أدى تأخر تسليم الوحدات السكنية بمشروعات الإسكان المختلفة فى محافظة أسوان، منذ عام ٢٠٠٨ وحتى اليوم، إلى ظهور حالات نصب متعددة باسم مديرية الإسكان، والوحدة المحلية، لاستغلال المواطنين وإيهامهم بتسليمهم الوحدات سكنية لهم مقابل دفع أموال.
واستغل أحد المحتالين اسم ووظيفة «على عمر» مدير إدارة الإسكان بالوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان، لتكوين تشكيل عصابى للنصب على المواطنين، وإيهامهم بتخصيص وحدات سكنية لضحاياه مقابل الحصول على مقدمات التخصيص ورسوم إجراءات التسليم، وهو ما يقدر بآلاف الجنيهات.
إحدى الضحايا، طلبت عدم نشر اسمها، تعمل رئيسة قسم بمعهد أورام أسوان، قالت لـ«البوابة» إنها تلقت اتصالًا تليفونيًا من أحد الأشخاص أدعى أن اسمه على عمر، مدير الإسكان بأسوان، يستفسر عن طرق تقديم الحالات الجديدة للعلاج على نفقة الدولة، وعقب ردها على استفساره، سألته عن تخصيص الوحدات السكنية بمنطقة الصداقة الجديدة، وكانت إجابته أن التقديم للوحدات توقف ولكنه يملك إيصالا واحدا بمقدم ٥ آلاف جنيه، يستطيع أن يقدمه لها ولكن عليها استلامه خلال ٢٤ ساعة فقط، وعندما رفضت ألح عليها، قائلاً إنها فرصة لن تعوض ويمكنها الاستفادة منها أو أى أحد من أفراد عائلتها.
وأضافت أنها بعد تفكير قررت الموافقة وطلب منها ٧ آلاف جنيه، بعد إضافة الرسوم والإجراءات، وعدم إخبار أحد بهذا الاتفاق حتى يتم الأمر بشكل ودى، ولا يؤثر ذلك على وظيفته، مشيرة إلى أنها وافقت على المقابلة فى صباح اليوم التالى، على أن يتسلم منها مبلغ الـ٧ آلاف جنيه مقابل استلام إيصال بالسداد، وبالفعل وقفت أمام أحد البنوك، وعندها حضر أحد الشباب وسألها عن اسمها، وقال لها: «لحظة.. واتصل من هاتفه بمدير الإسكان بأسوان، وطلب منه التحدث إليها عبر الهاتف المحمول، وأبلغها بأن هذا الشاب هو أحد موظفى البنك وعليها أن تسلمه المبلغ المتفق عليه مقابل أن تنتظر أمام البنك لحين تسليمها الإيصال».
وأوضحت أنها بعد انتظارها وقتا طويلا اتصلت بمدير الإسكان، فأجابها بأنه اضطر للخروج فى حملة مع المحافظ، وأن إجراءات التسجيل ستتأخر لبعض الوقت وعليها أن تغادر، وسيسلمها الإيصال بنفسه فى عملها، وغادرت المكان، وعادت للعمل، وظلت تنتظر مدير الإسكان، ولكن المفاجأة أنه لم يأت ولم يجب على الهاتف مرة أخرى، بعد أن تحصل منها على مبلغ ٧ آلاف جنيه بالاحتيال والنصب.
تقدمت الضحية الأولى ببلاغ فى قسم شرطة أسوان أول برقم ٣٣٣٩ إدارى قسم أول أسوان لسنة ٢٠١٦، وطلبت فى المحضر تفريغ كاميرا البنك خلال لحظة استلام الشاب للمبلغ المالى منها، ولكن ذلك لم يتحقق حتى اليوم.
وقال أحد الضحايا وهو موظف فى بنك بمدينة أسوان، إنه انتظر سنوات طويلة وعد وزارة الأوقاف ومحافظة أسوان بتسليم الوحدات السكنية بمنطقة الصداقة الجديدة بعد أن تقدم لها فى عام ٢٠٠٨، ولم يتم تسليمها حتى اليوم، موضحًا أنه تعرف على شخص ادعى أنه «على عمر» وكيل مديرية الإسكان بأسوان، من خلال وظيفته، وعرض عليه استلام شقة فى وحدات الإسكان الاجتماعى اعتذر صاحبها عن الاستلام.
أضاف أنه أقنعه بدفع مبلغ ٩ آلاف و١٠٠ جنيه رسومًا، ويحل محله وهو ما وافق عليه موظف البنك على الفور، ليكتشف بعدها أنه وقع فى فخ النصب، فحرر الموظف المحضر رقم ٢٢٦٤ إدارى قسم أول أسوان لسنة ٢٠١٦.
