الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

من يشعل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين؟

القس إكرام لمعى يطرح السؤال فى كتابه «المسيحيون بين الوطن والمقدس»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أستاذ مقارنة الأديان ينبه المسيحيين لضرورة الاندماج فى المجتمع والتخلص من عقدة الشعور بأنهم أقلية دينية
دخل المسلمون فى النسيج الاجتماعى المصرى وتكوّن خليط ثقافى بصيغة مصرية متفردة عما كان عليه العرب

فى إطار تناوله لثورات قبط مصر يرجح المقريزى أن سبب تمردهم وعصيانهم مع من انضم إليهم من العرب المسلمين فى مصر هو ازدياد الأعباء المالية التى فرضت عليهم من خراج وجزية أثقلت كاهلهم بعد أن أخل الولاة الأمويون بالسياسة المتوازنة التى كان الفاتح عمرو بن العاص أرساها عقب فتح مصر والمتعلقة بدفع الخراج، فـفى السنوات الأخيرة من خلافة مـروان الثانى آخر الخلفاء الأمويين اندلعت ثورة البشامرة التى تزعمها مينا بن بقيرة من شبرا بسنبوط، وامتنعوا عن دفع الخراج فقاتلهم والى مصر وأرسل لهم جيشًا من البر وأسطولا من البحر، إلا أن البشامرة تحصنوا فى المواقع الوحلة، وتناثروا فى الأحراش وكبدوا الجيش خسائر جسيمة فرحل العسكر من منطقتهم.
فى عام ٧٦٧م ثار البشامرة وانضمت إليهم فى هذه المرة بعض القبائل العربية من أبناء القبائل اليمنية التى كانت تعمل فى الزراعة فى شمال الجزيرة العربية، ورفضت أن تواصل الفتوحات الإسلامية فجاءوا واستقروا فى مصر واشتركوا مع البشموريين فى الثورة بعدما اشتد عليها أيضا ظلم جابى الخراج، وإن دل ذلك على أن ثورات البشامرة ليست بالدرجة الأولى ثورات أقباط ضد عرب، وإنما هى ثورات المصريين المحكومين المظلومين الذين أثقل عبئهم الخراج والجزية فى آن معًا، وهى ثورات لا تقل فى أهميتها ومدلولاتها عن ثورات المصريين ضد البطالمة والرومان والفرس.
وفى كتابه «المسيحيون بين الوطن والمقدس.. الدور والمصير» الصادر مؤخرًا عن الهيئة العامة للكتاب، يتتبع مؤلفه القس دكتور إكرام لمعى أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية بداية دخول الإسلام مصر منذ أن عينت الإمبراطورية البيزنطية «كروس أو المقوقس بحسب المصادر العربية» واليًا على مصر من أهل القوقاز ليرأس الكنيسة ويحكم البلاد، وهكذا جمع بين السلطة الدينية والسلطة المدنية، وكانت مهمته توحيد المذهبين المسيحيين (الطبيعة الواحدة الإلهية الإنسانية للسيد المسيح، والطبيعتين غير المختلطتين) فى صيغة توافقية وضعها الإمبراطور، وبناء على ذلك قام بشن حملة اضطهادات ضد الأقباط المسيحيين، فهرب بنيامين إلى الصحراء، وتم إحراق أخيه حيا فى الإسكندرية، واستولى كروس على ممتلكات الرافضين لمذهبه وأديرتهم وكنائسهم لصالح المسيحيين الذين يؤمنون بمذهب الطبيعتين، واستمر الأمر حتى دخول عمرو بن العاص إلى مصر. وقد تحدث أحد الأعيان الأقباط مع عمرو بن العاص ونصحه بإعادة بنيامين إلى كرسيه، وهو ما فعله ابن العاص وعامله باحترام عبر عنه المؤرخ «ساويرس بن المقفع» وكذلك يوحنا النقيوسى أسقف مدينة نقيوس.
«أنتم ملح الأرض.. أنتم نور العالم».. بهاتين الجملتين من إنجيل متى، أراد أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية، تنبيه المسيحيين فى مصر لضرورة التخلص من عقدة شعورهم بأنهم مجرد أقلية دينية.

