الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

القادم أسوأ لليمن.. انقلاب جديد على الشرعية.. الحوثيون ينسحبون من المفاوضات ويشكلون مجلس حكم لإدارة البلاد.. والحكومة تندد وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل.. والوضع ينذر بحرب ضروس

 الحوثيون
الحوثيون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توترت الأمور في اليمن من جديد بعد تهدئة قصيرة خلال مفاوضات الكويت بين أطراف الحرب، المتمثلين في الحوثيين ومقاتلين عبدالله صالح من جهة، والحكومة اليمنية الشرعية المدعومة بالمقاومة الشعبية والتحالف العربي، من جهة، الأمر الذي يهدد بتوسع شرارة الحرب في البلاد.
وأعلنت جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه عبدالله صالح، إنشاء "المجلس السياسي" لإدارة البلاد، مصرون على عودتهم لقتال الطرف الآخر، وتحدى السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن.
- الحوثيون يصرون على التمسك بالسلطة
وأصدر الحوثيون وصالح، بيانا أمس الخميس، قرروا فيه تشكيل مجلس سياسي أعلى يتكون من 10 أعضاء، من كل من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله الحوثيين وحلفائهم بالتساوي، بهدف توحيد الجهود لمواجهة ما وصفوه بالعدوان السعودي وحلفائهم، ومن أجل إدارة شئون البلاد في الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وإداريا واجتماعيا وغير ذلك وفقا للدستور.
وأضاف البيان: "تكون رئاسة المجلس دوريةً بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم ويسري الأمر ذاته على منصب نائب رئيس المجلس"، وتابع: "يتولى المجلس تحديد اختصاصاته ومهامه اللازمة لمواجهة العدوان وإدارة البلاد ورسم السياسة العامة للدولة وفقًا للدستور، وذلك بقرارات يصدرها المجلس"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ نيوز" التي يسيطر عليها الحوثيون.
- تحدٍ للسعودي
ويظهر بقوة في لهجة البيان تحد للسعودي ودورها في مساندة الحكومة الشرعية، إذ أكد البيان أن الهدف من المجلس هو توحيد الجهود لمواجهة العدوان السعودي وحلفائه، ووضع آلية عسكرية يمكن من خلالها التصدي للدور السعودي في اليمن.
ويعد هذا القرار بمثابة انقلاب على المفاوضات التي كانت تستضيفها الكويت تحت رعاية أممية، منذ عدة أشهر من أجل وضع حد لهذه الحرب، والتوصل إلى اتفاق يقضي بتسوية الأزمة السياسية بين الطرفين ووضع حكومة جديدة تضمن تمثيلهما معا.
- الحكومة اليمنية: ما حدث انقلاب
ووصف وزير الخارجية في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، عبدالملك المخلافي، ما قام به الحوثيون وعبدالله صالح، انقلابا جديدا على الشرعية الدستورية والأممية وتحميل تحالف الحوثي وصالح مسئولية إفشال المشاورات.
وطالب المخلافي المجتمع الدولي بإدانة هذا الانقلاب، موضحا: "المجتمع الدولي يدرك من أشعل الحرب في بلادنا وسعى إلى تدميرها ولا يزال مصرا على خيارات الحرب والانقلاب رغم أننا مددنا أيدينا للسلام بصدق".
وأضاف: "نجح الانقلابيون في إقناع العالم بأنهم ضد السلام وأنهم سبب إفشال مشاورات الكويت، ومتمردون على الشرعية الدولية"، مختتما تغريدته بهاشتاج "#انقلاب _المتعوس_ وخائب _الرجا"، واعتبر المخلافي أن "الانقلابيين أضاعوا فرصة السلام التي كان يحتاجها اليمن وشعبه الكريم وأصروا على افشال مشاورات سعينا بكل جهد لإنجاحها".
- انتهاء المفاوضات
وفي الوقت الذي أعلن الحوثيون هذا المجلس، وانتهاء المفاوضات في الكويت، أعلنت الحكومة في المقابل انسحابها معلنة أنه يعكس عدم احترام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي الراعي لمشاورات السلام.
واعتبرت الحكومة أن "إعلان طرفي الانقلاب عن ما أسموه، اتفاق تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، يعكس حالة من الصلف والغطرسة وعدم احترام المليشيا الانقلابية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الراعية لمشاورات السلام الجارية في دولة الكويت الشقيقة، وعدم جديتها في الوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة الشعب اليمني".
وأكدت الحكومة في بيان: أن "الاتفاق المعلن بين فصيلين غير شرعيين، يكشف النوايا الحقيقية لدى المليشيا الانقلابية، والتي نبهت منها الحكومة الشرعية ووفدها التفاوضي، وحذرت مرارا وتكرارا من أنهم يستغلون مشاورات السلام كتغطية لحرف الانتباه عن تحركاتهم الأساسية للمضي في حربهم العبثية وانقلابهم المرفوض شعبيا ودوليا".
وشددت الحكومة على أن ذلك "يحتم على الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص السيد إسماعيل ولد الشيخ والمجتمع الدولي الوقوف أمام ذلك بجدية وحزم، حتى لا تكون القرارات الملزمة (قرار مجلس الأمن 2216 الصادر تحت الفصل السابع) مجرد حبر على ورق".
- هل ستعود الإمارات للقتال مجددًا إلى جانب السعودية؟
يرى الكثير من المحللين أن موقف الحوثيين قد أصبح قويا، بعد إعلان الإمارات انسحابها من مهامها ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن ضد الحوثيين، بعد إعلانها أن مهمتها قد انتهت، وتمكنت من إضعاف قواتهم ومواليي عبد الله صالح.
لكن الإعلان الأخير للحوثيين بتشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، ربما يغير من المعادلة من جديد، لاسيما وأنه يظهر أن الحوثيين وقوات صالح لا يزالون يتمتعون بقوة واضحة، مما قد يجبر الإمارات بالعودة مجددا للقتال في اليمن.
وكانت الإمارات قد لعبت دورا مهما في هزيمة الحوثيين واسترداد العديد من المدن بدعم من المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية.