الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أمريكا تدعم الأسد.. قوات سوريا الديمقراطية وجيش النظام يسيطران على الوضع.. وتراجع نفوذ المعارضة المعتدلة بعد انحسار داعش.. وتوقعات بمكاسب كبيرة للأكراد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع تزايد النفوذ الذي باتت تلعبه قوات سوريا الديمقراطية، في سوريا، التي شكلتها أمريكا والتحالف الدولي لتكون بديلا للأزمة في سوريا، حيث استطاعت هذه القوات التي تضم أغلبية كردية، أن تسيطر على أجزاء واسعة في البلاد وتبرز نفسها في خريطة الصراع، أصبح مستقبل سوريا يبدو في طريقه ليكون بين فكين فقط، وهما قوات الأسد، وقوات سوريا الديمقراطية.
استطاعت قوات سوريا الديمقراطية أن تحقق الكثير من المكاسب على الأرض ضد تنظيم داعش، الذي كان يسيطر لوحده حتى بداية العام الماضي ما يعادل 50% من مساحة البلاد، لكن التنظيم الإرهابي انحسر بقوة خلال الفترة الأخيرة لسببين وهما قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأسد التي حققت بعض الانتصارات البسيطة.
في نفس السياق، تعرضت قوات المعارضة المعتدلة لخسائر كبيرة وفقدت العديد من المدن، مثل إدلب وغيرها أمام تقدمات قوات الأسد المدعومة بالضربات الروسية.
لكن المتابع للخريطة القتالية في سوريا، يصبح أمام سؤال محير، هل مصير الحرب في سوريا سيفضي في النهاية إلى قوتين وهما الأسد وقوات سوريا الديمقراطية، أم أن هذه القوات الأخيرة هي صورة أخرى داعمة للأسد ولكن بشكل غير ظاهر.
- من هى قوات سوريا الديمقراطية
قوات سوريا الديمقراطية، هو تحالف شكلته أمريكا والتحالف الدولي، في أكتوبر 2015 من أجل السيطرة وهزيمة تنظيم داعش، وإجباره على التخلي عن المناطق التي يسيطر عليها، وتتكون قوات سوريا الديمقراطية، من الأكراد السوريين، وبعض القبائل العربية التي قبلت للانضمام إلى هذه القوات، بهدف إنشاء دولة سورية ديمقراطية يتمتع جميع مواطنيها بالعدل ويحصلون على كامل حقوقهم.
كما تتألف قوات سوريا الديمقراطية من مليشبات سريانية وأرمنية وتركمانية، ويتراوح عدد قواتها بين 30 ألف إلى 40 ألف مقاتل ويشمل مجال عملياتها حلب والحسكة والرقة ودير الزور.
ونجحت قوات سوريا الديمقراطية في طرد داعش من قرى وبلدات بريف حلب الشمالي، بعد الدعم العسكري الكبير الذي تلقته من الولايات المتحدة عبر إلقاء الأسلحة عليها جوا، ما جعل واشنطن تشيد بأداء هذه القوات في معاركها ضد داعش.
وقد قام الجنرال جوزيف فوتيل قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط السبت بزيارة إلى مناطق تواجد هذه القوات شمال سوريا، والتقى قادتها مصرحا أن هدف زيارته بناء تحالف قوي يجمع العرب والأكراد في مواجهة داعش.
- علاقاتها المشبوهة بقوات الأسد
وعلى الرغم من هذا الشعار الذي تحمله القوات، بأنها تهدف لخلق سوريا ديمقراطية، إلا أن الكثير من المحللين يتهمونها بأنها جزء من قوة الحماية الكردية، والمليشيات الكردية في شمال البلاد.
وبحسب محللين فإن هذه القوات على علاقة وثيقة بقوات الأسد، وتسعى في النهاية لنصرة الجيش السوري، كما أظهرت الكثير من التعاون في قتال المعارضة المعتدلة في مدينة حلب، على الرغم من أن أمريكا تسعى لحماية هذه المعارضة المعتدلة.