تحول ثقافي في تكوين الهوية المصرية
يتحدث الكتاب عن دور المسيحيين على مدى أكثر من ١٥٠٠ عام فى بناء الحضارة «العربية الإسلامية» مع المسلمين العرب الذين تمصروا، والمصريين الذين أسلموا، والتغيير فى الهوية المصرية المدنية والحضارية وتكوين نسيج ثقافى عربى إسلامى فى صيغة مصرية أنتجت إسلاما حضاريًا مدنيًا ومسيحية عربية لغة وثقافة ولاهوت، مشيرًا إلى أن تلك اللحظة التاريخية التى تمصر فيها العرب المسلمون وتحول بعض المسيحيين إلى الإسلام وتزاوج العرب والمصريون، حدث تحول ثقافى ملحوظ فى تكوين الهوية المصرية، حيث دخل عنصر جديد فى النسيج الاجتماعى المصرى وتكون نسيج ثقافى عربى إسلامى فى صيغة مصرية متفردة أسهم فيها المصريون (مسيحيين ومسلمين) معًا، يختلف هذا النسيج تمامًا عما كان عليه العرب المسلمون القادمون من شبه الجزيرة العربية، وتنامى وتعمق مع الزمن، حيث أسهم المسيحيون العرب فى الحضارة العربية ونادرًا ما يحدث فى التاريخ مثل هذا التغيير السياسى الكبير ويتوفر فيه السرعة والدوام على مدى التاريخ والسرعة هنا نسبية، والمقصود بهذه السرعة نقطة البداية وسهولتها ويسرها أما التغيير فقد كان سهلًا على مدى مائتى عام.
لقد كان عدد العرب الذين استوطنوا مصر قليلًا جدًا بالنسبة إلى السكان فقد كانوا قرابة أربعين ألفًا مع عائلاتهم أى مائة ألف فى دولة كان تعدادها ستة ملايين على الأقل، وكانت اللغة العربية تصارع اللغة اليونانية (لغة الفلسفة والعلم) واللغة القبطية (لغة الدين) حتى سادت اللغة العربية وصارت لغة الأدب والحوار اليومى بعد قرار الخليفة الأموى عبدالملك بن مروان بتعريب الإدارة الحكومية فى الدولة.
ما يذهب إليه القس لمعى يدحض آراء المتطرفين من الجانبين سواء من المسيحيين ممن يرون أنهم السكان الأصليون لمصر، أو من المسلمين ممن يدعون لفرض الجزية على المسيحيين كوصفهم أهل كتاب.
فى هذا الصدد يبرئ لمعى ساحة «عمر بن الخطاب» مما نسب إليه من قوانين ولوائح تمييزية ضد المسيحيين، فمصطلح أهل الذمة لم يدخل الأدبيات الإسلامية إلا مع بداية القرن الثامن الميلادي، يقول لمعي: كان المسيحيون العرب أو غيرهم يعرفون بأهل الكتاب وكانت توضع لهم قوانين ولوائح خاصة بهم وقد نسبها الخلفاء اللاحقون إلى عمر بن الخطاب، وإن لم يكن من المؤكد أنها فى جميعها وضعها الخليفة عمر لكن بعده جاء خلفاء أضافوا لما وضعه عمر ولم يذكروا أنها من عندياتهم، وبالتالى لم يعرف شكل الوثيقة العمرية الأولى.

المسيحيون وترجمة الحضارة العربية
يشير الكتاب إلى أن المصادر التاريخية تؤكد أن المسيحيين خلال فترة حكم الدولة العباسية، وظفوا مكانتهم الاجتماعية فى وضع سياسات للأديرة المسيحية، فضلًا عن أن معظم المسيحيين منذ بدء الفتح الإسلامى وعلى طول التاريخ كانوا يتخصصون فى مجال المال والصرافة لحرفيتهم فى هذا الأمر فضلًا عن أمانتهم وهو ما نراه حتى اليوم فى البنوك والمصارف العربية خاصة مصر، كما تخصص المسيحيون فى مهنة الطب ومعظم الأطباء فى مصر كانوا من المسيحيين حتى الستينيات من القرن الماضي، وما زالت نسبتهم مرتفعة حتى اليوم ومن أشهرهم فى الدولة العباسية كانت أسرة بكاملها متخصصة فى الطب تدعى أسرة «بختيشوع» وقد عملوا لسنين عدة وتوارثوها أبا عن جد وكانوا ضامنين (صحيا) للخلافة العباسية كلها وذلك لاحترافهم وأمانتهم.
