رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

أب وزوجته يعذبان "ابنة مراهقة" لمدة عام في سوهاج

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اقترف أب وزوجته جريمة تعذيب ضد ابنته من طليقته بمنتهى الوحشية لمدة عام فى سوهاج عقابًا للمراهقة على محاولة هروبها من جحيم الزوجة الظالمة.
وقادت الصدفة ضابطًا بمباحث تنفيذ الأحكام بمركز دار السلام إلى اكتشاف الجريمة، حيث كان فى مهمة لضبط الأب البالغ من العمر ٤١ عامًا والمحكوم عليه فى قضية أخرى، فسمع آهات ألم ضعيفة تبعث من غرفة مغلقة، ولما اقتحمها وجد الفتاة مقيدة بالسلاسل فى رقبتها ومعصمها ومطروحة أرضًا.
واكتشف الملازم أول أحمد الخولى آثار حروق وكدمات على جسم الفتاة، كما لاحظ علامات تعفن حول معصمها إثر ضغط القيود.
وقالت الفتاة التى تدعى «حياة» وتبلغ من العمر ١٨ عامًا إن أباها «على عابدين السيد»، وزوجته «هناء السيد» ظلا لمدة عام يتناوبان على حرقها بالحديد المُحمى، وصفعها وركلها وحبسها فى غرفة مظلمة ومنع إخوتها من الدخول عليها.
وأضافت «انقلبت حياتى جحيمًا بعد طلاق أبى وأمي، منذ سنوات، حيث أرسلنى أبى للعمل خادمة بالمنازل فى مركز البلينا، ولما تزوج أعادنى لأصبح خادمة لزوجته التى قال فى البداية إنها عاقر، وقد ارتبط بها حتى تتولى شئون إخوتى السبعة لتعويض غياب أمنا».
وقالت: «الزوجة الجديدة أنجبت ثلاثًا، فأصبح عددنا عشرة، وأصبح العبء علىَّ ثقيلًا، فسرقت ٤٠٠ جنيه، للهرب إلى بيت عمتى فى الوادى الجديد، لكن أبى استطاع إعادتي، ومن ثم كان العقاب بحبسى وتعذيبي».
وروت الفتاة أن زوجة أبيها كانت ترمى لها رغيفًا يابسًا على الأرض، فتضطر نظرًا لأنها مقيدة إلى اتخاذ وضع السجود، لالتقاطه بفمها مثل الحيوانات، وقالت: «كانت تلك هى وجبتى اليومية، بالإضافة إلى كوب شاي، وكنت أنام على الأرض من دون غطاء فى عز الشتاء».
وأضافت «تخيلت أن هذا الجحيم بلا نهاية، وكنت أسأل الله فى كل لحظة عن الذنب الذى اقترفته حتى ألقى هذا المصير البائس، حتى انفتح الباب فرأيت ضابط الشرطة أمامى فلم أصدق عيني».
وأفاد تقرير طبى صدر عن مستشفى دار السلام المركزى بأن الفتاة مصابة بكدمات وتجمعات دموية وحروق فى مناطق متفرقة من الجسم، وأظهر التقرير أيضًا أن معصم الفتاة كان بصدد التعفن، ما كان يهدد ببتره. وتنازلت المجنى عليها عن المحضر ضد والدها قائلة: «لن أرضى بحبسه فهو أبى أولًا وأخيرًا، ولا بحبس زوجته التى أصبحت على وشك وضع مولودها الرابع وأخى الحادى عشر».
وأضافت «مش هاكسب حاجة لو اتحبسوا وبعدها ممكن يطلعوا ويعذبونى تاني، معنديش طلب إلا أن أعيش مع عمتى وجدى فى الوادى الجديد بعيدًا عن الحرق والضرب والتجويع، ولو محصلش احبسونى أحسن».
ونفت زوجة الأب من جانبها اقتراف جريمة التعذيب وقالت: «حبستها بأوامر أبيها ولا أستطيع عصيان زوجي، وكنت أساعدها على دخول الحمام، وأقدم لها الطعام كغيرها من أبنائي»، فيما وعد أبوها بالسماح لها بالعيش مع عمتها، وإرسال مصروف شهرى لها، واستدعى مأمور القسم عمتها لاستلامها، بعد حفظ المحضر من قبل النيابة.