابعة لأردوغان وكذلك وسائل الإعلام التركية المؤيدة لحزب العدالة والتنمية والكل نقل هذا الخبر دون تحري الدقة.
كما أن حركة الخدمة ليست سياسية حتى يتم تصنيفها إرهابية، فهي تعليمية فقط، فهي ليست كجماعة الإخوان أو كحزب الله، أردوغان قدم خمس مرات لأمريكا لتصنيف حركة الخدمة بأنها إرهابية ولكن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت هذا الطلب بتقديم أدلة على هذه الاتهامات، فأنا أرى أن حزب الله منظمة إرهابية وأي جماعة حملت السلاح يجب أن يتم تصنيفها بأنها جماعة إرهابية.
 قبل نهاية الشهر الحالي، وقعت تركيا اتفاقية مع إسرائيل وصفها البعض بمحاولة التطبيع فيما بينهما، كيف ترى العلاقة بين أردوغان وإسرائيل؟
علاقة أردوغان بإسرائيل قوية جدًا، في عام 2010 وبعد أزمة سفينة مرمرة بين إسرائيل وتركيا والاعتداء على السفن التركية، عاد العمل بينهما بقوة، حيث إن الشركة التي يملكها أحد أبنائه أرسلت 15 سفينة إلى إسرائيل، كما أنه في تحقيقات الأمم المتحدة تعاقد مع رئيس مكتب محاماة يهودي اسمه روبرت أنسينا، لتقديم ملفات ضد محمد فتح الله كولن، فعلاقات أردوغان كلها مشبوهة لأنه سرية وغير معلنة وهذا ما يثير الشكوك نحوه.
كما أن بنات أردوغان خريجات جامعات أمريكية وليست تركية، إضافة إلى أن زوج ابنته كان يعمل في أمريكا، ويظهر وهو يهاجم الدولة ويتعامل معها في الخفاء.