أما أروع ما ميز المسيحيين فى الخلافة العباسية فقد كانت ثقافتهم العالية، وتجلت فى هضمهم للفلسفة اليونانية الرومانية وتمكنهم من لغة الثقافة العالمية فى ذلك الوقت وهى اللغة اليونانية، وقد كان المواطن العالمى الذى يمكن أن يقبل فى أى دولة يسافر إليها هو من يتكلم اليونانية ويحمل الجنسية العربية ويدين بالمسيحية أو الإسلام، وكان المسيحيون العرب يتميزون بالجنسية العربية واللغة اليونانية، مما جعل المسلمين إما يقدرونهم أو يشعرون بالغيرة منهم وكانت من نتيجة ذلك أن الأمير المأمون أسند إليهم ترجمة ونقل العديد من الكتب اليونانية والسريانية للعربية وقد استمر ذلك طوال القرنين الثامن والتاسع.
يذكر لمعى قائمة الناقلين من التراث اليونانى إلى العربية إما مباشرة وإما بواسطة اللغة السريانية، تلك القائمة التى رصدها الأب الدكتور «جورج قنواتي» عن إسهام المسيحيين فى تعريب التراث اليونانى أيام الخلافة العباسية، وممن نقلوا التراث اليونانى إلى العربية: إصطفان القديم وقد نقل لخالد بن يزيد بن معاوية كتب الصنعة وغيرها، البطريق وقد كان فى أيام المنصور وأمره بنقل أشياء من الكتب القديمة، أبوزكريا يحيى بن البطريق وكان فى حملة الحسن بن سهل، الحجاج بن يوسف بن مطر ترجم وفسر للمأمون وهو الذى نقل المجسطى وإقليدس، ابن ناعمة واسمه عبدالمسيح بن عبدالله الحمصى الناعمة، سلام الأبرش من النقلة القدماء فى أيام البرامكة واشتهر بنقله مخطوط السمع الطبيعي.
إذا كان المجتمع العباسى يموج بحركة حضارية اجتماعية ثقافية تعددية على مستوى البشر الذين يعيشون فيه، من هنا كان للمسيحيين العرب دور بارز ليس فقط فى نقل أو ترجمة التراث اليونانى إلى اللغة العربية والذى استخدمه المثقفون المسلمون فيما بعد فى بناء الحضارة العربية، بل كانوا أيضًا سببًا فى تشجيع وتحفيز المثقفين والحكام المسلمين، لكى يناقشوا معا كيف يكون لهذا المجتمع هوية فكرية ودينية وحضارية معينة بذاتها.
وفى نفس السياق يشير الأب لمعى إلى أن التأثير المسيحى العربى الأصيل وسيرته ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالإسلام العربى الأصيل ذى الخلفية المصرية الفرعونية واليونانية والفينيقية والآشورية، وهكذا تألقت المسيحية العربية فكرا وعملا وأسهمت بقوة فى نشأة الفلسفة الإسلامية من خلال الحوار اللاهوتى العميق المستنير والمنفتح ونوعية الأسئلة التى وجهها الفكر الإسلامى للمسيحية والدفاع المسيحى عن صحة الدين المسيحى ومحاولته تضمين الأقليات العددية إلى الإسلام كل ذلك جوار التحديات الاجتماعية التى فرضها الإسلام على المسيحيين كل هذا الحراك الاجتماعى الدينى أدى إلى بناء حضارة إسلامية عالمية بفكر عقلانى يحتوى الجميع على أسس واضحة مقبولة عالميا.

