الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رزق العوالم والمجد لكباريه النجوم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الباشمهندسة (رقاصة) في كباريه النجوم، وأعضاء فرقتها طبيب ومهندس وإعلامي ومحاسب! الدكتور ممثل موهوب اعتزل الطب وحماده مع ماما نونه يلعب.
في المقدمة ومع بداية المباراة نرى المهندسة ليلى علوي الحاصلة على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة؛ بالهوت شورت تهبط إلى أرض الملعب وتحيي الجمهور على أنغام (أومبي لأ أومبيل أه)، وفي قلب الهجوم يلوح لنا الخبير الزراعي زعيم جمهورية الغلابة كما أطلق على نفسه؛ الزعيم عادل إمام.
وفي مقاعد الاحتياط أقصي اليسار يرفع محمد رمضان ذراعيه مرحبا بجمهوره في حضور عبده موتة وقلب الأسد الأسطورة الشعبي ويأمر سائق سيارته الروز رويز بالانصراف، فجمهوره الشعبي البسيط هو أقرب شيء لقلبه الأن.
وتتعالى الهتافات والأصوات المشجعة من مقاعد الغلابة في مباراة هزلية يقودها، ويعلق عليها صانع اللذة المنتج (محمد السبكي)؛ قلعة الأبطال منشأة الأجيال وحامل لواء التدهور الفني السينمائي والثقافي!
يتساءل العديد من المشاهدين من فئات الشعب العريضة عما إن كان العائد المالي لمهن التمثيل كافي ومرتفع، حيث جعل المهندسة تمتهن الرقص، وتشارك في الاعمال السينمائية كذلك المهندس الزراعي والطبيب الذين علقوا على أبواب عياداتهم ومكاتبهم (يافطة عدي علينا بكرا)؛ إن المجال الفني والسينمائي كبير ويسع من الأحباب ألف فالترحيب بأرباب القهوة البلدي والسباك والميكانيكي غير المؤهل فنيا قائم، حتى وإن كانوا يفتقرون لموهبة التمثيل وقيم ومعاني الفنون ودور الفنان الرئيسي أيضا.
ما يتقاضاه الطبيب بعد دراسة سبع سنوات في كلية الطب سنويا لا يتعدى 1%، مما يحصل عليه الفنانين وأشباه الممثلين في عمل واحد؛ فلما لا يطمع الكثير في تغيير مجال العمل، حتى وإن كان الكثير منهم لا يفقه في التمثيل ولا يحمل أي مواهب فنية غير القوام الممشوق والخصر النحيف للإناث وطول القامة و(كمال الأجسام) للذكور.
صافينار السبكي ولقد نسبها المشاهد للمنتج محمد السبكي؛ نظرا لأنه صانع النجوم والفنانين، الذي تبناها فنيا وهي لا تفقه شيئا من الفنون غير الرقص العربي، كذلك رعاها سينمائيا لتصبح الممثلة القديرة صوفينار التي انتشرت في العديد من الاعمال السينمائية العربية وهي لا تجيد نطق جملة عربية صحيحة فصحى كانت أم عامية.
أموال تهدر في صناعة السينما غير الفنية والفنية أحيانا فيما ندر.
حيث بلغ أجر (زعيم الغلابة) عادل إمام
40 مليون جنيه مصري (4.5 مليون دولار) عن دوره في المسلسل مأمون وشركاه الذي عرض في رمضان 2016.
محمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني:
الممثلين بـ30 مليون جنيه مصري (3.1 مليون دولار) وسيمثل يحيي الفخراني في مسلسل ونوس، بينما يمثل محمود عبدالعزيز في مسلسل رأس الغول.
غادة عبد الرازق ومحمد منير بمبلغ 22 مليون جنيه (2.4 مليون دولار)، ويمثل محمد منير للمرة الأولى في مسلسل المغني، فيما ستمثل غادة عبدالرازق في مسلسل الخانكة.
الفنان مصطفى شعبان في مسلسل كوميدي بعنوان أبوالبنات، وقد وصل أجره في هذا المسلسل إلى 18 مليون جنيه (2 مليون دولار).
نيللي كريم بطلة مسلسل سقوط حر، وقد وصل أجر الممثلة الشابة في المسلسل إلى 17 مليون جنيه (1.9 مليون دولار).
يسرا تمثل في مسلسل فوق مستوى الشبهات، وبلغ أجرها 15 مليون جنيه (1.6 مليون دولار).
كذلك بلغ أجر كل من مي عز الدين وزينة مبلغ مليون دولار، تلعب مي عز الدين البطولة في مسلسل وعد.
الحق اقول ان الأزمة الحالية من إهدار الأموال والانحدار الثقافي والإعلامي لم يكن من صنيعة بعض الممثلين والمنتجين وشركات الدعاية والإعلان، بل إن المشاهد هو أحد المشاركين في صناعة هذه المهازل الإعلانية وليست الإعلامية.
هم كصناع سينما رخيصة يروجون لبضائعهم الهزيلة وانت من تدفع وتشتري دون أي تفكير وتدقيق في جودة المنتج المعروض والفائدة التي ترجوها منه لك ولافراد أسرتك، بل وتعطي أبناءك المصروف بزيادة لكي يذهبوا إلى السينما بغرض الترفيه، تفتح لهم ابواب عالم مجهول لا تعلم أنت ما يخبأه من خفايا وأفكار وثقافة قد لا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا العربية المصرية المحافظة، ولنا في أفلام السبكي المثل الأكبر.
أفلام العيد، الراقصة والطبال والمغني وقصص الجنس والبلطجة والانتهاكات وكيف أن عشق الجسد باقي وعشق الروح (حلاوة روح) فاني.
جميعها من أجل المال والثروة والانتشار حتى وإن كانت تقود المجتمع للانزلاق الفكري والقيمي والثقافي، فالعلم والثقافة في حد ذاتهما تراجعوا أمام الثروة العائدة من الفن والإنتاج غير الهادف كما نشهد حاليا.