الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

سقوط أسطورة "إخوان البنا" على أعتاب السودان

خلافات «عزت» و«كمال» وصلت إلى «المعايرة»

عز الدين دويدار،
عز الدين دويدار، القيادى الإخواني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شباب الجماعة المصريون بالخرطوم: القيادات يعايروننا بالأكل والشرب ويطردوننا تنفيذًا لأوامر «عزت»
حفظ جوازات سفر المعارضين بحجة الخوف من انضمامهم لـ«داعش».. وخبير: الجماعة تتجه للانهيار الكامل

«أخوّة الجماعة تفوق أخوّة الدم والوطن».. شعار استثمرته جماعة الإخوان على مدار عقود منذ تأسيسها على يد حسن البنا، وبه انتشروا فى العديد من الدول مؤسسين التنظيم الدولى للجماعة، إلا أن حالة الاحتراب الداخلى التى تمر بها الجماعة وقسمتها إلى جبهتين، كشفت زيف ذلك المبدأ ومجموعة الشعارات الأخرى، فالجماعة التى ادعت الربانية لم تخرج عن المجتمع فى مصر فقط وتعاديه، بل باتت تعادى نفسها، وتعاير شبابها بـ«المأكل والمشرب».
فالسودان الذى استقبل جناحه الإخوانى عددا من الشباب الهارب من مصر قبل عامين، يشهد حاليًا على انهيار المنظومة الأخلاقية والربانية التى ادعت الجماعة تمثيلها، عبر طرد قيادات السودان شباب الإخوان المصريين، ومعايرتهم بالأكل والشرب، وحجز جوازات سفرهم، عقابًا لهم على مخالفتهم جبهة محمود عزت.
ويقدر أحمد بان، الباحث فى شئون جماعات الإسلام السياسي، عدد من يحتضنهم السودان من إخوان مصر بـ٣٠٠ طالب فروا بعدما تيقنوا أن التظاهر لن يعيد لهم رئيسهم المعزول محمد مرسي، كما أن بعضهم انضم إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.
عز الدين دويدار، القيادى الإخواني، حمل مسئولية ما يحدث للشباب فى السودان لـ«الحلوجي»، قائد التنظيم فى السودان، مشيرًا إلى أن القيادة الإخوانية هناك تعانى من الفساد وتقرب «المنافقين والمطبلاتية» لجبهة «عزت»، ومعاقبة أى معارض لهم، واستخدام الأموال لإغراء المعارضين عن التراجع، مقابل التوسع على المؤيدين بالعطايا من أموال التنظيم.
وفى تدوينة له عبر موقع «فيسبوك» أمس الخميس، كشف «دويدار» عن الطريقة التى يتعامل بها قيادات السودان مع شباب الجماعة المصرى قائلًا: «سحب الجوازات من الشباب، وتخزينهم فى الشقق بالشهور والسنين بحجة الوصاية عليهم خوفا من السفر لداعش هو سياسة عامة، ومعايرة الشباب باللقمة والسكن حتى يصمتوا، واعتبار الفتات المصروف عليهم فضلا يستوجب الركوع للتعليمات وتقبيل أيادى القيادة».
وكان شباب الجماعة أطلقوا هاشتاج «قيادات الجماعة بتدبحنا»، شاركوا من خلاله معاناتهم فى السودان، حيث كتب أحدهم بعد أن طرده القائد من مسكنه فى الثانية بعد منتصف الليل، عن «الإنهاك والإرباك اللى قارفنا بيهم» فى إشارة إلى القائد، وقال آخر يدعى عصام سعيد: «مسئول السودان فى أحد اللقاءات قال للشباب انتم ملكوش عندنا غير الأكل والشرب بس، وأحد الإخوة السودانيين كان واقف فى صف الشباب، وكان ليه عندهم فلوس رفضوا يدوهاله واتهموه أنه أمنجي، وآخر مُنع من الجلوس فى السكن لمعارضته لهم».
ويعلق أحمد بان، قائلًا: «ما يحدث فى السودان أحد أوجه الصراع داخل فصيلى الجماعة الأول بقيادة عزت والتنظيم الدولي، الذى لا يزال صاحب السطوة على قيادات السودان وغيرهم، والفصيل الآخر المعارض لهم من الشباب بقيادة محمد كمال»، مستبعدًا أن تؤثر الحملة التى دشنها الشباب ضدهم عليهم أو تجعلهم يتراجعون عن حربهم إلى أن يُحكموا السيطرة على كل مفاصل الجماعة.
ويشير «بان» إلى أن تلك الحملة من الشباب وإن لم تضرب الهيكل التنظيمى للجماعة المسيطر عليه «عزت»، إلا أنها ضربت الفكرة، وهو الأخطر، فتلك الحالات كشف زيف الشعارات التى صدعتنا بها الجماعة على مدار عقود من أنها جماعة ربانية، ورابطة الأخوة والتماسك داخلها تعلو كل الروابط، فمع وقوع الخلافات وتعرض قادتها للانتقاد، تعاملوا بطريقة حزبية، لا بطريقة جماعة دعوية، وباتوا يعايرون شبابهم بالمأكل والمسكن ويطردونهم فى الشوارع.
وكان محمود عزت قد بعث قبل أسبوعين أيمن عبد الغني، صهر خيرت الشاطر ومسئول ملف الطلبة بالجماعة، إلى السودان، لمحاولة استيعاب الشباب الغاضب، وإعادتهم إلى الصف، وإغرائهم بتحسين أحوالهم مقابل التوقف عن مهاجمة عزت، وهو ما رفضه الشباب وبدأوا فى التصعيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.