تقاعُس المسئولين عن واجباتهم تجاه المواطنين عرض مستمر لا ينتهى في البلاد، وهو ما يزيد معاناة الأهالي، خاصة في قرى مصر، التي تفتقد لكافه الخدمات ومليئة بالمشكلات المختلفة، ومن بين هذه القرى عزبة حلاوة ببر بحري التابعة لبرج البرلس بمحافظة كفر الشيخ، والتي تعاني من إغراق مياه صرف المزارع السمكية لأراضيها، ما تسبب في قطع الطرق وإصابة مواطنيها بالأمراض المزمنة، كما أن أقرب وحدة صحية تقع على بعد 40 كيلو مترًا من القرية.
"البوابة نيوز" التقت أهالي عزبة حلاوة ببر بحري التابعة لبرج البرلس بمحافظه كفر الشيخ، الذين حدثونا عن معاناتهم من وجود مناشر للسمك شمال المنطقة السكنية، ما يؤدى إلى انبعاث الروائح الكريهة وإصابتهم بالأمراض المزمنة، في ظل تجاهل تام من المسئولين.
"التلوث يحيط بينا من كل اتجاه وأصبت أنا وعيالي بالأمراض الجلدية والتنفسية المزمنة بسبب مياه صرف المزارع والمسئولين نايمين"، هكذا بدأ رزق كامل البنا أحد المتضررين من عزبة حلاوة ببر بحري برج البرلس حديثه معنا، لافتا إلى أن مياه الصرف اغرقت كافه أراضيهم وأصبحوا لا يستطيعون الانتفاع بها، إضافة إلى المناشر السمكية التي يقوم التجار بتجفيفها تحت الشمس حتى تنفجر وتخرج منها ميكروبات وجراثيم كثيرة تؤذينا وأولادنا بالأوبئة المزمنة.
والأمر ذاته أكده علام علي مدرس، وأحد أهالي عزبة حلاوة بر بحري، قائلا:" المزارع السمكية أكبر مشكلة لدينا، فعندما تتوقف المصارف عن العمل تغرق الأراضي والقرية بأكملها مياه وتتسبب في انقطاع الطريق ولا نستطيع السير به لكون الطريق رمليا، ما اضطرنا لصنع حائل لمنع وصول هذه المياه للمنازل، مشيرا إلى أن المناشر السمكية مشكلة لا تقل خطورة عن مياه صرف المزارع لكونها تخرج روائح كريهة تصيبهم بالأمراض التنفسية المزمنة.
وأضاف سامح حلاوة مدرس ومن أهالي عزبة حلاوة ببر بحري، قائلا:" المسئول بالوحدة المحلية لا يشعر بنا كمواطنين فهو يعاملنا كأننا عبيد لديه وهو السيد، ونحن لا نريد غير حل مشاكلنا"، مشيرا إلى انهم طالبوا رئيس الوحدة المحلية بإرسال كراكة لنزع مياه الصرف ولكنه رفض إرسال أحد وطالبهم بإزالتها بأنفسهم، موضحا أن مبانيهم السكنية تتأثر بمياه الصرف بشكل سيء".
وتابع عوض عبد الجواد الكردي، أحد أهالي عزبة حلاوة ببر بحري، قائلا "نحن قمنا بصيانه محطه الصرف بالاستزراع السمكي لكف الضرر المتزايد ونعانيه دائما دون توقف"، مضيفا أن المهندس المسئول عن المحطة لا يقوم بفعل شيء حتى صيانتها بعد تعطيلها، لافتا إلى انهم ذهبوا لمحافظ كفر الشيخ لحل ازمتهم لكن دون فائدة فهو يستمع اليهم دون فعل أي شيء، وترك القرية تغرق بمياه الصرف إلى أن وصلت للمدارس.
وأشار أحمد حلاوة، أحد الأهالي، إلى أن القرية تعانى الامرين فمشاكلهم لم تقتصر على مياه الصرف والمناشر السمكية فقط، فهم يفتقدون لخدمات كثيرة من اهمها عدم تواجد وحده صحيه، موضحا أن الوحدة الصحية المتواجدة بالقرية هجرت منذ فترة لكونها آيلة للسقوط، وأصبحت مأوى للحيوانات والمواشي على حد قوله، إضافه إلى عدم تواجد مدارس بالقرية واضطرارهم بإرسال أبنائهم لمنطقة أخرى تبعد عنهم ليدرسوا بها.
بينما أوضح عبدالله محمود، أنه قام بالتبرع بالمنزل الذي سيزوج به ابنه ليتحول إلى وحده صحية حتى يتمكنوا من العلاج بها بدلا من الذهاب لمناطق بعيدة، ولكنه فوجئ منذ فتح هذه الوحدة لم يأت إليها سوى 3 ممرضات وكاتب فقط بدون أطباء.
وقال "من المفترض تواجد طبيب مرة كل أسبوع على الأقل، وهذا ما يضطرهم للسفر لمناطق أخرى للعلاج"، مؤكدا أنهم تقدموا بالكثير من الشكاوى لمديرية الصحة لكن دون فائدة.
