الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الفلسطينيون يقاضون بريطانيا بسبب "وعد بلفور".. و"نتنياهو": أرضنا

عوفير جندلمان، المتحدث
عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من أن بريطانيا لم تعلق بعد رسميًا على نية فلسطين مقاضاتها بسبب وعد بلفور، فإن رد الفعل الأول جاء من إسرائيل.
فقد خرج عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء، بتصريح نقلا عن بنيامين نتنياهو، قال فيه: «بعد نحو ٤٠٠٠ عام من التاريخ اليهودى على هذه الأرض، وقرابة مائة عام على إعلان بلفور، و٦٨ عاما على إقامة دولة إسرائيل؛ هنالك من لا يزال ينكر صلتنا الوطيدة بأرضنا».
وأضاف: «لقد سمعت أن السلطة الفلسطينية تنوى مقاضاة بريطانيا حول إعلان بلفور، ومعنى ذلك أنها لا ترفض الدولة اليهودية فحسب، بل هى ترفض البيت القومى اليهودى الذى سبق الدولة اليهودية».
وأكد نتنياهو فى تصريحه المكتوب أن السلطة «ستفشل فى ذلك؛ ولكن هذا يسلط الضوء على أن جذور الصراع تعود إلى الرفض الفلسطينى للاعتراف بالدولة اليهودية مهما كانت حدودها».
الخارجية الفلسطينية، وبعد أيام من القنبلة السياسية التى فجرها الرئيس محمود عباس فى قمة العرب بنواكشوط، طالبت بريطانيا باتخاذ خطوات أولية فى هذا الصدد، تتمثل فى تقديم اعتذار رسمى تاريخى من أعلى الهيئات الرسمية البريطانية إلى الشعب الفلسطيني، نتيجة لما حلَّ به بسبب وعد بلفور والانتداب، من تشريد ودمار وتهجير وقتل ومعاناة مستمرة، على أن يرافق الاعتذار اعتراف رسمى بريطانى بدولة فلسطين فى حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، وذلك كجزء من عملية «تصحيح للظلم التاريخى الواقع على الشعب الفلسطيني».
وحول أسباب اللجوء إلى هذه الخطوات وتوقيتها، علقت الخارجية الفلسطينية بأن الأمر يعود إلى أنباء تحدثت عن تنظيم مسئولين بريطانيين احتفالا بالذكرى المئوية الأولى لهذا الوعد بمشاركة إسرائيل، وكأنه إنجاز مشترك ضمن هذه الصيغة المقترحة. 
صلاح خواجا، الناشط فى اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، كشف النقاب عن تنظيم حملات دولية فى الذكرى المائوية الأولى لوعد بلفور، وذلك للمطالبة بخطوات واضحة وجريئة تدعو بريطانيا إلى الاعتذار والتعويض؛ مشددًا على ضرورة ألا تتراجع القيادة الفلسطينية عن خطوتها هذه، وأن تسعى لخلق «حالة تكامل شعبى ورسمى فى الجهد المقبل حتى الشروع بحراك دبلوماسى وقانونى لتحميل المسئولية لكل من يدعم الاحتلال». 
المسار الدولى الذى اتخذته القيادة الفلسطينية مؤخرًا، بالتوجه إلى المؤسسات والمنظمات الأممية والحقوقية والمحاكم الدولية، يشير إلى أن مسألة طلب الاعتذار البريطانى تعدُّ خطوة على نفس الطريق، الذى يدفع باتجاه إعادة قضية فلسطين إلى مقدمة الاهتمامات والأولويات الإقليمية والدولية، وذلك بعد غياب تسببت به أحداث ما يعرف بـ«الربيع العربي» مع ما جلبته من كوارث تشهدها دول مثل سوريا واليمن وليبيا. وبعد مضى قرن من الزمان على وعد بلفور، لا يتوقع الفلسطينيون اعتذارًا أو التزامًا بريطانيًا بتصحيح خطأ تاريخى دمر ماضيهم وحاضرهم، ومن دون شك مستقبلهم الجمعي. 
وفى حال تحقُّق خطوة مقاضاة بريطانيا فعليا، فستكون نابعة من حالة اليأس وانعدام آفاق الحل السياسى ومحاولات إسقاط القضية الفلسطينية من قائمة الأولويات الدولية.. هذا إذا لم يتم وأد الفكرة فى مهدها قبل أن تبصر النور.