كشفت قوات سوريا الديمقراطية، أن أمريكا تريد بشكل غير مباشر الإبقاء على الأسد كرئيس لسوريا، فالمعارك الأخيرة أثبتت أن الأسد لن ينزاح عن الحكم بسهولة، كما أظهرت أن سوريا الجديدة ليست بدونه، لذا فإن قوات سوريا الديمقراطية، ما هي إلا جزء خفي من استراتيجية تفضي في النهاية لإعادة سيطرة الأسد على البلاد وإخراجها من الفوضى التي باتت تهدد العالم أجمع.
وبحسب صحيفة "السورية" فإن قوات سوريا الديمقراطية تضم الكثير من فصائل "رديفة" لقوات الأسد، بعضها يوجد في الأماكن التي يسيطر عليها جيش الأسد، ويتم التنسيق بينهما، ومن هذه الفصائل "جيش الصناديد" و"جيش الثوار"، التي تعمل جنبا إلى جنب مع قوات الأسد، وساعدتها في إعادة السيطرة على منطقة القامشلي، ونتيجة لدورها، سمحت قوات النظام لجيش الصناديد بإجراء عرض عسكري نهاية العام الماضي في المدينة.
وكانت صورة العام الماضي، لقائد قوات "جيش الصناديد" حميدي الدهام، الذي ظهر حاملا لسيف مشقوق النصل، في إشارة إلى سيف "علي بن أبي طالب" الأمر الذي جعله قيد اتهامات بالتدرب على يد الحرس الثوري الإيراني.
كما تضم قوات "سورية الديمقراطية" فصائل من "المجلس العسكري السرياني" ويضم مقاتلين موالين لنظام الأسد، وخلال الهجوم الذي شنه "تنظيم الدولة" على بلدة مهين في نوفمبر الماضي واقترابه من قرية صدد بريف حمص، أمن النظام طائرات لنقل هذه القوات من مطار القامشلي إلى القرية لصد هجوم التنظيم.
- التنسيق في حلب
وتشير الوقائع الأخيرة في ريف حلب الشمالي، إلى وجود اتفاق بالأهداف بين قوات "سورية الديمقراطية" ونظام بشار الأسد، ويعزز وجهة النظر هذه في أن المعارك التي تخوضها هذه القوات حالياً في الريف الحلبي تتلقى دعما واسعا من الطيران الروسي الذي يمهد لها بقصف مواقع المعارضة قبل أن تقتحم برا، وهو ما يدفع فصائل المعارضة للقول إنه من غير الممكن لروسيا أن تدعم قوة لا تصب تحركاتها في صالح الأسد.
وترى المعارضة أن العلاقة بين "سورية الديمقراطية" ونظام الأسد تتجاوز الغارات الروسية، إذ ازدادت مصالح الطرفين في سعيهما المتزامن للقضاء على تواجد قوات "الجيش السوري الحر" في الشمال السوري وحرمانه من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.
كما شاركت قوات سوريا الديمقراطية، نظام الأسد في بسط حصاره على مدينة حلب، ففي الوقت الذي كانت تتقدم قوات النظام لتخفوض معارك عنيفية ضد المعارضة في بلدتي نبل والزهراء، كانت قوات سوريا الديمقراطية، تتحضر لهجوم من الجهة الغربية لريف حلب الشمالي ضد قوات المعارضة، وبذلك شاركت النظام في إطباق الحصار على فصائل المعارضة شمال حلب.
وفي نهاية نوفمبر الماضي، قال مندوب النظام، بشار الجعفري، للتنويه على مساعدة أمريكا للحكومة السورية: "الولايات المتحدة وروسيا والنظام في سورية يدعمون قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، مضيفا: "كما أن هذه المجموعة الكردية المدعومة من قبل الإدارة الأمريكية تتلقى الدعم بنفس الوقت من الحكومة السورية، لذلك فإن الانتصارات التي تتحقق شمالي سورية تعتبر انتصارات مشتركة للجيش السوري والأكراد".