ظهور الفتن الطائفية
يذكر الجاحظ أن بعض المسيحيين بسبب مناصبهم المرموقة تمردوا على القوانين التى تحد من حريتهم مثل الملبس الخاص بهم ومبدأ دفع الجزية، ورفض الاثنين، فقد كانوا أرستقراطيين يمارسون الرياضة ويرتدون الملابس الفاخرة ويتسمون بأسماء المسلمين، لكى يظهروا حجم الحرية التى يتمتعون بها داخل المجتمع الإسلامي.
وبدوره يطرح الأب لمعى تساؤلًا حول: هل كان لهذا السلوك رد فعل طبيعى ومتوقع من أقلية كبيرة العدد نسبيا شعرت بأنها تتميز سلبيا عن الأكثرية فحاولت الاندماج فى المجتمع عن طريق تجاهل علامات التمييز المفروضة عليهم؟ أو كانوا يريدون التأكيد على هويتهم الخاصة عن طريق مناصبهم المتميزة، متجاهلين القوانين والقيود؟ ويردف بعدم إمكانية الحصول على إجابات لتلك الأسئلة، رغم أن الظاهرة تكررت كثيرًا فى الدول العربية التى بها أقليات مسيحية وتحتاج إلى دراسة رغم أنه لا يوجد الآن ما يسمى بعهد الذمة، وإن كانت هناك قوانين غير معلنة مثل شروط بناء الكنائس المجحفة التى أصدرها وكيل الداخلية «محمد العزبي» ١٩٣٦ وقوانين معلنة وحديثة مثل قانون ازدراء الأديان وما بينهما.
ويصل المؤلف لنتيجة مفادها أن هذه التصرفات تخرج من دول لا تقر ولا تحترم مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان ومثل هذه النوعية من الدول تضعف وتنقرض إن لم تتغير إلى الأفضل.
وفى هذا الصدد يشير إلى مقالات الدكتور «غالى شكري» التى كتبها تحت عنوان «حصان طروادة المسيحى فى مصر» ردًا على كتاب «المسيحية السياسية فى مصر» لرفيق حبيب، يقول شكري: منذ دخول الإسلام إلى مصر وفرض التعددية الدينية الكتابية لم يوجد أبدًا فى مصر ما يسمى بالوحدة أو الوطنية. إنما وجدت دائما دولة قوية أو دولة ضعيفة، وفى الحالة الثانية كانت الفتنة هى القاعدة.
إن الدولة القوية منذ دخول الإسلام هى التى كانت تعطى الحرية للأقليات أو تسمح لهم بالتعبير عن ذواتهم بطريقتهم فى حماية الدولة (دولة المواطنة) أما الدولة الضعيفة فتستمد بقاءها من إثارة الفتن بين الأغلبية والأقليات، وكان هنا يتحدث عن حكام مصر بعد ثورة ٢٣ يوليو خاصة السادات ومبارك.

رسالة بولس الأنطاکى
يشير الكتاب إلى أمثلة للمناظرات والحوارات العقلانية فى جو من التسامح والانفتاح الفكري، ومنها الرسالة التى وجهها «بولس الأنطاكي» أسقف مدينة صيدون فى القرن ١٣ إلى صديقه المسلم، ويصفها لمعى بأنها تتميز بجرأة عالية أراد من خلالها إثبات أن الإسلام ليس دينًا عالميًا جاء ليحل محل المسيحية أو اليهودية، بل هو دين موجه أساسًا للقبائل العربية، وهذا اعتراف صريح بالدين الإسلامى بأنه دين سماوى لكنه مخصص لشعب معين.
وهو ما اعتبره لمعى اجتهادًا مسيحيًا متقدمًا، حيث يرى الحق فى الدين الإسلامى وقد اختلف فى اجتهاده مع رؤية يوحنا الدمشقى الذى صاغها فى القرن الثامن الميلادي، وهو دليل على وجود تفكير لاهوتى عربى جاد حول قضية تعدد الديانات، وهذا التفكير يأخذ الإسلام بشكل خاص بعين الاعتبار وقد خدم هذا الفكر المسيحية العربية فى دفاعها ضد الاتهامات التى وجهت لها.
يؤكد الكاتب أن تلك الرسالة التى اعتبرت مصدر الديانتين الإسلامية والمسيحية واحدًا هو الله، وأكدت أن الإسلام ليس منافسًا للمسيحية والعكس صحيح، لقد اعتبر بولس الأنطاكى أن الإسلام دين من عند الله واعتقد أبوالفرج الطيب أن الرسول محمد أحد أنبياء العهد القديم.
كلها كانت اجتهادات جريئة لكن الكنيسة رفضتها والإسلام رفضها، لأنها اجتهادات تتحدث عن أن الأديان جميعًا عند الله دون تحريف من جهة أو تجاهل من جهة أخري. وينقل الكاتب عن هنرى كيسنجر قوله: «يمتد تاريخ الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، للقرن الأول الميلادى، وهى تتبنى النظام الهرمى، وقمته البطريرك وهو خليفة المسيح ومرقص الرسول، ثم الأساقفة ثم الكهنة «قمامصة وقساوسة»، منهم من تزوج وأنجب ومنهم الراهب، وقد كان البابوات الأوائل يختارون من العلمانيين، فمن البابا الأول ويدعى «إنيانوس، ٦٨ - ٨٣م»، حتى التاسع «كالاوتيانوس ١٥٢ - ١٦٦م»، ومن الثانى عشر حتى الرابع عشر كانوا جميعا من العلمانيين، من مديرى مدرسة الإسكندرية، ثم جاء البابا رقم ٥٨ و٧٣ و٧٤ علمانيًا، وكان آخر بابا فى القرن الثالث عشر، حيث أطبقت الرهبنة على مقدرات الكنيسة حتى الآن، ولم يعد مكان لعلمانى بين البابوات أو الأساقفة».
ويرجح الدكتور إكرام لمعى أن الحروب (الصليبية أو الفرنجة) كما يسميها العرب هى الخلفية التاريخية للرسالة التى وضعها بولس الأنطاكي، ولقد كانت هكذا بالفعل فى النص المحرر لاحقًا. إنها علاقة واضحة تبين مدى استيعاب المسيحيين العرب القرينة الإسلامية، ذلك لأنهم عاشوا فى مدن عبرت فيها جيوش الأوروبيين فعانوا نفس المعاناة وتجرعوا نفس الكأس المرة التى تجرعها المسلمون دون تفرقة، ولم يكن ممكنا (إطلاقًا) أن يميز المعتدون الأوروبيون بين المسيحيين العرب والمسلمين العرب، لقد كان كلاهما ضحية مجازرهم، وهو ما حدث فى العصر الحديث فى حروب (١٩٤٨-١٩٥٦-١٩٦٧-١٩٧٣) لقد سال دم المسيحى كما سال دم المسلم ولم تفرق جيوش الصهاينة وإسرائيل بين المسلم والمسيحى فى كل البلاد العربية، وكم نحن فى حاجة اليوم مع انتشار ندوات واجتماعات الحوار الإسلامى - المسيحى أن تكون هناك جدية فى اختراق الجمود باجتهادات فقهية إسلامية مسيحية يهودية تعطى قدرة حقيقية على التوحد.
صدر حديثا عن المكتب المصرى للمطبوعات كتاب «الإسبانية كما لم تعرفها من قبل» من إعداد المؤلف سلطان الخليفة.
الكتاب موجه لهؤلاء الذين يريدون تعلم اللغة الإسبانية أو يزيد من حصيلته اللغوية فيها. يشتمل الكتاب على ما يقرب من ألفى كلمة إسبانية تشمل مختلف المجالات ومنها «التسوق، الدراسة، الطعام ، الرياضة، السياحة..إلخ» إلى جانب أفعال وحروف جر وضمائر وأسماء الإشارة وأمثلة وحِكَم إسبانية، وهى فى غالبيتها مصحوبة بأمثلة وطريقة نطقها باللغة العربية. يحتوى الكتاب على شرح وافٍ لطريقة بناء أهم الأفعال باللغة الإسبانية، وهى «المضارع، المضارع الحالي، الماضي، المستقبل، الأمر».